التسوق عبر الإنترنت في كوبا... البضائع تصل بعد شهر من الطلب

28 يونيو 2020
تعد الطوابير الطويلة خارج المتاجر سمة متكررة للحياة الكوبية(Getty)
+ الخط -
ازدهرت تجارة المواد الغذائية عبر الإنترنت خلال وباء كوفيد-19، ومع بقاء ملايين 
المستهلكين في المنازل، ارتفع هذا النشاط بنسبة كبيرة في الدول الأوروبية خصوصا. لكن هذه التجربة ما زالت جديدة في كوبا حيث "ضلّت" طلبيات كثيرة طريقها.
عندما حاول خورخي نوريس التسوق عبر الإنترنت للمرة الأولى، على الطراز الكوبي، لم تصل المنتجات التي طلبها.
مثل معظم الناس، تم إغواء نوريس، وهو والد لطفلين يعيش في ضواحي هافانا، لخوض تجربة التسوق عبر الإنترنت، لكن لحاق كوبا بعالم التجارة الإلكترونية بتشجيع من حكامها الشيوعيين، أثناء تدابير العزل التي فرضت لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19، ترك العديد من المستخدمين غاضبين.
وقال نوريس البالغ من العمر 34 عاما "بعد شهر، اتصل بي المتجر وسألني عما إذا كانت الطلبية قد وصلت". وذهل عندما اكتشف أنه مضطر للسفر إلى المتجر للتعويض عليه.
في جميع أنحاء العالم، حصلت تجارة المواد الغذائية عبر الإنترنت على دفع هائل بسبب الوباء. ووفقا لشركة "نيلسن" لاستطلاعات الرأي، ارتفع نشاط المستهلكين عبر الإنترنت بنسبة 300% في إيطاليا وإسبانيا و100 % في فرنسا. لكن التجربة لا تزال جديدة في كوبا حيث أطلقت الإنترنت للهواتف الذكية من الجيل الثالث في العام 2018. وقد تم إطلاق متجر "توينفيو" المحلي للتبضع عبر الإنترنت أخيرا.
وتعد الطوابير الطويلة خارج متاجر المواد الغذائية سمة متكررة للحياة الكوبية بسبب النقص الناتج عن العقوبات الأميركية.
ويهدف "توينفيو" إلى جعل هذه الطوابير شيئا من الماضي. ومع ذلك، ما زال يصطف العديد من المستهلكين عبر الإنترنت الآن خارج المتاجر لتقديم شكوى أو استرداد المنتجات المفقودة.
اعتراف بالخطأ
اضطر الرئيس ميغيل دياز-كانيل للاعتراف أمام شاشات التلفزيون بأوجه القصور في النظام الجديد. وقال "لدينا شكاوى تتعلق بالتسوق عبر الإنترنت أكثر من الرعاية الصحية خلال الوباء".
وسجلت الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة، عددا قليل نسبيا من الإصابات بفيروس كورونا المستجد مع 2319 إصابة و85 وفاة.
وأضاف الرئيس "الواقع تخطى القدرات". وقام نوريس، الذي خصص مدونته "تواندرويد" للتكنولوجيا الجديدة، بترجمة خطاب دياز-كانيل إلى مصطلحات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات: "لم تكن الخوادم مهيأة للطلب".
وكانت الصدمة شديدة بالنسبة إلى "توينفيو" الذي انتقل من مئات الزيارات عبر الإنترنت يوميا إلى 8 آلاف، بعدما أمرت الحكومة بإغلاق الصناعات على نطاق واسع، بما في ذلك إغلاق العديد من متاجر السوبرماركت.
وارتفعت الطلبات مما يزيد قليلا عن 1300 في شباط/فبراير إلى ستة آلاف في آذار/مارس، لتصل إلى ما يقرب من 79 ألفا في النصف الأول من أيار/مايو. وقال خوان تريانا، الأستاذ في مركز دراسة الاقتصاد الكوبي، "لن يحل التسوق عبر الإنترنت بالضرورة المشكلة الأساسية في كوبا، وهي النقص في العرض غير المرتبط بكوفيد-19، لكنه كان موجودا قبل فترة طويلة".
وأضاف "من الواضح أنه كان يمكن أن يتم بشكل أفضل" خصوصا في ما يتعلق بالتنظيم، لأنه "فجأة تضاعفت مواقع التسليم والزبائن أيضا، لكن من دون الخدمات اللوجستية لضمان التوزيع".
ليس أمازون
خارج سوبرماركت كوارتو كامينوس في هافانا، يتم استخدام الشاحنات وحتى سيارات الأجرة لتحميل الطلبات عبر الإنترنت للزبائن، ويتم فرز البضائع في أكياس بلاستيكية كبيرة شفافة. أتت ياهيما دي لوس سانتوس (43 عاما) لتستلم مشترياتها وقالت "أفضّل أن آتي إلى المتجر بنفسي للتأكد من عدم فقد أي شيء"، رغم أنها مسرورة بالتجربة.
وأضافت "بالنسبة لي، إنه أمر جيد لأنه ليس من السهل الانتظار في الطوابير". وتابعت "الأمر الوحيد الذي لا يعجبني في ذلك، ويشكو عدد قليل من الناس بشأنه، هو أنه عندما تشتري عبر الإنترنت يجب أن تكون سريعا جدا. فعندما تضع منتجا في سلتك أحيانا لا يعود موجودا في الوقت الذي تدفع فيه".
وفي مواجهة الآلاف من الشكاوى، أغلقت شركتا التوزيع التابعتان للجيش، "سيمكس" و"تيينداس كاريبي"، جزءا من مواقعهما لإجراء إصلاح شامل.
وحتى وسائل الإعلام الحكومية، التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي، كرّست مقالات طويلة وانتقادية لهذه المشكلة.
وختم نوريس "في عالم التسوق عبر الإنترنت تجربة الزبائن مهمة، ولكن في كوبا، نترك كل هذا جانبا لأنه لا يوجد خيار آخر. أود أن أشتري من أمازون لكن من الواضح أن هذا غير ممكن. يجب على أن أشتري من توينفيو".

(فرانس برس)
دلالات