كورونا يدفع القطريين إلى الاحتفال بـ"قرنقعوه" على منصات التواصل


04 مايو 2020
القرنقعوه مناسبة سنوية في منتصف شهر رمضان (الأناضول)
+ الخط -
أكد الإعلامي القطري والباحث في التراث الشعبي صالح غريب، تجهيز برامج وفعاليات على منصات التواصل الاجتماعي للتعريف باحتفالية ليلة القرنقعوه، في منتصف شهر رمضان، نظراً للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها قطر عقب تفشي فيروس كورونا.

وتستعد العائلات القطرية، التي باتت تقضي وقتها في الحجر المنزلي منذ أكثر من شهرين، بسبب جائحة كورونا، للاحتفال بـ"قرنقعوه" ليلة منتصف شهر رمضان، التي تصادف الخميس المقبل.

 ويأتي الاحتفال هذا العام مغايراً لما كان عليه طوال الأعوام الماضية بشكله التقليدي المتعارف عليه، إذ تستعد الأسر القطرية للاحتفال، منذ بداية شهر رمضان بتفصيل الملابس التقليدية والأكياس التي يحملها الأطفال، لكي يملأوها بالحلوى والمكسرات.

وقال صالح غريب لـ"العربي الجديد"، إن المجمعات التجارية والأسواق التقليدية كانت تستعد للاحتفال مبكراً لتوفير أكياس القرنقعوه التي تزن 5 أو 10 كيلوغرامات.

وأضاف أن هذا العام، ومع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات الصحية في البلاد،  كالتباعد الاجتماعي، والدعوة إلى عدم التجمع والخروج من المنازل، فإن المظاهر التقليدية للاحتفال بالقرنقعوه ستغيب عن شوارع قطر، وأيضاً عن برامج العديد من المؤسسات العامة والخاصة، التي يلتزم الموظفون فيها الحجر المنزلي.

وأضاف أن الاحتفال هذا العام سيقتصر على أفراد العائلة فقط، إذ استعد عدد من  المحالّ لتجهيز أكياس قرنقعوه وتعقيمها قبل توزيعها على المنازل منتصف شهر رمضان المبارك، لبثّ البهجة في نفوس الأطفال.

ولطالما ارتبط شهر رمضان المبارك في أذهان أطفال قطر بـ"القرنقعوه"، وهو احتفال ليلة منتصف شهر رمضان من كلّ عام.

وفي السنوات الأخيرة لم يعد الاحتفال يقتصر على الصغار، بل تحتفل به العديد من المؤسسات والشركات الخاصة بدعوة الزبائن إلى الاحتفال، حيث توزع عليهم الحلوى والمكسرات.

عادة رمضانية
وليلة "القرنقعوه" عادة رمضانية معروفة في المنطقة، مع اختلاف التسميات. ففي الإمارات يطلق عليها "حق الليلة"، ويحتفل بها في منتصف شهر شعبان. وفي عُمان يطلق عليها "الطَلْبة"، وفي السعودية والكويت "القرقيعان"، بينما تشترك البحرين وقطر في تسمية "القرنقعوه".

ويغني الأطفال في هذه الليلة وهم يحملون أكياس المكسرات ويطوفون بها في الأحياء: "قرنقعوه... قرقاعوه... عطونا الله يعطيكم. بيت مكّة يودّيكم. يا مكّة يا المعمورة. يا أمّ السلاسل والذهب يا نورة".

ويقضي الطابع التقليدي للاحتفال بالقرنقعوه بأن ينتظر الكبار في بيوتهم حتى يأتي الأطفال ويقرعوا الأبواب، ويطلبوا الحلوى والمكسّرات. يضع الكبار الجفير (السلة الكبيرة) ويوزّعون ما فيه على الأطفال. بعدها ينطلقون إلى الاحتفالات العامة التي تتوزّع في أرجاء الدوحة.

ووفقاً للعادة الشعبية التقليدية، يخرج الأطفال في مجموعات بعد الإفطار إلى الأحياء حاملين معهم أكياساً من القماش، ويطوفون على المنازل القريبة وهم يغنون، فيطرقون الأبواب بغية ملء أكياسهم بأنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصاً قبل أيام من هذه المناسبة، حيث يرتدي الأطفال الملابس الخليجية، وهي للأولاد ثياب بيضاء جديدة، ويعتمرون "القحفية"، وهي طاقية مطرزة بخيوط فضية، ويرتدي البعض "السديري" المطرز، وهو رداء شعبي يوضع على الثوب، ويتدلى حتى الخصر.

الفتيات بدورهن يرتدين فوق ملابسهن العادية "الثوب الزري"، وهو ثوب يشع بالألوان، ومطرز بخيوط ذهبية. ويضعن "البخنق" لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه خيوط ذهبية في الأطراف، إلى جانب ارتداء بعض الحلي التقليدية.

أما الأكياس التي يحملها الأطفال عادة في هذه الليلة، فتسمى "الخريطة"، تعلّق في العنق، وتصنع من القماش، وفي بعض المناطق من الجلد.

المساهمون