كوستاريكا... أرض الأحلام والمغامرات التي لا تنتهي

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
13 مايو 2019
B8A32E77-A84E-4685-9709-2088A4D14A44
+ الخط -
شواطئ خلابة، ثقافات متنوعة، طبيعة ساحرة، استرخاء، والكثير من الموسيقى. هي المزيج لوصف الرحلة إلى قلب كوستاريكا الواقعة في أميركا الجنوبية. تجمع الرحلة المغامرات الصاخبة مع الهدوء والسكينة.

توصف كوستاريكا ببلاد العجائب الطبيعية، كما يطلق عليها البلد السعيد. يمتاز شعبها ذو الثقافات المتعددة، بوده وترحيبه بالزوار.

تعد السياحة الشاطئية من أكثر النشاطات الترفيهية، خاصة أن شواطئها مقسمة ما بين المحيط الهادئ والبحر الكاريبي. إلا أن ذلك لا يعني أن السياح سيقضون أوقاتهم بالغوص وممارسة الرياضات المائية فقط.

تتنوع النشاطات الترفيهية من ركوب الخيل والتجوال في مزارع الفانيلا الخلابة، وتسلق قمم الجبال الخضراء، والقيام برحلة سفاري في الأدغال والغابات الاستوائية. أما محبو الهدوء والاسترخاء، فلا بد لهم من زيارة الشلالات والبحيرات، والاستمتاع بجمال تدفق المياه العذبة. 

سان خوسيه الصاخبة

ترسم عواصم العالم الكثير من الدلالات عن ثقاقة الشعب، تقاليده، وتاريخه. في سان خوسيه عاصمة كوستاريكا، يعي السائح التنوع الثقافي الذي تحتويه هذه المدينة. فهي إلى جانب جمال طبيعتها، تختزن الكثير من الآثار، والتي يعود جزء كبير منها إلى أكثر من 700 عام.

المتاحف، هي الوجهة الأولى للسائح، كونها تقدم نموذجا حيا لتاريخ كوستاريكا، ومن أهم المتاحف، المتحف الوطني. كما تضم العاصمة الكثير من المعارض الفنية، وهي نقطة جذب هامة بالنسبة للفنانين من كافة أنحاء العالم، لعرض أعمالهم الفنية. كذا، تضم العاصمة الكثير من القلاع والأبراج والتي كانت تستخدم لمراقبة القراصنة.

الأسواق التجارية، الساحات العامة، والمقاهي، من الأماكن الجاذبة أيضاً، حيث يقضي الزائر ساعات في التنزه سيراً على الأقدام داخل أحياء المدينة. وتبقى زيارة حدائق البن، من أجمل الأماكن السياحية التي يقصدها الزوار في العاصمة.

جزيرة كوكوس الهادئة

الغطاء النباتي، وشلالات المياه الموجودة بهذه الجزيرة، تأخذك في رحلة إلى عالم العجائب. ومن شدة جمالها، وضعتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي. تقع جزيرة كوكوس في المحيط الهادئ. تتميز بشاطئها الساحلي الرملي ذات المياه الفيروزية.

تعد الجزيرة محمية طبيعية، فهي تحتضن مجموعة كبيرة من الكائنات البحرية كالأسماك والدلافين، إضافة إلى وجود السلاحف. ومحبو الغوص، سيكتشفون سحر الشعب المرجانية، والكنوز التي تحتويها أعماق البحار. كذا، تحتوي الجزيرة على أكثر من 400 شلال والكثير من العيون، والبحيرات.

جمال الطبيعة لا ينتهي هنا. تبدأ قصة أخرى في نهر ريو سيلست. يتميز النهر بلون أزرق يلمع بشدة، يعود السبب في ذلك إلى كميات الكبريت والنحاس الموجودة في أعماق النهر. يمكن استئجار قارب، والتنزه في مسارات النهر، أو حتى الجلوس بالمقاهي المنتشرة هناك، وتناول المأكولات التقليدية. 

الطبيعة سر السعادة

من الأمثال الشعبية المتداولة في كوستاريكا، "إن الطبيعة في البلاد سر سعادتنا". ولا عجب في ذلك، كون كوستاريكا صنفت كواحدة من عجائب الدنيا الطبيعية. يعتبر متنزه كوركوفادو، وهو أشبه بمحمية طبيعية، من أكثر الأماكن جذباً، حيث يمكن للسائح القيام برحلات سفاري داخل الأدغال.

يحتوي مئات الحيوانات والزواحف النادرة، إضافة إلى وجود أكثر من 100 نوع من الطيور. كما يوفر المتنزه أماكن مميزة للإقامة، خاصة في البيوت الخشبية المستقلة، القريبة من السواحل البحرية.

في متنزه سانتا روزا الوطني، وهو من أقدم المتنزهات في أميركا الجنوبية، يشعر السائح وكأنه دخل في قلب لوحة فنية. مياه تحيطها الجبال، غابات استوائية، والكثير من الحيوانات النادرة. وللتجوال داخل المتنزه، لا بد من ركوب الزوارق الخشبية، والانتقال من مكان إلى أخر.

ولا تفوتوا فرصة زيارة غابة مونتفردي التي تأسر القلوب. تتميز الغابة بكثافة أشجارها التي تحجب أشعة الشمس، وجسورها الخشبية المعلقة في الهواء. 

المغامرات والترفيه

تسلق الجبال من الرياضات الممتعة عند السياح. يوفر الجبل الأخضر فرصة لاكتشاف الطبيعة البكر. يقع على ارتفاع 4500 متر، يوفر رؤية بانورامية للبلاد. تنمو على سفح الجبل أنواع مختلفة من الورود، كالأوركيديه، وغيرها. تتنوع الأنشطة الترفيهية من ركوب الدراجات الهوائية، والتنزه داخل المسارات الطبيعية، وتقام الكثير من المسابقات الرياضية العالمية.

ولأخذ قسط من الراحة، ما عليكم سوى التوجه إلى الأماكن المخصصة للاستراحة، وتذوق الأطعمة التقليدية.

ولا تفوتوا فرضة زيارة بركان أرينال. في الصباح الباكر، وقبل طلوع الشمس، انطلقوا لاكتشاف واحد من أضخم البراكين في أميركا الجنوبية، وفي أسفل البركان، تكونت بحيرة أرينال، والتي تحتوي نسبا عالية من الكبريت والمواد المعدنيه الأخرى. في الليل، أجواء السهر ترحب بكم. مهرجانات واحتفالات على أنغام الموسيقى التقليدية، تنسيكم مغامرات النهار، وتدعوكم للاحتفال. 

الوجه الأخر

حلت كوستاريكا في المركز الأول في مؤشرات البيئة العالمية في العام 2019، لمبادرتها في الحد من أعداد السيارات العاملة بالوقود، وحفاظها على الغابات التي تشكل أكثر من نصف مساحتها. وتعتمد كوستاريكا بشكل لافت على الاقتصاد الأخضر، حيث تشجع المواطنين على الاهتمام بالبيئة، وتعتبرها إحدى الطرق لنمو اقتصادها.

في السنوات الماضية، طورت كوستاريكا أنظمة توليد الطاقة النظيفة، وهو ما ساهم في تحريك اقتصادها، حيث وظفت مئات الشباب في قطاعات لم يكن لها أي أثر من قبل، كما رفعت الحد الأدنى للأجور، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي. وفق تقارير دولية، فإن كوستاريكا، ستكون الدولة الأولى في العالم نهاية العام 2021، التي يتعادل فيها الأثر الكربوني، أي أن مستوى الكربون في الهواء سيكون محدوداً بشكل كبير.

يعتمد اقتصادها على الخدمات، بما فيها الاتصالات، ومبيعات التجزئة، ناهيك عن الخدمات المالية، والتأمين. كما استفادت من مساحتها الخضراء، وتحويل جزء كبير منها إلى مزارع ضخمة. كما أولت اهتماماً بالسياحة، وهي توظف اليوم نحو 11% من القوى العاملة في هذا القطاع الحيوي.

وبحسب تصريح صادر في فبراير/ شباط الماضي، لوزيرة التخطيط الوطني والسياسة الاقتصادية في كوستاريكا ماريا ديل بيلار فإن بلادها تركز على تحقيق نمو شامل ومستدام في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن الاقتصاد الكوستاريكي ينمو بوتيرة مستقرة، تتراوح بين 3% و3.3% سنوياً، متوقعة أن يسجل هذا العام نمواً يبلع 4%، بفضل السياسات التي تتبناها الحكومة.

هذا الواقع الاقتصادي، شجع ملايين السياح لزيارتها، والاستمتاع بجمال مناظرها الطبيعية، إضافة إلى أن تكاليف السفر بسيطة، حيث تتراوح أسعار الإقامة في المنتجعات السياحية الفاخرة بين 90 و110 دولارات، وتنخفض الأسعار في الفنادق الشاطئية، ويمكن إيجاد غرف أو شقق فندقية، بأسعار تنافسية تصل إلى 40 دولاراً في الليلة الواحدة، أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام والشراب، فهي أيضاً مناسبة جداً، وتتراوح أسعار وجبات الطعام بين 5 و10 دولارات تقريباً.

تبقى أسعار حجز تذاكر السفر الأغلى، خاصة إن كانت الرحلة من الدول العربية، حيث تتطلب الرحلة التوقف في الولايات المتحدة، ومن ثم التوجه نحو كوستاريكا، ما يزيد من الأعباء المالية على السائح، لكن الحجز المبكر، يساهم في خفض الأسعار.

*(الصور من وكالة Getty)

دلالات

ذات صلة

الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
فنادق غزة فارغة العربي الجديد

اقتصاد

تسبب تقييد حركة تنقل السياح الوافدين عبر المعابر الحدودية باتجاه غزة، بتراجع عمل القطاع السياحي بشكل عام، والقطاع الفُندقي على وجه التحديد، والذي يعتمد بشكل أساسي على السياحة الخارجية، بالتزامن مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية داخلياً.
الصورة

اقتصاد

تعتبر باكو، عاصمة أذربيجان، كنزاً دفيناً من التاريخ القوقازي المستقطب للسائحين، لاحتوائها على أبنية حجرية تعود إلى عقود ماضية، ولما في شوارعها وأحيائها من أسرار كثيرة لم تُكتشف بعد.
الصورة
سيول... منارة السياحة الفنية

اقتصاد

تختزن مدينة سيول مزيجاً من الطراز الحديث والكلاسيكي التقليدي، ما يجعلها منارة سياحية فريدة في محيطها، وهي تعكف على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمكافحة انتشار كورونا من أجل ضمان تدفق السياح.
المساهمون