وأوضحت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه لا صحة لما تم الإعلان عنه من وجود استفتاء لقواعد الحزب أيّدوا بموجبه السيسي، إذ أن قواعد الحزب ترفض دعم السيسي ولن تصوّت له. ووفقاً للمصادر، فإن قواعد الحزب لا توافق على توجهات القيادات الحالية، لأنها تدعم السيسي ورغم ذلك هناك تضييق شديد على أنشطة الحزب. ولفتت إلى أن قيادات الحزب حاولت تهدئة الأوضاع الداخلية وإقناع القواعد بضرورة إعلان الحزب دعمه للسيسي خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشارت المصادر إلى أن حديث رئيس الحزب يونس مخيون عن ضرورة اتخاذ السيسي خطوات في طريق وقف التعذيب والإفراج عن المظلومين وتحسين أوضاع السجون، جاء لمحاولة استرضاء القواعد بعد رفض قرار الحزب.
وكان مخيون حدد محاور عدة يجب على الرئيس المقبل الاهتمام بها، وأبرزها تحسين أوضاع السجون، والإفراج عن المظلومين، ووقف التعذيب، ووقف الاعتماد على القروض، ومواجهة آثار الإجراءات الاقتصادية على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، والاهتمام بالمشروعات التي تزيل تلك الآثار.
وأوضحت المصادر أن بعض قيادات الحزب قادت مجموعة من اللقاءات مع الشباب الرافض لدعم وتأييد السيسي، لإقناعهم أنه لا سبيل إلا لدعمه لأنها خطوة لحمايتهم في الأساس من الاعتقال والتضييق عليهم.
وبحسب المصادر نفسها، فإن قواعد الحزب ردت على القيادات بأنه على الرغم من تأييد الحزب للسيسي، إلا أن اعتقال شباب الحزب والدعوة السلفية لم يتوقف على مدار العامين الماضيين. وحول عدم إعلان قيادات الحزب خطة الدعم للسيسي مثلما حدث في 2014، أكدت أن قواعد الحزب أبلغت القيادات بأنها لن تعمل في حملة لتأييد السيسي، ولذلك لم يتم اتخاذ تدابير حيال الدعم الفعلي على أرض الواقع. وشددت على وجود اتصالات بين قيادات الدعوة والحزب من ناحية، ومؤسسة الرئاسة من ناحية أخرى، خلال الفترة الماضية، حيال مسألة الانتخابات الرئاسية ودعم الحزب للسيسي.
وقالت المصادر نفسها، إن الحزب حاول توصيل رسالة بوجود حالة من الغضب تجاه التضييق على أنشطة "النور"، والهجوم الإعلامي المستمر عليه، رغم أنه جزء من نظام 3 يوليو، وشارك بقوة في دعم النظام. وأضافت أن قيادات الدعوة وتحديداً ياسر برهامي، طالبوا بضرورة فتح المجال أمام الدعوة السلفية لممارسة أنشطة دعوية، خصوصاً أنهم يواجهون أفكار التطرف. وأشارت إلى حصول قيادات الدعوة والحزب على وعود بعدم التضييق عليهم، ولكن هذه الوعود متكررة ولم تتحقق، ولكن لا مجال إلا لدعم السيسي.
من جهته، قال الخبير السياسي محمد عز، إن تأييد حزب النور للسيسي كان شيئاً متوقعاً، خصوصاً أن الحزب يدرك تبعات عدم اتخاذ هذا القرار. وأضاف عز لـ"العربي الجديد"، أن "النور" يتعرّض لحملات تشويه مستمرة من قبل الإعلام الذي يسيطر عليه النظام عبر الأجهزة السيادية والأمنية، وبالتالي فإن هذا توجُّه الرئيس المصري، بغض النظر عن حضور رئيس الحزب لمؤتمرات السيسي. وتابع أنه في حال عدم اتخاذ الحزب قرار تأييد السيسي، فإنه من المتوقع أن يشهد نفس مصير الأحزاب الأخرى، سواء بنظر حل الحزب أو اعتقال قياداته.
ولفت عز إلى أن النظام يسعى إلى استمرار تواجد حزب النور في المشهد، لأنه جزء من "الديكور"، وحتى لا يتردد أن السيسي يرفض تواجد التيار الإسلامي في المشهد، وبالتالي فإن المنفعة متبادلة بين الطرفين. وشدد على أن النظام الحالي يحاول إبقاء حزب النور من دون وجود أي نفوذ أو تمدد، وهذا ظهر في انتخابات مجلس النواب الماضية، والضغط لسحب قائمتين من الانتخابات.