إصابات كورونا تتراجع في الصين لليوم الثالث وترتفع بدول أخرى

04 مارس 2020
انخفاض الإصابات في الصين (Getty)
+ الخط -
أعلنت الصين، اليوم الأربعاء، عن تسجيل 38 حالة وفاة ناجمة عن فيروس كورونا الجديد، لكن عدد الإصابات الجديدة بالفيروس سجل انخفاضا لليوم الثالث تواليا. ووصلت حصيلة الوفيات على مستوى البلاد الى 2.981، وفق لجنة الصحة الوطنية، إضافة إلى نحو 80.200 مصاب. وسجلت 115 إصابة جديدة في مقاطعة هوبي، مركز انتشار الفيروس، وأربع حالات فقط في أماكن أخرى من البلاد.

وأظهرت الأرقام تراجعا في الصين بشكل عام في الأسابيع الأخيرة، إذ يبدو أن تدابير الحجر الصحي القاسية التي تفرضها السلطات بدأت تؤتي ثمارها. ولكن هناك مخاوف متزايدة بشأن الإصابات التي تدخل البلاد من نقاط ساخنة أخرى في العالم، إذ تم تأكيد 13 إصابة لمسافرين صينيين عائدين التقطوا الفيروس خارج البلاد. وتم تطبيق تدابير الحجر الصحي على المسافرين الذين يصلون إلى بكين وشانغهاي ومقاطعة غوانغدونغ الجنوبية من بلدان ينتشر فيها الفيروس.

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه وزير الصحة البولندي ووكاش شوموسكي، اليوم الأربعاء، اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد. وأضاف أن المريض يعالج في مستشفى في زيلونا جورا في غرب بولندا وأنه في حالة جيدة، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز".

فيما أعلنت كل من الهند وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وألمانيا عن ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس كورونا الجديد.

إصابة جديدة في اليابان

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، أن السلطات أعلنت عن حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا في مقاطعة إهيمي في جنوب غرب البلاد. وأضافت الهيئة أن المصابة امرأة في الثلاثينيات من عمرها من مدينة ماتسوياما وهي ثاني حالة إصابة بالمقاطعة.

516 إصابة جديدة بكوريا الجنوبية

أعلنت كوريا الجنوبية عن 516 إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد، بعد يوم من أعلى عدد في الإصابات، الأمر الذي دفع رئيس البلاد إلى إعلان "الحرب" على المرض الذي يتفشى بسرعة. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للمصابين في كوريا الجنوبية إلى 5328 مصابا وعدد الوفيات جراء الفيروس إلى 32 حالة وفاة، ليصبح التفشي هناك الأسوأ خارج الصين.

واعتذر الرئيس مون جاي-إن أمس الثلاثاء عن نقص كمامات الوجه ووعد بدعم الشركات الصغيرة التي تضررت من الفيروس في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.

وينتظر آلاف المرضى دخول المستشفيات في دايغو، المدينة التي شهدت أسوأ تفش للفيروس خارج بر الصين الرئيسي. ويتوقع مسؤولو الصحة أن يرتفع عدد حالات الإصابة الجديدة في المستقبل القريب بعدما استكملوا فحص أكثر من 200 ألف من أفراد طائفة دينية إضافة إلى آلاف من الحالات المشتبه بها من طوائف أصغر.

وقال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونج سيكيون في اجتماع لمجلس الوزراء "نحن بحاجة لتطبيق إجراءات خاصة في أوقات الطوارئ"، مشيرا إلى الموارد الطبية الإضافية التي أرسلت لبؤر ساخنة مثل دايغو والإجراءات الاقتصادية التي شملت تحفيزات بقيمة 9.8 مليارات دولار.

وتجد المستشفيات في أكثر المناطق تضررا صعوبة في استيعاب الزيادة في أعداد المرضى. وقال نائب وزير الصحة كيم جانج-ليب إن 2300 شخص في دايغو ينتظرون دخول المستشفيات أو المنشآت الطبية المؤقتة. وأضاف أن من المقرر إضافة 200 سرير إلى مستشفى عسكري يعالج العديد من أخطر الحالات ويضم حاليا 100 سرير، وذلك بحلول غد الخميس.

وأعلن مكتب الرئيس مون جيه-إن اليوم الأربعاء إلغاء زيارته المقررة في منتصف مارس/ آذار إلى الإمارات ومصر وتركيا بسبب الانتشار المقلق لفيروس كورونا في بلده. ويشير إحصاء لوكالة يونهاب الكورية للأنباء إلى أن ما لا يقل عن 92 بلدا فرضت قيودا على القادمين من كوريا الجنوبية. ويجري فحص ما يصل إلى عشرة آلاف شخص يوميا في كوريا الجنوبية.

ارتفاع عدد الإصابات في الهند إلى 28

من جهته، قال وزير الصحة الهندي، اليوم الأربعاء، إن 16 مواطنا إيطاليا تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات في الهند إلى 28. كان مسؤول في قطاع الصحة صرح يوم الإثنين بأنه تم اكتشاف إصابة شخص من إيطاليا بالفيروس في ولاية راجاستان في غرب البلاد.

تسع وفيات بالولايات المتحدة

ارتفعت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى تسع، وفق ما أعلن مسؤولون، لافتين إلى أنها سُجّلت كلّها في ولاية واشنطن. وأوضح المسؤولون أن ثماني وفيات سجلت في مقاطعة كينغ المجاورة لسياتل مقابل وفاة واحدة في مقاطعة سنوهوميش. وغالبية المتوفين من المتقدّمين في السن أو ممن يعانون من وضع صحي متدهور، وفق بيانات السلطات الصحية في مقاطعة كينغ التي أعلنت تسجيل 21 إصابة بالفيروس. علما أن القسم الأكبر منهم من نزلاء دار لرعاية المسنين سجل فيها عدد من الإصابات. وجاء في بيان للسلطات الصحية في المقاطعة أن "الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد على الأرجح تسجيل حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد، لكن إذا اتّبعنا توصيات الصحة العامة يمكننا الحد من تأثير الفيروس على السكان".

