كيف تصبح مديراً فاشلاً؟

22 فبراير 2016
الصدق من سلوكيات المدير الناجح (أندي سميث/Getty)
+ الخط -
حين يدور في ذهن المدير جملة مفادها "لولا هؤلاء الحمقى من الموظفين، لحققت النجاح المنشود"، فإن ذلك يدل على أن المدير بدأ يطرق باب الفشل. لطالما انتاب هذا الشعور العديد من المدراء. لكن، الحقيقة تقودنا إلى السؤال بطريقة مغايرة، "لماذا يصبح المدير فاشلاً؟"، واستطراداً: ما هي السلوكيات الإدارية التي تقود المدير إلى الفشل؟
1- تنطوي كل ثقافة على تراث من الأقوال المأثورة، التي تخبرنا أن التفاعل مع الأشخاص له معنى أكبر من أي شيء نقوم به في حياتنا. لذلك فإن الفاعلية في العمل، تظهر من خلال فن التعامل مع فريق العمل، وبالتالي من البديهي أن التفاعل الإيجابي بين المدير وفريقه يحقق النجاح، والتفاعل السلبي يؤدي إلى الفشل. إن عدم اهتمام المدير بالعاملين معه، يجعل العلاقات في ما بينهم تأخذ طابع التناحر والتوتر والحدية، على الرغم من أن المدير قد يكون ممن يمتلكون المعرفة الصحيحة والمناسبة، لكن الموظفين لا يهتمون بحجم معرفة المدير، بسبب قلة التواصل والتفاعل. لذلك فإن المدير الذي لا يقوم ببناء شبكات علاقات مبنية على التفاعل الاجتماعي – الشخصي مع الموظفين في شركته، معرض للفشل.
2- المدير الذي يعتمد أسلوب التملق مع الموظفين سيكون محكوماً بالفشل، وقد تُعتبر قدرة المدير على مداهنة الآخرين مهارة، لكنها مهارة سلبية، وقد ترتد على المدير بتأثيرات عكسية، ترتبط مباشرة بجودة الخدمة أو المنتج الذي تقدمه مؤسسته. في المقابل، فإن المدير الذي يضع نصب عينيه سوء الظن، فهو سيكون دوماً في موقع سلبي، وينفر العاملين في فريقه من تحسين قدراتهم، ويفقدهم الحافز في القيام بالمهام، وحتى البقاء في المؤسسة.
3-المدير الذي لا يضع حدوداً مناسبة لعلاقته مع الآخرين، يفقد تقدير الآخرين لحدوده، وبالتالي يفقد احترامهم.


اقرأ أيضاً: كيف يطوّر القائد المحيطين به؟


4-أخطر طريق يسلكه المدير، ويؤدي به إلى الفشل، هو "الكذب"، فحين لا يتحرى الصدق، أي حين يؤدي دوراً مغايراً لحقيقته، سيعرف الآخرون الحقيقة. وحين يحصل ذلك سيكون المدير قد فقد المصداقية، فالمدير الصادق لا بد من أنه سينال الاحترام مهما كانت الظروف.

5-أسوأ المدراء هم من يقولون: "أنا لا أرتكب الخطأ"، والذين يرمون بالمسؤولية على غيرهم. هؤلاء، حين ينطقون بهذه العبارة، يكونون قد بدأوا بدق مسمار خلخلة وضعهم الإداري.

6- يجب أن تكون للمدير قيم أخلاقية راسخة، حيث يجب أن تتوافق سلوكيات المدير وتتناغم مع هذه القيم والمبادئ التي يؤمن بها، وهذا بحد ذاته نزاهة تنعكس على المؤسسة التي يعمل بها. فلا بد أن ينال المدير الاحترام والإعجاب والنجاح، ولكن فقدان النزاهة يقود المدير إلى الفشل، أضف إلى ذلك انعدام ثقة الآخرين به، فالثقة تبنى على الأفعال والتصرفات التي تنم عن الجدارة والاستحقاق للمنصب.
7-إن قدرة التسامح من مميزات المدير الناجح. فانعدام قدرة التسامح قد يكون سلوكاً يقود المدير إلى الفشل، ذلك أن الجميع بحاجة إلى القليل من التسامح تجاه الاختلافات ومواطن الضعف لدى العاملين معهم، في إطار تنمية هذه القدرات.
8-الإكثار من استخدام عبارة "أنا"، لتسليط الضوء على النفس، يثير حفيظة الموظفين، خصوصاً أنهم يعتبرون أنفسهم يشاركون في قصة نجاح المؤسسة، أما كلمة "نحن" فلها وقع السحر في المؤسسات، بحيث تحفز فريق العمل على الإنتاج من دون الخوف من ضياع الجهد ونسبه إلى شخص المدير دون غيره.
9-أية ممارسة يقوم بها المدير وتفهم على أنها احتقار أو ازدراء لأحد، هي مقتل إداري فعلي، لا بل إن تحقير فريق العمل وإهانته يعتبر من أسوأ السلوكيات الإدارية. قد يطول الحديث عن السلوكيات الإدارية المؤدية إلى فشل المدير، التي تعتبر مدخلاً لضياع فريق العمل يقود إلى فشل المؤسسة في تحقيق الأهداف وجني الأرباح.
(باحث وأكاديمي)

اقرأ أيضاً:كيف يواجه المدير الناجح تحديات العصر؟
دلالات
المساهمون