كواليس اتّفاق حمص: أسرى إيرانيون وضابط روسي ووساطة إقليميّة

10 مايو 2014
جرى تبادل الأسرى في قرية كفرية بريف اللاذقية (Getty)
+ الخط -

أنجز النظام والمعارضة السوريين تطبيق "اتفاق حمص"، لتبقى تفاصيل عديدة تضمّنها الاتفاق، غير معروفة. ومع تركيز الاعلام اهتمامه على العناوين العريضة للاتفاق، أكان لنواحي فك الحصار عن حمص القديمة، وخروج مقاتلي المعارضة منها، أو تبادل أسرى ودخول المساعدات إلى قريتي نبل والزهراء في حلب، غابت عن الاهتمام نقاط مركزية في إطار الاتفاق، منها تسريبات مصادر معارِضة تحدّثت عن وجود إيرانيين وضابط روسي في "صفقة" تبادل الأسرى، في ظل تناقُض الروايات حول عدد الأسرى الذين سلّمتهم كتائب المعارضة المسلحة إلى قوات النظام.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة في الساحل، مجدي أبو ريان، لـ"العربي الجديد"، إن عملية إطلاق الأسرى تمت في قرية كفرية التابعة لجبل الأكراد، مشيراً إلى أن القرية هي نقطة حدودية تفصل بين سيطرة المعارضة وقوات النظام، في ريف اللاذقية.

وأوضح أبو ريان أن العملية تمت على مرحلتين؛ في الأولى أُطلق سراح 25 أسيراً، في حين أطلق سراح 15 آخرين خلال المرحلة الثانية، معظمهم من الأطفال والنساء، مؤكداً عدم تضمُّن المرحلتين إطلاق سراح ضابط روسي أو عناصر إيرانية، من دون أن يستبعد في الوقت ذاته، أن يكونوا قد سُلّموا سراً.

من جهته، يشير عضو الهيئة السياسة لـ"الجبهة الإسلامية" في الساحل، أبو محمد الصليبة، إلى أنه تم الإفراج عن أربعين أسيرة من أسرى معركة "أم المؤمنين عائشة"، بعد "مفاوضات طويلة مع الإيرانيين"، مقابل خروج المحاصرين من حمص.

وأضاف الصليبة، وهو أحد المشرفين على ملف تسليم الأسرى في الساحل، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن العملية تمت من "خلال التواصل مع قادة لواء الحق، على رأسهم القائد أبو عزام الأنصاري والشيخ أبو راتب"، لافتاً إلى أن "(الرئيس) بشار الأسد لم يكن ليفاوض على الأسيرات إلا بوجود أسرى إيرانيين".

وبثّ المكتب الإعلامي لشبكة "صدى الساحل" المعارِضة، شريطاً مصوراً على موقع التواصل الاجتماعي" يوتيوب"، يظهر عدداً من العناصر الذين يحملون أسلحة خفيفة، إضافة إلى ثلاث سيارات، موضحاً أن اللقطات تعود إلى اللحظات الأولى لعملية إطلاق سراح الأسرى في ريف اللاذقية، بالتزامن مع خروج المحاصرين من حمص.

وفي السياق، قال أحد المشاركين في عملية تنفيذ إطلاق الأسرى، اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن العملية تمت "بوساطة قطرية ـ تركية بحضور الهلال الأحمر، وأفرج خلالها عن سبعين أسيراً من الطائفة العلوية في الساحل".

وكان خروج المحاصرين من حمص قد جرى بموجب اتفاق بين النظام والمعارضة، بإشراف الأمم المتحدة، ويقضي بخروج المسلحين وإدخال مساعدات إنسانية إلى بلدتي نبل والزهراء، اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون في ريف حلب الشمالي.

وأعلن محافظ حمص، طلال البرازي، في وقت سابق من أمس الجمعة، أن آخر مسلحي المعارضة السورية غادروا معقلهم وسط مدينة حمص، ليدخلها الجيش السوري للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.