لم يسدد الليبيون فواتير استهلاك الطاقة الكهربائية منذ ما يزيد عن 6 سنوات بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد وضعف مؤسسات الدولة للجباية.
ودعا الناطق باسم الشركة العامة للكهرباء، أحمد حسين، المواطنين إلى سداد ما عليهم من التزامات تجاه الشركة، وقال إن الاعتداءات المتكررة على مشغلي محطات التحويل والتوصيلات غير الشرعية أدت إلى زيادة الأحمال، وتسببت في ضرر كبير في الكوابل والمحولات الناقلة للتيار.
وطالب خلال مؤتمر صحافي بطرابلس الجهات العامة والمحال التجارية وأصحاب الحِرف الصناعية والقيمين على المساجد بضرورة إطفاء الأدوات الكهربائية بعد الدوام الرسمي والمكيفات والسخانات والإنارة الزائدة عن الحاجة، والاكتفاء بما هو ضروري فقط حفاظًا على سلامة الشبكة الكهربائية وتقليل العجز وساعات طرح الأحمال.
وأكد أن زيادة ساعات طرح الأحمال خلال هذه الفترة كانت نتيجة ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة وزيادة الطلب على الطاقة. بالإضافة إلى توقف الوحدة الرابعة بمحطة الزاوية المزدوجة مع مولد البخار الخاص بها بقدرة 220 ميغاوات.
وتعاني شبكة الكهرباء في ليبيا من أعطال متكررة ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي من جراء استهداف الأبراج والمحطات الكهربائية الرئيسية بقذائف صاروخية ناتجة عن الاشتباكات المسلحة بين فصائل متقاتلة، ما دفع المؤسسة الحكومية للكهرباء للتحذير من انهيار وشيك سيصيب الشبكة الكهربائية خاصة في شرق البلاد.
وتكبدت الشركة العامة للكهرباء، خسائر ضخمة بلغت نحو مليار دينار (769 مليون دولار) حتى نهاية 2013، بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني، وكذا تعرض مقارها ومواقعها للسرقة وعمليات التخريب.
وتصرف ليبيا سنوياً 800 مليون دينار (615 مليون دولار)، لدعم الكهرباء في البلاد، بحسب تقديرات حكومية، في حين لا يسدّد المواطنون فواتير الكهرباء. ويقدر سعر الكيلو وات ب 0.15 قرش.
وأنفقت الحكومات المتعاقبة على ليبيا، نحو 20 مليار دينار (14.6 مليار دولار) على توفير الطاقة الكهربائية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من بينها دعم مباشر في شكل وقود لصالح الشركة العامة للكهرباء بنحو 11.7 مليار دينار، و4.6 مليارات دينار لتطوير الشبكة العامة و2.8 مليار دينار كدعم نقدي، لكنها عادت وطالبت بالمزيد لاستكمال عمليات الصيانة.