وقال خبير الصحة العامة في سياتل ومقاطعة كينع الطبيب جيف داتشن إن "الوضع يتطور بسرعة كبيرة". وفي مقاطعة سنوهوميش أُعلن عن إصابة ستة أشخاص توفي أحدهم. وأُحصيت حتى الآن أكثر من مئة إصابة مؤكدة في مختلف أنحاء البلاد، لكن الوفيات كلها سجّلت في ولاية واشنطن. وتخطت حصيلة إصابات كورونا الجديد 92 ألفا ووفياته 3155 حالة في 78 بلدا.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن إدارته ربما تتخذ خطوات إضافية بخصوص السفر من الولايات المتحدة إلى المناطق التي ترتفع بها معدلات الإصابة بفيروس كورونا، لكنه قال إن المسؤولين لا يفكرون في فرض أي قيود على السفر الداخلي. وقال ترامب الذي كان يتحدث إلى الصحافيين قبل زيارة مع باحثين في مجال الصحة الأميركية لمناقشة انتشار الفيروس، إنه يدرس اتخاذ إجراءات تتعلق بالسفر إلى "المناطق الموبوءة" بالفيروس لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى. وأوضح ترامب "نتخذ إجراءات صارمة للغاية لكننا ننظر الآن إلى دول أخرى تضررت بشدة (من الفيروس) ونفكر في عمل شيء.. لا نود أن نفعل ذلك لكننا نتابع الدول الأخرى".

وأضاف ترامب أن إدارته تتابع التطورات في إيطاليا وكوريا الجنوبية واليابان "عن كثب وستتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب". وعندما سئل عن الدول الأخرى التي تفكر فيها إدارته، أحجم ترامب عن الرد لكنه أضاف "إنها المناطق الموبوءة حاليا".

ألمانيا تسجل 44 إصابة جديدة

في ألمانيا، ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا إلى 240، اليوم الأربعاء، من 196 بعد ظهر أمس الثلاثاء. وقال معهد روبرت كوخ إن 15 من 16 ولاية ألمانية أعلنت اكتشاف حالات إصابة بالفيروس وكانت ولاية نورد راين فستفاليا في غرب البلاد الأكثر تأثرا. ولم تسجل ألمانيا أي حالة وفاة بالفيروس الذي بدأ تفشيه في مدينة ووهان الصينية في أواخر العام الماضي وينتشر سريعا في أنحاء العالم.

12 مليار دولار لمواجهة كورونا

وأعلن البنك الدولي يوم الثلاثاء عن تخصيص 12 مليار دولار مبدئيا لمساعدة الدول التي تعاني من الآثار الصحية والاقتصادية لتفشي فيروس كورونا الذي انتشر بسرعة من الصين إلى نحو 80 دولة. وقال ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، إن أمورا كثيرة لا تزال غير معلومة عن الفيروس الذي ينتشر بسرعة وإن "قدرا أكبر بكثير" من المعونة قد يكون مطلوبا، لكنه أحجم عن التوضيح.

ويبرز الإعلان القلق المتزايد من التأثير الاقتصادي والإنساني للفيروس. وحذرت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء من نقص عالمي في الأدوات الوقائية لمحاربة المرض، وكذلك من تلاعب بالأسعار مع ارتفاع عدد الوفيات من المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي.

ودعا مالباس الدول إلى تنسيق إجراءاتها على المستويين الإقليمي والدولي، قائلا إن سرعة ونطاق الاستجابة سيلعبان دورا حاسما في إنقاذ الأرواح. وقال "نعلن اليوم عن حزمة أولية من الدعم المباشر الذي سيتيح ما يصل إلى 12 مليار دولار للاستجابة لطلبات الدول لتمويل احتياجاتها الملحة في وقت الأزمة وكذلك لتقليص الآثار المأساوية للأزمة".


وقال أثناء مؤتمر صحافي من خلال دائرة تلفزيونية "المهم أن نتحرك بسرعة. السرعة مطلوبة لإنقاذ الأرواح". وأضاف "هناك سيناريوهات للحالات التي قد يكون فيها احتياج أكبر بكثير للموارد. سنعدل أسلوب تعاملنا ومواردنا كلما تطلب الأمر".

وأشار مالباس أيضا إلى أن المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، والتي تساعد البلدان الأشد فقرا في العالم، قد تحصل على أموال إضافية في الربع الثاني من عام 2020، إذا ما جرى تفعيل صندوق تمويل حالات الطوارئ الوبائية التابع للمؤسسة، وهو ما لم يحدث بعد. وأضاف أن ذلك لا يتطلب أن يعلن مسؤولو الصحة في المؤسسات العالمية تفشي وباء. وقال إن البلدان الفقيرة التي تعاني من ضعف الأنظمة الصحية هي الأكثر تأثرا في هذا التفشي، لكن الخبرة السابقة في مواجهة الإيبولا وتفشي الأوبئة الأخرى بينت أن اتخاذ الإجراءات الصحيحة بسرعة قد يقلل انتشار الأمراض وينقذ الأرواح.

وأدى انتشار الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في الصين في شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى وفاة أكثر من 3 آلاف شخص في جميع أنحاء العالم وإصابة نحو 90 ألفا.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون