والأسئلة التي تطرح نفسها بعد هذه الحوادث: ماذا يجب على المتفرج فعله؟ هل عليه تهدئة المعتدي وتخفيف حدّة الموقف؟ أو عليه تجاهل الأمر تماماً وعدم التدخل؟
الأكيد أن الإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة على الإطلاق، كما أن الجواب ليس ثابتاً، بل يتغير من موقف إلى آخر.
بالعودة إلى حادثة بورتلاند، حيث أقدم رجل على قتل رجلين وطعن ثالث على متن قطار، عندما حاولوا الدفاع عن امرأتين مسلمتين هاجمهما القاتل بألفاظ عنصرية. أدّى تدخل المتفرجين وتصديهما للمعتدي إلى قتلهما، لكن ما حصل استثناء وليس قاعدة.
بعض المواقف المماثلة انتهت نهاية سعيدة ومسالمة، إذ أقدمت إحدى النساء على إهانة امرأة مكسيكية من ذوات البشرة السوداء وتوجيه ألفاظ عنصرية إليها، في مطلع مايو/ أيار الجاري، في متاجر "والمارت" في ولاية أركنساس الأميركية، ما دفع إدارة المتاجر إلى منع المرأة المعتدية من التسوق في فروعها كافة.
Twitter Post
|
وفي مارس/ آذار الماضي تصدّت إحدى السيدات في نيويورك لامرأة آخرى ضايقت إحداهن لأنها مسلمة، وطلبت منها الكف عن مضايقتها واحترامها. الفيديو الذي وثّق الموقف انتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمت مشاركته أكثر من 20 ألف مرة على "فيسبوك"، كذلك استضاف برنامج إلين ديجينيريس الشهير السيدة، وقدّم لها مكافأة بقيمة 10 آلاف دولار أميركي.
لذا، ما الذي ينبغي فعله حقاً؟
أجاب رئيس الشرطة المتقاعد والمستشار، أندرو سكوت، عن هذه الأسئلة في حديثه لشبكة "سي أن أن" الأميركية، طالباً أخذ المواقف الآتية بعين الاعتبار:
* هل المعتدي أكبر حجماً منك بكثير؟
* هل يبدو مخدراً أو مخموراً أو غير متوازن عقلياً؟
* في حال تدخلت وساءت الأمور، هل يمكنك الهروب بسهولة أم ستُحاصر؟
وقال إنه في حال فكرت بالأمور كافة، وقررت التدخل في الأحوال كلها، عليك فهم أن "هذه المواقف تتحول من السيئ إلى الأسوأ بسرعة".
وأوضح سكوت أن "مثل هذه الأمور تواجه المتفرّج في حال قرر مساعدة شخص ما، إذ تحدث الأمور بسرعة فائقة، أي خلال جزء من الثانية، وبالتالي عليه اتخاذ مواقف في أقل من جزء من الثانية".
(العربي الجديد)