أكد عدد من خبراء التسويق العقاري تعرض سوق العقارات المصري لأزمة لم يشهدها من قبل، بسبب تفشي فيروس كورونا، لدرجة أن المبيعات في بعض المدن انخفضت إلى الصفر، رغم الإغراءات التي تعرضها شركات التطوير بالبيع دون مقدّم وعلى 10 سنوات.
يقول يسري فهيم، خبير التسويق العقاري، إن تداعيات كورونا أثرت في حركة العقار مباشرة، إذ انخفض الطلب في العاصمة الإدارية إلى الصفر، وكذلك في الشروق، ونزل إلى 1% في أكتوبر، و5% في التجمع الخامس والمعادي.
ويشير إلى أن تراجع الطلب الحاد كان أكثر وضوحًا في الوحدات التي تتخطى أسعارها المليون جنيه، على اعتبار أن المخاطرة في حال الخسارة تكون عالية، كما أن الأنباء التي تتردد عن انتشار الفيروس في أماكن معينة، حتى ولو كانت إشاعات، تؤثر في حركة البيع والشراء.
ويضيف خبير التسويق أن بعض شركات التطوير العقاري بدأت في عرض المزيد من التسهيلات، بغرض تحريك السوق، وخاصة من الشركات التي استفادت من مبادرات البنك المركزي، فعرضت وحداتها بدون مقدم على الإطلاق، والأقساط تصل إلى 10 سنوات، وأول قسط بعد 3 شهور.
كما عرضت شركات أخرى خصم 10% من ثمن الوحدة المباعة بالتقسيط، وثالثة تسمح بحجز الوحدة لمدة 6 أشهر من دون أي مقدمات أو أقساط خلال فترة يكون العميل فيها قد تدبّر أموره.
وحول أوضاع السوق في الإسكندرية، تقول رنا أحمد، وهي مسوقة عقارية، إن حركة البيع والشراء تكاد تكون متوقفة تمامًا، وكل من يمتلك وحدة لا يريد عرضها للبيع في مثل هذه الظروف.
ويعتقد وليد الحسيني، وهو مسوّق عقاري، أنه حتى لو أن هناك تسهيلات جديدة من قبل بعض الشركات، فلن تحرك السوق، لأن قرار الشراء تكتنفه الكثير من الصعوبات في مثل هذه الظروف، وخاصة في المدن التي ترددت أنباء عن ظهور كورونا فيها.
وكشف أحدث تقرير حكومي صادر عن وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، حول أسعار مواد البناء في مارس/آذار 2020، مقارنة بأسعارها في الفترة نفسها من عام 2019، انخفاض أسعار حديد التسليح 17.6%، والإسمنت 8.2%، والخشب الموسكي 19.1%، والألمنيوم 35.5%، والزجاج 5.3%، ومواسير المياه الحديدية 12%، ودهانات البلاستيك 4.1%، وأسلاك النحاس المعزول 10.1%، وخراطيم البلاستيك المرنة 3.2%.
واستقرت أسعار الجبس والخرسانة الجاهزة ومعظم المستلزمات الكهربائية، فيما ارتفعت أسعار الرمل 7.7%، والزلط 12.5% والطوب الطفلي 5.6% والطوب الإسمنتي 3.8% والخشب الزان 4.5% والمواسير البروبلين 10.2%.