حذر معلقون كبار ونخب أمنية في إسرائيل من تداعيات نتائج الانتخابات الداخلية لحركة "حماس"، وانعكاساتها السلبية على مستقبل العلاقة مع الحركة. وكان من اللافت توقف المعلقين الإسرائيليين تحديداً عند انتخاب يحيى السنوار قائداً لحركة "حماس" في قطاع غزة، والإجماع على أن مثل هذا التطور يزيد من فرص انفجار مواجهة مع الحركة. وزعم كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن السنوار هو المسؤول عن رفض الاقتراح الإسرائيلي المتعلق بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركته أخيراً، مدعياً أن الشروط التي وضعها السنوار لإتمام الصفقة "لا يمكن للرأي العام والقيادة في إسرائيل قبولها".
وفي مقال نشره موقع الصحيفة، أمس الثلاثاء، زعم بن يشاي أن كل ما يعني السنوار هو التخطيط للمواجهة المقبلة، ما يجعل انتخابه "يمثل أخباراً سيئة، خصوصاً لإسرائيل، ليس فقط بسبب طابعه الشخصي وتوجهاته العسكرية المتطرفة، بل أيضاً لأنه سيحبط كل فرصة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في القطاع". وتوقع بن يشاي أن يحرص السنوار على توجيه مقدرات "حماس" نحو تطوير الذراع العسكرية للحركة وبناء الأنفاق.
ووصف القائد السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، رؤفين بيركو، السنوار بـ"رجل قوي، يتسم ببرودة أعصاب وكاريزما طاغية". وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس، نوه بيركو إلى أنه وبخلاف رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، ونائبه إسماعيل هنية، فإن السنوار "يملك إنجازات"، تتمثل في تنفيذه شخصياً عمليات أفضت إلى قتل مستوطنين وجنود وفلسطينيين اتهموا بالتعاون مع إسرائيل. وأشار إلى أن السنوار هو الذي منع أسرى "حماس"، الذين أطلق سراحهم معه في صفقة تبادل الأسرى التي أفرج فيها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، من التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى العمليات "الإرهابية بعد إطلاق سراحهم". واستدرك بيركو إنه على الرغم من الموقف المتشدد الذي يتخذه السنوار من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ونظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، فإن التزاماته تجاه الجماهير الغزية وإدراكه ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية قد تدفعه ليكون براغماتياً، بحيث يحسن انتخابه من فرص تواصل الهدوء.
من ناحيته، قال الجنرال غيورا آيلاند، الذي تولى سابقاً رئاسة كل من شعبة العمليات في جيش الاحتلال ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن نتائج الانتخابات تدلل أنه "لم تعد لحركة حماس إلا قيادة عسكرية، وهي قيادة تمنح الأولوية للعمل المسلح"، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات أسدلت الستار على مرحلة "كان فيها دور للقيادة المدنية ذات التعاطي الحذر". وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الثلاثاء، نوه آيلاند إلى أنه في حال تم بناء توقعات بشأن سلوك السنوار المتوقع فإنه يمكن الافتراض أنه سينتهج خطاً "متشدداً تجاه إسرائيل، وسيضع على رأس أولوياته العمل على اختطاف الجنود، من أجل تحرير رفاقه الذين تبقوا في السجن". واستدرك، إن السنوار سرعان ما سيدرك أن مصلحة "حماس" العليا، التي تتمثل في مواصلة حكم غزة، تتطلب "قدراً من الشرعية الدولية من أجل ضمان تحسين الأوضاع الاقتصادية"، مشدداً على أن الحركة "ليست القاعدة أو داعش، بل هي حركة سياسية بحاجة إلى دعم الجماهير في غزة". ودعا آيلاند إسرائيل إلى توظيف "العصا" من دون استخدام قوة "السلاح والجزرة" في التعاطي مع "حماس". وحث على تحذير الحركة بأنه في حال لم تلتزم بوقف إطلاق النار، وقامت بإطلاق الصواريخ، فإن إسرائيل ستمنع وصول أي نوع من أنواع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي المقابل، يدعو آيلاند إلى مكافأة "حماس" على الهدوء، عبر السماح بمشاريع البنى التحتية وتدشين بناء ميناء ومحطة تحلية ومحطة لتوليد الكهرباء لضمان وصول الكهرباء للقطاع على مدى 24 ساعة. ودعا إلى تنسيق السياسات تجاه غزة مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة.