08 نوفمبر 2024
كوريا الشمالية مزيدٌ من الصواريخ.. والجوع
يبدو رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ماضياً في سياسة الصواريخ التي يتَّبعها، ولن تثنيه عنها العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على بلاده، أخيراً، والتي تجعل من الصعب عليه تدبُّر معيشة شعبه، إن لم يكن تدبُّر وقود الصواريخ التي ينتجها. وفي وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط على بلاده، وتنحو الولايات المتحدة الأميركية إلى الجدّية في التعامل مع قضية الصواريخ الكورية الشمالية، يأمر أون بإنتاج مزيد من الصواريخ، ما يعني مزيداً من الفقر والجوع الذي سينهش أبناء الشعب الكوري الذي لا تزيد هذه الأسلحة سوى من عزلته وبؤسه.
وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية قد أفادت، في 23 أغسطس/ أب، أن أون أمر بإنتاج مزيدٍ من محرِّكات الصواريخ والرؤوس الحربية، غير آبهٍ بما يُثار عالمياً بشأن برنامج بلاده الصاروخي، أو بآثار ذلك اقتصادياً على بلاده، خصوصاً من ناحية العقوبات وزيادة إفقار شعبه. ولم يكن يومها قد تلقّى نبأ حظر وزارة التجارة الصينية الاستثمارات الصينية الجديدة في كوريا، وفق القرار الذي أصدرته الوزارة، في 25 أغسطس/ آب، والذي جاء تتمةً لحظرها، في 14 أغسطس/ آب، استيراد منتجاتٍ من كوريا الشمالية، وهما قراران، يتماشيان، على ما يبدو، مع القرار الذي أصدره مجلس الأمن، في 5 أغسطس/ آب، والقاضي بفرض حزمةٍ من العقوبات الاقتصادية عليها، وتشمل حظر بعض الصادرات منها، وفرض قيود على الاستثمارات داخلها. وهي عقوباتٌ جاءت إثر التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، وخصوصاً منها، تجربة الصاروخ الباليستي، العابر للقارات الذي أُطلقته بيونغ يانغ، في 4 يوليو/ تموز الماضي، ويمكنه أن يطاول أراضي الولايات المتحدة الأميركية، وأثار ردود أفعال دولية كثيرة. كما أدى إطلاقه إلى اشتباكٍ كلاميٍّ بين المسؤولين الأميركيين والكوريين الشماليين، وهو ما يمكن أن يتطوّر إلى اشتباكٍ ناريٍّ، لا يتهيَّبه كيم جونغ أون الذي لا يبالي بأي خسارةٍ يتعرَّض لها شعبه، ولا ينأى عنه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الذي انفعل، حتى وصل إلى درجة الوقوع في شرك التصعيد، حتى الوصول إليه. وهو ما أجَّجَ المواجهة بين الفريقين، ويكاد أن يوصل الكوكب إلى حافة حربٍ نوويةٍ بين هاوٍ وعملاقٍ نوويين.
وبينما تستند الولايات المتحدة، في مواجهتها كوريا الشمالية، على قاعدة اقتصادية ضخمة، وعلى بيئة استثماراتٍ خصبةٍ، وعلى داعمين دوليين، هم غبّ الطلب، تفتقر كوريا الشمالية إلى ذلك كله. بل إنها تبدو أشبه بمختبرٍ عسكريٍّ، تستأجره هذه الدولة أو تلك، لينتج لها السلاح الذي يلبّي متطلباتها، وتعجز عن الحصول عليه من منتجي الأسلحة التقليديين. وبينما يعيش سكان الولايات المتحدة في مجتمع الوفرة، تقتطع كوريا اليسير من إيرادات ذلك المختبر، لتُبقي شعبها على قيد الحياة، وتترك الباقي لإدامة عمل المختبر، بدلاً من توظيف الإيرادات الممكنة في بناء قاعدةٍ اقتصاديةٍ وإنتاجيةٍ، تجعلُ شبح المجاعات وأكل القوارض والصراصير الذي وصل شعبها إلى درجته، غيرَ مرَّةٍ، يصبح جزءاً من تاريخٍ مضى.
