في معرضها الجديد، الذي افتتح في الخامس من الشهر الجاري في "المركز الثقافي الفرنسي" في الخرطوم، ويتواصل حتى التاسع والعشرين منه، تتجاور جداريات بمساحات كبيرة تُعرض لأول مرة إلى جانب لوحات تمثّل مشوارها خلال أكثر من خمسين عاماً.
تخرّجت كمالا من "الكلية الملكية" في لندن عام 1970 في تخصّصَي "الجداريات" و"التصميم الإيضاحي"، وعادت إلى "كلية الفنون" في العاصمة السودانية حيث عملت مدرّسة فيه حتى عام 1981، حيث غادرتها إلى إلى بريطانيا لتدرّس في نفس الكلية التي تخرّجت منها، وانتقلت للتدريس منها إلى "جامعة مسقط".
منحتها غربتها الطويلة مسافة للتأمل والتذكّر وإيجاد مقاربة خاصة، فذهبت إلى استحضار العديد من الطقوس السودانية التي تتداخل فيها عناصر أفريقية وصوفية، لكنها تعمّدت أن تشكّل المرأة العنصر الرئيسي في أعمالها، وكأنها تؤسطر الدور الأنثوي بوصفه مركزياً مستوحية رسوماتها من نقوش قبطية ونوبية والمطرزات الشعبية السودانية ممزوجة بروح الحداثة.
برزت هذه الرؤية واستحقت مكانتها في الفن التشكيلي السوداني المعاصر، وربما لم يسجّل أحد من الفنانين السودانيين بعد إبراهيم الصلحي حضوراً يشبه حضورها، حيث تتميّز لوحتها كأيقونة خاصة تقدّم سرداً بصرياً موازياً لتاريخ النساء في بلد مختلط الثقافات المستمّدة من حضارات وفلسفات عديدة.
ثمة رغبة ووعي مسبق لدى كمالا في إعادة إنتاج صورة المرأة كفاعل في مجتمعها وما ينتجه من تعبيرات لا باعتبارها متلقياً سلبياً، وقد راكمت ذلك في عشرات الأعمال، مثل "صورة الزفاف"، و"بقايا سواكن"، و"تيمان الاسبتالية"، و"عرائس المولد".
تأثّرت بأسلوبها أجيال من الفنانين والفنانات، حيث يُنظر إليها كرائدة في الفن المفاهيمي في السودان، وعرفت كمؤسّسة للمدرسة "الكريستالية" التي أنشأتها بالتعاون مع عدد من طلابها السابقين من بينهم: محمد حامد شداد ونايلة الطيب.
يُذكر أن كمالا إبراهيم إسحاق قد أقامت عشرات المعارض الفردية كما شاركت في معارض جماعية في الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات والباكستان ولبنان وإيطاليا والكويت وتونس ولبنان والبرازيل واليونان ونيجيريا.