تبيّن أن شراكة "ناشونال إنكوايرير" National Enquirer مع حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت أوسع ممّا كشفت عنه التقارير السابقة.
وكشف اعتراف محامي ترامب السابق، مايكل كوهين بالذنب أن مؤامرة "صيد وقتل" القصص الإخبارية التي يمكن أن تضر ترامب بدأت في أغسطس/آب 2015، بعد شهرين فقط من دخول ترامب السباق الرئاسي.
بعد دقائق من إدانة هيئة المحلفين بول مانافورت، المدير السابق لحملة دونالد ترامب الانتخابية، بالاحتيال، أقرّ محامي الرئيس ترامب السابق، مايكل كوهين، بثماني تهم فيدراليّة موجهة إليه، بينها الاحتيال، وخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، ودفع الأموال لإسكات امرأتين كانتا تتحدثان عن علاقتين أقامتاهما مع ترامب، بتوجيهٍ من ترامب نفسه.
وبعد التحقيقات الأخيرة، باتت هناك أسئلة جديدة حول الموقف القانوني للصحيفة، بحسب ما كشفت "سي إن إن"؛ فمنذ أكثر من عام، ومن دون علم قارئي الصحيفة، أو الجمهور، عمل كوهين مع مالك "إنكوايرير"، شركة "أميريكان ميديا إينك"، لدفن القصص التي كان يمكن أن تضر بفرص ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية.
وفي حين تم الكشف عن هذا التكتيك من قبل وسائل الإعلام منذ أشهر، اعترف كوهين يوم الثلاثاء بأن دفعاته المالية الصافية كانت غير قانونية، وتم القيام بها "للتأثير في الانتخابات كغرض أساسي".
في الإيداعات الحكومية، توصف شركة "أميركان ميديا" بأنها شركة إعلامية تملك صحيفة شعبية، ولا يتم تحديد رئيسها ومديرها التنفيذي ديفيد بيكر إلا من خلال ألقابه.
وقال كوهين في المحكمة: "أنا والرئيس التنفيذي لشركة إعلامية، بناءً لطلب المرشح، عملنا معاً" لإخماد القصص الإخبارية.
وعادةً ما يكون هدف المؤسسات الإعلامية نشر القصص الإخبارية المهمة، وليس طمسها. لكنّ "ناشونال إنكوايرير" كانت تعمل بشكل مختلف. كان لترامب وبيكر علاقة منفعة متبادلة لسنوات. وكان شراء حقوق قصّة إخبارية مؤذية محتملة ثم دفنها كخدمة، وهي ممارسة لصحف شعبية تسمى "الصيد والقتل"، من فوائد تلك العلاقة.
لم يُتهم بيكر بجريمة، لكنه مع "أميركان ميديا إينك" جزء من تحقيق فيدرالي يتواصل حالياً. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في يونيو/ حزيران أن بيكر ومدير المحتوى الرئيسي للشركة، ديلان هوارد، تم استدعاؤهما في وقت سابق من هذا العام.
ووفقاً لإيداع المحكمة، عرض بيكر "المساعدة في التعامل مع القصص السلبية" حول علاقات ترامب مع النساء، "من خلال تحديد هذه القصص وعدم نشرها مقابل مبالغ مالية.
لا يشير الإيداع في المحكمة إلى عدد القصص التي تم دفنها من قبل الشركة الأم لـ"ناشونال إنكوايرير".
وبالفعل، استطاع كوهين مع "أميركان ميديا إينك" شراء قصّتين على الأقل ومنعهما من النشر والتأثير في الانتخابات.
وتضمنت القصتان تقارير عن عارضة "بلاي بوي" السابقة كارين ماكدوغال وممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز.