كيف تتغلب على أضرار الجلوس الطويل في العمل؟

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
19 ديسمبر 2017
2F9C80FC-8BCC-438B-A328-84606D91ADC9
+ الخط -
يحذر الأطباء من أضرار الجلوس لفترات طويلة على الصحة، بينما يدرك قلّة، على وجه الخصوص من الموظفين، كيفية تجاوز هذه الأضرار الناجمة عن قضاء ست ساعات أو أكثر يومياً جلوسا في المكتب.


وحسب موقع "ذا ديلي ميل"، فإن الجلوس لفترات طويلة يضاعف من مخاطر السكتة القلبية، كما تزيد أجهزة الكومبيوتر من خطر فقدان البصر بنسبة 40 في المائة، وتزيد من مقاومة الأنسولين، وتؤثّر على الصحة العقلية.

ويلجأ كثيرون إلى ممارسة التمارين الرياضية خلال الإجازة الأسبوعية، فضلاً عن ساعات من اليوغا أو التأمّل. بيد أنّ البحوث الحديثة بيّنت أنّ هذه الأمور قد لا يكون لها سوى تأثير طفيف على تعزيز الصحة.


ويقول ألان ستيوارت، من مدرسة طب "ماونت سيناي"، إنّ "معدّل ضربات القلب ينخفض حين نجلس، وهذا وحده يؤثّر على كل شيء، فنميل إلى تناول أطعمة قد تكون أقل نفعاً. نتناول ما هو قريب منّا أو ما يقدّمه لنا أحدهم، كما أنّ الجلوس طوال اليوم يدفعنا للبحث عن سكريات للحصول على الطاقة، فضلاً عن تشكّل الدهون على القلب".

يؤكد ستيوارت، أنّ التردد على صالة الألعاب الرّياضية أربع مرّات في الأسبوع لن يعوّض تماماً الضرر من الجلوس لما لا يقل عن ست ساعات في اليوم. "يبقى خطر الإصابة بالنوبات القلبية أكبر".


ويقدّم الطبيب البريطاني عددا من النصائح لمواجهة المخاطر ومنها: الوقوف كلما أمكن ذلك. أخذ استراحة كلّ ساعة لمنع معدّل ضربات القلب من الانخفاض. المشي والتحدّث أثناء فترة الاجتماعات إن أمكن ذلك. تحويل المكتب إلى مكان لممارسة التمارين الرّياضية حيث يمكن العمل والمشي في آن واحد. ممارسة التمارين الرياضية لمدّة تتراوح بين 30 و45 دقيقة في اليوم لأربعة أيّام في الأسبوع على الأقل.

ويقول المدرّب في نادي نيويورك للصحة، مو ويدي، إنّه كلّما جلسنا لوقت أقصر كلّما كان ذلك أفضل لصحتنا. جميع أجزاء الجسم تعمل معاً، لذلك تبدأ العضلات والمفاصل في العمل بشكل مختلف.

ويرى ويدي أنّ كيفية الجلوس أو الوقوف، أمر حيوي للغاية كونه يساعد على تقليل الإصابات بأمراض مختلفة، لأن الوضع الخاطئ يؤدي إلى غلق الكتفين نحو الجزء الأمامي من الجسم ما يؤدي إلى تكوّر الظهر وعدم حصول الرئتين على الأوكسجين الكافي.

يقول جيمس لـ"العربي الجديد"، إنّه يعمل في مكتب منذ سبع سنوات، وإنّه نادراً ما يقوم بأي تمارين رياضية لأنّه يمضي معظم وقته في المكتب أو مع العائلة، ويحاول حجز صفوف رياضية حين تسنح له الفرصة. بيد أنّه يؤكّد أنّه يسير أقل من ميل في اليوم، وغالباً ما يكون جالساً لساعات طويلة في المكتب.

ويضيف "أدرك أنّ عدم القيام بأي تمارين رياضية يسيء إلى صحتي، لذلك ربما أعتقد أنّنا جميعاً نعاني من آلام مختلفة في المفاصل أو الظهر. لذلك راجعت معالجا مرتين في العام الأخير، لمعالجة عضلاتي المتصلبة".

وتقول ديانا لـ"العربي الجديد"، إنّها بدأت العمل المكتبي قبل ثلاث سنوات بعد تخرجها، وإنها تمارس الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع، ما يجعلها لا تعاني من أي مشاكل صحية.


أمّا طبيب العيون راندي ماكلولين، من جامعة أوهايو، فيقول إنّ التركيز على الشاشات لن يجعلك أعمى. "لا يزال هناك نقاش حول الضرر الذي قد تحدثه الأشعة الفوق البنفسجية للشاشات على أعيننا، لكن الجلوس لساعات محدقا بشيء قريب يضع ضغطا متزايد على شبكية العين".

ويقدّم ماكلولين، بعض النصائح، ومنها: الحصول على فترات استراحة بصرية كل 20 أو 30 دقيقة، عن طريق النظر بعيداً لاسترخاء العينين لمدة 30 ثانية على الأقل. استخدام قطرة العين للتخفّيف من جفاف أو إجهاد العين. فحص العينين كل عامين، وكل عام للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البصر.

المساهمون