كيف يتعلم أبناء الجاليات اللغة العربية؟

04 يناير 2015
+ الخط -
في بلاد الهجرة الغربية كان أكثر ما يؤرق المهاجرين الأوائل أن لا تمحى ثقافة ولغة الأجيال الجديدة. اللغة العربية بالنسبة لأبناء الجاليات، مع اختلاف ظروف الحياة والمعيشة، كانت تعد دوما مدخلا أساسيا لتعرف تلك الأجيال على الموروث الثقافي والحضاري لمجتمع الآباء. 
منذ البدايات نقل البعض معه ذات الوسائل البسيطة التي كانت منتشرة في الأرياف، حيث يلتقي الصغار في "الكتاب" ليتلقوا الأحرف العربية لأول مرة في حياتهم. 
انتشرت في أواسط تسعينيات القرن الماضي محطات التلفزة الفضائية العربيّة، ومعها انتشر كالنار في الهشيم مشهد اللواقط تستقبل ما يعيد إلى المنازل تلك اللغة التي لم يكن الأبناء الصغار يسمعونها سوى في بيوتهم. أمر غير الكثير على صعيد قضايا الاندماج والتحصيل العلمي عند الكبار. 
قي الدول الغربية التي كانت تتعاطى مع الانفتاح الثقافي على المهاجرين وخلفياتهم، جهد البيداغوجيون في إقناع المسؤولين التربويين بأن اتقان لغة الأم ليس عائقا أمام الطفل لتعلم لغات أخرى. 
في المقابل كانت بعض "النوادي" (والمصليات) تقدم دروسا في نهاية الأسبوع للتلاميذ الصغار، ومع قدوم لاجئين في ذلك الوقت ممن امتهنوا التعليم الابتدائي في بلادهم فقد انتشرت وبسرعة صفوف اللغة العربية وتدريسها في المنازل مقابل مبالغ مالية زهيدة. 
ومع انتشار شبكة الأنترنت والحواسيب كانت الهدايا التي يحملها المسافرون اسطوانات الأحرف العربية وتعليمها على مستويات بدائية مع بعض كتب الأطفال البسيطة. 
وبعد سنوات قليلة صار للتلاميذ الذين يسمون "التلاميذ المزدوجي اللغة" الحق القانوني في تلقي تعليم لغتهم الأم من خلال توفير المدارس الابتدائية لصفوف خاصة في المدارس في نهاية الاسبوع. وانتشرت أيضا المدارس العربية الخاصة والتي تقدم مادة اللغة العربية. 
بتلك الطريقة كان انتشار اللغة العربية قد أخذ طريقه بين كثير من تجمعات المهاجرين. وعلى الرغم من ذلك فقد شهدت السنوات الأخيرة تراجعا في مستوى الاهتمام بتدريس الصغار وتأجيل ذلك إلى سنوات لاحقة.
المساهمون