كيف تختار الحياة الأمثل بالنسبة لك؟

09 اغسطس 2018
وحدة (Getty)
+ الخط -
المعالجة النفسية المتخصصة في دراسة الأشخاص الذين يعيشون من دون شريك، بيلا دي باولو، تكتب في مجلة "سايكولوجي توداي" عن السعادة وعلاقاتها بالعزوبية. تقول إن السعادة تعني عيش حياة تناسبك بشكل أفضل، حتى لو كان ذلك مخالفاً للقواعد والتوقعات السائدة.

بالنسبة لبعض الناس، الحياة التي يريدونها هي تلك التي تحظى بالاحترام والمكافأة والاحتفال في الوقت والمكان الذي يعيشون فيه. في العديد من المجتمعات المعاصرة، الحياة الزوجية تعد جيّدة وجديرة بالاحترام. الناس الذين يعيشون حياتهم بشكل أفضل من خلال الزواج محظوظون. هؤلاء يجدون الحياة الزوجية أكثر إشباعاً.

لسنوات عدة، كانت دي باولو تحاول التأكيد أن بعض الناس يعيشون الحياة الأفضل من دون ارتباط. ولا يعني هذا أن الوحدة أفضل من علاقة رومانسية. والمقصود أن هؤلاء الناس الذين يفضلون العيش من دون حبيب، يعتبرون خيارهم هذا أولوية. وهذه هي طريقتهم لعيش حياة ترضيهم.

التحدّي الذي يواجه الأشخاص الذين يمكنهم أن يعيشوا بشكل أفضل، هو أن إدراك الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً. وهذه الحياة الفردية، قد تصير أفضل حياة ممكنة. هذا ليس ما يتعلمونه من القصص الخيالية أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية أو الروايات أو كلمات الأغاني. كما أنّ عائلاتهم وأصدقاءهم لن يأتوا للاحتفال بهم كونهم اختاروا حياة فردية. والعادات اليومية لن تتغيّر طبقاً لنمط حياتهم الفردي.



في مذكراتها الجديدة "لا أحد يخبرك بهذا"، تحكي غلينيس ماكنيكول عن محادثة مع صديق حين كانت في الأربعين من عمرها. سألها: "ماذا تريدين؟". أجابت: "ربما أحبّ أن أكون وحيدة. وكانت المرة الأولى التي أشعر فيها أن الوحدة يمكن أن تكون أمراً جيداً، وهذا ليس دليلاً على عيب ما".

تقول كاتبة النص إنها ربما أخبرت قصصاً عن أناس أدركوا أنّ الحياة التي يرغبون أن يعيشوها هي تلك الفردية. في الوقت نفسه، يصعب على كثيرين تقبل الأمر، أم أنهم يقاومون فكرة أنّه يمكن تحقيق السعادة من خلال العيش من دون شريك. حتى الأشخاص الذين "اعتنقوا" الحياة الفردية، يتحدثون عنها أحياناً بطريقة تقلّل من قيمة هذه الحياة عن غير قصد، بمجرد قولهم إنهم وحيدون أو غير مرتبطين، علماً أن هؤلاء أكثر ارتباطاً بحياتهم. ربّما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل الوصول إلى هذه النتيجة أو أي نتيجة، وتبقى هناك تحديات طالما أن كثيرين يعتبرون هذه الحياة بمثابة حياة ثانوية، علماً أنهم يعيشون الحياة الأفضل بالنسبة إليهم. في إحدى المرات، قالت لي صديقة إنها سعيدة في زواجها. لكن لو لم يكن لديها شريك، ربما تكون سعيدة أيضاً.


دلالات