كيف تحمي بريطانيا أطفالها في حال ضياعهم؟

03 أكتوبر 2019
تسعى بريطانيا إلى توفير الحماية لكل طفل (Getty)
+ الخط -
حوادث اختفاء الأطفال والمراهقين في بريطانيا تؤرّق الأهل والمجتمع. في هذا الإطار، تشدّد "جمعية الأطفال" في بريطانيا على أهمية إجراء "مقابلات العودة إلى المنزل" (أي بعد ضياع الطفل وعودته). ويفيد بحث جديد أجرته الجمعية بأنّ نسبة لا يستهان بها من مجالس البلديات تفشل في إجراء هذه المقابلات، على الرغم من كونها مطلباً قانونياً.

وتهدف المقابلة إلى معرفة ما حدث خلال فترة الاختفاء. في بعض المناطق، تجرى مقابلة عودة واحدة من أصل كل خمس حوادث يضيع خلالها طفل أو شاب ثم يعود. وفي مناطق أخرى، تمّت مقابلة جميع الأطفال بعد عودتهم. ووجد البحث الذي كلّف به رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية للمفقودين بتمويل من وزارة الداخلية، أن العديد من المجالس البلدية فشلت في تقديم أية بيانات عن عدد الأطفال المفقودين في مناطقها، وعدد المقابلات التي أجريت بعد عودة المفقودين إلى المنزل، والمساعدة التي قدمت للأطفال نتيجة لذلك.



تواصلت "العربي الجديد" مع تشارلي نيل من مكتب إعلام "جمعية الأطفال". تقول الأخيرة إنّه حين يضيع طفل، غالباً ما يكون ذلك عبارة عن صرخة طلباً للمساعدة. ويهرب الأطفال من المنزل بسبب شجار أو سوء معاملة في المنزل، أو يهربون من دور رعاية وضعوا فيها من دون رغبة منهم. تضيف: "ربما يهربون من شخص يعتزم إلحاق الأذى بهم". ويواجه الشباب مخاطر جسيمة من سوء معاملة واستغلال أثناء فترة اختفائهم، بما في ذلك الاستغلال الجنسي. لذلك، يجب أن تأخذ الشرطة الأطفال والشباب الذين يختفون على محمل الجد، وتذكر أنهم ضحايا ضعفاء وليسوا مثيري شغب. وتحتاج الشرطة والمجالس والخدمات الاجتماعية إلى العمل معاً ومشاركة المعلومات للتأكد من اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الشباب.

وفي ما يتعلّق بالمقابلات، تكمن المشكلة في كيفية تسجيل المعلومات ومشاركتها. وتنصّ التوجيهات القانونية في عام 2014 بشأن الأطفال المفقودين التي أعدتها وزارة التعليم، على ضرورة أن تحدّد المقابلات سبب اختفاء الأطفال، والتجارب التي عاشوها، والأشخاص الذين قابلوهم، والأماكن التي ذهبوا إليها، وكيفية تعاملهم مع المشاكل. وتتولى قوات الشرطة المحلية جمع البيانات وتقديمها إلى الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة. وتجمع معظم السلطات المحلية بيانات عن عدد الأطفال الذين هربوا وأجريت معهم مقابلة العودة إلى المنزل. وتُعدّ مقابلات العودة إلى المنزل فرصة للتحدث إلى الشباب حول أسباب اختفائهم في المقام الأول، وما حدث معهم أثناء وجودهم في الخارج. ويمكن أن تكون المعلومات جيدة ومفيدة للشرطة، وتساهم في الحد من استغلال الأطفال والشباب في المستقبل.