ومن المعروف أن كوريا الشمالية تعاني جرّاء صعوباتٍ وعقوباتٍ اقتصاديةٍ قديمةٍ ومزمنةٍ، لم تُرفع عنها منذ العام 2006، وتزاد قساوتها أو تقلّ تبعاً لمسار سياسييها ونشاطاتهم النووية أو الصاروخية، أو تهديداتهم التي يوجهونها إلى جارتهم كوريا الجنوبية. وعلاوة على المجاعة التي ضربت البلاد في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وتوفّي على إثرها مئات آلاف الأشخاص، تستمر حالة نقص الغذاء المؤدي إلى سوء التغذية، ويعاني منه أكثر من ثلث سكان البلاد (25 مليون نسمة). فحجم تجارتها الخارجية لا يتجاوز 11 مليار دولار، تحوز الصين على النسبة الأكبر منها، وهو صغير إذا ما قورن بحجم تجارةِ دولةٍ أخرى، لا تثير الضجّة التي تثيرها بيونغ يانغ، على مدار الساعة، وكأنها قوة ذات جبروتٍ، على الجميع أن يهابه. ولم ينعكس ضجيجها الذي أدمنت إثارته، أو قوّة ردعها الصاروخية أو النووية، على مستوى معيشة شعبها، ولن تنعكس وفق هذه السياسات التي لا تتغير، أو تصبح موضع مراجعة لمرةٍ واحدةٍ، على الأقل.
وتبيّن أن الزعيم الكوري الشمالي (الضاحك) لا يأبه بما تثيره أسلحته من قلاقل على الصعيد العالمي، ولا بوضعه الكوكب على حافة كارثةٍ نوويةٍ، لا تعلن نهاية التاريخ فحسب، بل نهاية البشرية، أو أي كائن حي على وجه هذه الأرض. وبينما يستمر بضحكه، ويتلقف ضحكاته، وتهديداته رئيس على الجانب الآخر من العالم، ليبني عليها مجداً، لم يحصِّله بعد، يستمر بكاء أطفال شعبه الذين ينظر إليهم أهاليهم عاجزين عن تأمين ما يُقيتهم، على الرغم من صواريخ زعيمهم التي تخيف الجميع. صواريخُ لم تفعل، مرةً، سوى زيادة جوعهم، وكلما استمر إنتاجها، وازداد عددها، ازداد جوعهم، وانضم إلى قافلة الجوعى عدد ممن كانوا يظنون أنهم سيبقون في منأى عن الجوع.
وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية قد أفادت، في 23 أغسطس/ أب، أن أون أمر بإنتاج مزيدٍ من محرِّكات الصواريخ والرؤوس الحربية، غير آبهٍ بما يُثار عالمياً بشأن برنامج بلاده الصاروخي، أو بآثار ذلك اقتصادياً على بلاده، خصوصاً من ناحية العقوبات وزيادة إفقار شعبه. ولم يكن يومها قد تلقّى نبأ حظر وزارة التجارة الصينية الاستثمارات الصينية الجديدة في كوريا، وفق القرار الذي أصدرته الوزارة، في 25 أغسطس/ آب، والذي جاء تتمةً لحظرها، في 14 أغسطس/ آب، استيراد منتجاتٍ من كوريا الشمالية، وهما قراران، يتماشيان، على ما يبدو، مع القرار الذي أصدره مجلس الأمن، في 5 أغسطس/ آب، والقاضي بفرض حزمةٍ من العقوبات الاقتصادية عليها، وتشمل حظر بعض الصادرات منها، وفرض قيود على الاستثمارات داخلها. وهي عقوباتٌ جاءت إثر التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، وخصوصاً منها، تجربة الصاروخ الباليستي، العابر للقارات الذي أُطلقته بيونغ يانغ، في 4 يوليو/ تموز الماضي، ويمكنه أن يطاول أراضي الولايات المتحدة الأميركية، وأثار ردود أفعال دولية كثيرة. كما أدى إطلاقه إلى اشتباكٍ كلاميٍّ بين المسؤولين الأميركيين والكوريين الشماليين، وهو ما يمكن أن يتطوّر إلى اشتباكٍ ناريٍّ، لا يتهيَّبه كيم جونغ أون الذي لا يبالي بأي خسارةٍ يتعرَّض لها شعبه، ولا ينأى عنه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الذي انفعل، حتى وصل إلى درجة الوقوع في شرك التصعيد، حتى الوصول إليه. وهو ما أجَّجَ المواجهة بين الفريقين، ويكاد أن يوصل الكوكب إلى حافة حربٍ نوويةٍ بين هاوٍ وعملاقٍ نوويين.
