لم يكن ممكناً الاحتفال بالعيد الـ 70 لمهرجان "كانّ" السينمائي، من دون لقاء مع الإيطالية كلوديا كاردينالي (1938)، التي يعجز ألف وصف ووصف عن منحها حقّها الإنساني والثقافي والانفعاليّ والجماليّ: نجمة النجوم، وبهيّة الممثلات، وفاتنة القلوب، وسيدة الشاشات، وساحرة العقول، على مدى أعوام مديدة من تاريخ الفن السابع، الأوروبي تحديداً.
فالملصق الرسمي للدورة الاحتفالية تلك (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) يستعيد إحدى صُوَرها الفوتوغرافية القديمة، المُلْتَقَطة لها ذات دورة من دورات المهرجان نفسه، أثناء تأديتها رقصة من رقصاتها، المليئة جمالاً وعفوية وبراءة وحلاوة، على سطح أحد فنادق الـ "كروازيت". والسجال المُرافق، لاختيار الصورة، يحاول إعادة الاعتبار لممثلةٍ، لا يزال كثيرون يهيمون بها لبساطتها المُشعّة فرحاً وعمقاً في قول الأشياء التي تصنع يومياتها.
ذلك أن استخدام تقنية الـ "فوتوشوب" لـ "تصحيح" بعض التفاصيل الصغيرة في الصورة الأصلية، التي (التفاصيل) ترتبط مباشرة بالمرأة والممثلة معاً في تلك اللحظة القديمة، دافعٌ لمهتمّين إلى الإضاءة على ملاحظة أساسية، تتعلّق بمدى أخلاقية هذه التقنية، والحاجة إليها، والقفز فوق الواقعي والعفوي والحقيقي، لحظة التقاط الصورة، لتلبية حاجات راهنة.
لعلّ المجلة الفرنسية Sofilm ستبقى المطبوعة الفرنسية الوحيدة التي تنشر، بل تعيد نشر حوار معها، في عددٍ خاصّ (132 صفحة حجم وسط) بالدورة الـ 70، يعود تاريخ إجرائه ونشره الأول إلى عام 2013، في أحد أعداد المجلة نفسها. حوارٌ يستعيد تاريخاً وحالاتٍ وأزمنة، وينفتح على أفق الاشتغال وراهنية العيش. حوارٌ ستكون الأجوبة المختصرة لكلوديا كاردينالي فيه أعمق من أن تبقى أسيرة الذاكرة، لأنها تعكس جوانب من حالة وشغف وبساطة وجمال، ستبقى حاضرة لغاية اليوم، وإنْ محمَّلة بمتطلبات عصرٍ تقني واستهلاكي، يُصيب أسئلة الإنساني والجمالي والتأمليّ بشيء من مصائب التطوّر والحداثة.
عن السينما والحياة و"كانّ"، يدور حوار يُمكن اعتباره بمثابة اختزال لجوانب أساسية من السيرة الحياتية لكلوديا كاردينالي، المولودة في تونس، والمنتقلة ـ صدفة ـ من رغبةٍ في التدريس إلى "تورِّط" في عالم النجوم والأضواء والفن السابع، والذاهبة ـ بحضورها الفني والجمالي ـ إلى أقصى الاختبارات الأدائية الممكنة. هذا مرويٌّ بتعبير هادئ، واستخدام أنيق لمفردات بوح ذاتيّ، واعترافٍ صادق. هذا جزءٌ من تاريخها الشخصي، أصلاً.
لكن أجمل قولٍ لها، سيكون ردّاً على سؤال كيفية تعاملها مع شهرتها: "لم يكن لديّ حارس شخصي ولا سائق سيارة أبداً. نجاحي معقودٌ على الجمهور والناس. أحبّ التنزّه في الشارع، كثيراً، هذه الأيام. هذا مسلّ للغاية. لأنه في كلّ مرة يُزعجني أحدهم، داعياً إياي إلى تناول القهوة معه، يظهر دائماً آخرٌ ويقول له: "أنتَ، اتركها بسلام!". حرّاسي الشخصيون هم أولئك الذين يُدافعون عني في الشارع".
اقــرأ أيضاً
فالملصق الرسمي للدورة الاحتفالية تلك (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) يستعيد إحدى صُوَرها الفوتوغرافية القديمة، المُلْتَقَطة لها ذات دورة من دورات المهرجان نفسه، أثناء تأديتها رقصة من رقصاتها، المليئة جمالاً وعفوية وبراءة وحلاوة، على سطح أحد فنادق الـ "كروازيت". والسجال المُرافق، لاختيار الصورة، يحاول إعادة الاعتبار لممثلةٍ، لا يزال كثيرون يهيمون بها لبساطتها المُشعّة فرحاً وعمقاً في قول الأشياء التي تصنع يومياتها.
ذلك أن استخدام تقنية الـ "فوتوشوب" لـ "تصحيح" بعض التفاصيل الصغيرة في الصورة الأصلية، التي (التفاصيل) ترتبط مباشرة بالمرأة والممثلة معاً في تلك اللحظة القديمة، دافعٌ لمهتمّين إلى الإضاءة على ملاحظة أساسية، تتعلّق بمدى أخلاقية هذه التقنية، والحاجة إليها، والقفز فوق الواقعي والعفوي والحقيقي، لحظة التقاط الصورة، لتلبية حاجات راهنة.
لعلّ المجلة الفرنسية Sofilm ستبقى المطبوعة الفرنسية الوحيدة التي تنشر، بل تعيد نشر حوار معها، في عددٍ خاصّ (132 صفحة حجم وسط) بالدورة الـ 70، يعود تاريخ إجرائه ونشره الأول إلى عام 2013، في أحد أعداد المجلة نفسها. حوارٌ يستعيد تاريخاً وحالاتٍ وأزمنة، وينفتح على أفق الاشتغال وراهنية العيش. حوارٌ ستكون الأجوبة المختصرة لكلوديا كاردينالي فيه أعمق من أن تبقى أسيرة الذاكرة، لأنها تعكس جوانب من حالة وشغف وبساطة وجمال، ستبقى حاضرة لغاية اليوم، وإنْ محمَّلة بمتطلبات عصرٍ تقني واستهلاكي، يُصيب أسئلة الإنساني والجمالي والتأمليّ بشيء من مصائب التطوّر والحداثة.
عن السينما والحياة و"كانّ"، يدور حوار يُمكن اعتباره بمثابة اختزال لجوانب أساسية من السيرة الحياتية لكلوديا كاردينالي، المولودة في تونس، والمنتقلة ـ صدفة ـ من رغبةٍ في التدريس إلى "تورِّط" في عالم النجوم والأضواء والفن السابع، والذاهبة ـ بحضورها الفني والجمالي ـ إلى أقصى الاختبارات الأدائية الممكنة. هذا مرويٌّ بتعبير هادئ، واستخدام أنيق لمفردات بوح ذاتيّ، واعترافٍ صادق. هذا جزءٌ من تاريخها الشخصي، أصلاً.
لكن أجمل قولٍ لها، سيكون ردّاً على سؤال كيفية تعاملها مع شهرتها: "لم يكن لديّ حارس شخصي ولا سائق سيارة أبداً. نجاحي معقودٌ على الجمهور والناس. أحبّ التنزّه في الشارع، كثيراً، هذه الأيام. هذا مسلّ للغاية. لأنه في كلّ مرة يُزعجني أحدهم، داعياً إياي إلى تناول القهوة معه، يظهر دائماً آخرٌ ويقول له: "أنتَ، اتركها بسلام!". حرّاسي الشخصيون هم أولئك الذين يُدافعون عني في الشارع".