كيري يحذر إيران من العودة للتحقيق معها

15 ديسمبر 2015
الاتفاق النووي لا يعني وقف المراقبة الدولية (الأناضول)
+ الخط -


حذرت الولايات المتحدة إيران من أن إغلاق ملف التحقيق في أنشطة إيران النووية ذات الطابع العسكري لا يعني بأي حال من الأحوال امتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التحقق من أي أنشطة نووية سرية، إذا وجدت الوكالة سبباً لذلك.

ونصح وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، في بيانه، أمس الثلاثاء، إيران أن تلتزم بالشفافية الكاملة لتطمين المجتمع الدولي بالطابع السلمي لمشروعها النووي.

ورحب كيري بقرار مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتخذ أمس بالإجماع، وتضمن إغلاق ملف التحقيق السابق واعتماد تقييم مدير عام الوكالة النهائي للجوانب العسكرية من برنامج إيران النووي سابقاً.

وقال كيري في البيان الذي وزعته الخارجية الأميركية على المراسلين الصحافيين في واشنطن، إن هذا القرار يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتركيز حالياً على التنفيذ الكامل للاتفاق النووي مع إيران، والتحقق من التزام إيران بعدم استئناف الأنشطة العسكرية من برنامجها النووي. كما أشار إلى أن الوكالة لديها الوسائل الكفيلة بكشف أي عودة لأنشطة من هذا القبيل.

كما لفت كيري في بيانه إلى أن تقرير مدير عام الوكالة المؤرخ في الثاني من ديسمبر/كانون الثاني الحالي، يتوافق مع ما كانت الولايات المتحدة قد توصلت إليه منذ فترة طويلة بشأن أنشطة إيران النووية السابقة، كما يتطابق مع التقييم الخاص بالوكالة على النحو المبين بتقرير أمينها العام في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

اقرأ أيضاً: جلسات الكونغرس تفضح وجود ملاحق سرية في الاتفاق النووي 

وأشار كيري إلى أن التقييم المشار إليه توصل حينها إلى أن مشروع إيران النووي تضمن أنشطة ممنهجة حتى عام 2003، وأن الأنشطة المتعلقة بالسعي للتسلح النووي استمرت بضع سنوات بعد ذلك العام. ونوه كيري إلى أن التركيز حالياً يمضي قدماً على نحو سليم باتجاه التحقق من التنفيذ الكامل للاتفاف النووي، بما يعزز الشفافية.

وحذر كيري إيران بصورة غير مباشرة أن إغلاق ملف الجوانب العسكرية لمشروع إيران النووي، لا يعني مطلقاً امتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التحقق في أي أنشطة نووية سرية، إذا وجدت الوكالة ما يبرر الحاجة للتحقق منها مستقبلاً مثلما فعلت في الماضي.

وجاء بيان كيري بعد وقت قصير من إعلان موافقة الدول الوكالة الدولية على قرار إنهاء التحقيق بمزاعم حول أن إيران عملت على إنتاج أسلحة نووية. وتولى مسؤول في وزارة الخارجية الروسية الإعلان أن "ملف النووي الإيراني حول الأغراض العسكرية" أصبح مغلقاً.

ونقلت وكالات الأنباء عن غريغوري بيردينيكوف، سفير المهام الخاصة وممثل روسيا في مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، القول: "نعتبر هذه الصفحة مطوية، ويعتبر ملف المشروع الإيراني المزعوم للأغراض العسكرية مغلقاً".

وأكد المسؤول الروسي أن مزيداً من التعاون التقليدي بين إيران والوكالة الدولية سيبنى على أساس اتفاق الضمانات الشاملة والبروتوكول الإضافي الملحق به، والالتزامات الطوعية من جانب إيران لضمان الشفافية في خطة العمل المشتركة الشاملة.

بدوره، رحب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بقرار الوكالة الذرية إغلاق الملف، زاعماً أن هذا القرار يؤكد سلمية برنامج إيران النووي.

لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حثت السلطات الإيرانية على إتمام الخطوات التحضيرية الضرورية للشروع في تطبيق الاتفاق النووي مع الدول الست.

وقال يوكيو أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع مجلس أمناء الوكالة: "على إيران أن تقوم بخطوات تحضيرية ضرورية لتطبيق خطة العمل المشتركة الشاملة. وسيأتي يوم الشروع في تنفيذ الاتفاق بعد أن تؤكد الوكالة استكمال هذه الإجراءات".

اقرأ أيضاً: وزير الدفاع الأميركي يحاول طمأنة الحلفاء تجاه اتفاق إيران

وفي موازاة ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، إن إدارة الرئيس، باراك أوباما، لا تستبعد اتخاذ مزيد من الخطوات تجاه إيران إذا تأكد المسؤولون الأمنيون من أن ذلك سيفيد الأمن القومي الأميركي.

وسئل إيرنست عن احتمال فرض عقوبات على إيران بسبب التجربة الصاروخية التي أجرتها إيران في أكتوبر/ تشرين الأول، فقال للصحافيين: إن "أوباما لن يقف حجر عثرة إذا رأى المسؤولون الأميركيون ذلك الإجراء مفيداً".

وكانت الولايات المتحدة قد اعتبرت التجربة الصاروخية الإيرانية انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن التي تحظر على إيران إجراء تجارب صاروخية بعيدة المدى، إلا أن واشنطن لم تعتبر التجربة انتهاكاً للاتفاق النووي الذي توصلت إليه مجموعة الدول الكبرى (5+1) مع إيران، في يوليو/ تموز الماضي.


المساهمون