وبينما تستند الولايات المتحدة، في مواجهتها كوريا الشمالية، على قاعدة اقتصادية ضخمة، وعلى بيئة استثماراتٍ خصبةٍ، وعلى داعمين دوليين، هم غبّ الطلب، تفتقر كوريا الشمالية إلى ذلك كله. بل إنها تبدو أشبه بمختبرٍ عسكريٍّ، تستأجره هذه الدولة أو تلك، لينتج لها السلاح الذي يلبّي متطلباتها، وتعجز عن الحصول عليه من منتجي الأسلحة التقليديين. وبينما يعيش سكان الولايات المتحدة في مجتمع الوفرة، تقتطع كوريا اليسير من إيرادات ذلك المختبر، لتُبقي شعبها على قيد الحياة، وتترك الباقي لإدامة عمل المختبر، بدلاً من توظيف الإيرادات الممكنة في بناء قاعدةٍ اقتصاديةٍ وإنتاجيةٍ، تجعلُ شبح المجاعات وأكل القوارض والصراصير الذي وصل شعبها إلى درجته، غيرَ مرَّةٍ، يصبح جزءاً من تاريخٍ مضى.
ومن المعروف أن كوريا الشمالية تعاني جرّاء صعوباتٍ وعقوباتٍ اقتصاديةٍ قديمةٍ ومزمنةٍ، لم تُرفع عنها منذ العام 2006، وتزاد قساوتها أو تقلّ تبعاً لمسار سياسييها ونشاطاتهم النووية أو الصاروخية، أو تهديداتهم التي يوجهونها إلى جارتهم كوريا الجنوبية. وعلاوة على المجاعة التي ضربت البلاد في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وتوفّي على إثرها مئات آلاف الأشخاص، تستمر حالة نقص الغذاء المؤدي إلى سوء التغذية، ويعاني منه أكثر من ثلث سكان البلاد (25 مليون نسمة). فحجم تجارتها الخارجية لا يتجاوز 11 مليار دولار، تحوز الصين على النسبة الأكبر منها، وهو صغير إذا ما قورن بحجم تجارةِ دولةٍ أخرى، لا تثير الضجّة التي تثيرها بيونغ يانغ، على مدار الساعة، وكأنها قوة ذات جبروتٍ، على الجميع أن يهابه. ولم ينعكس ضجيجها الذي أدمنت إثارته، أو قوّة ردعها الصاروخية أو النووية، على مستوى معيشة شعبها، ولن تنعكس وفق هذه السياسات التي لا تتغير، أو تصبح موضع مراجعة لمرةٍ واحدةٍ، على الأقل.
وتبيّن أن الزعيم الكوري الشمالي (الضاحك) لا يأبه بما تثيره أسلحته من قلاقل على الصعيد العالمي، ولا بوضعه الكوكب على حافة كارثةٍ نوويةٍ، لا تعلن نهاية التاريخ فحسب، بل نهاية البشرية، أو أي كائن حي على وجه هذه الأرض. وبينما يستمر بضحكه، ويتلقف ضحكاته، وتهديداته رئيس على الجانب الآخر من العالم، ليبني عليها مجداً، لم يحصِّله بعد، يستمر بكاء أطفال شعبه الذين ينظر إليهم أهاليهم عاجزين عن تأمين ما يُقيتهم، على الرغم من صواريخ زعيمهم التي تخيف الجميع. صواريخُ لم تفعل، مرةً، سوى زيادة جوعهم، وكلما استمر إنتاجها، وازداد عددها، ازداد جوعهم، وانضم إلى قافلة الجوعى عدد ممن كانوا يظنون أنهم سيبقون في منأى عن الجوع.