تجذب السيرة الذاتية للمدرب الألماني، يورغن كلوب، الأنظار بشدة، وهو الذي سيقود فريق ليفربول الإنجليزي رسمياً، بعد إقالة المدرب السابق، بريندان روديغرز، بعدما كان لاعباً مغموراً في دوري الدرجة الثانية الألماني لكرة القدم، قبل أن يتحول إلى نجم الشباك الأول في الوقت الراهن في بريطانيا وأحد أهم مدربي القارة الأوروبية العجوز.
ويعتبر المدرب البالغ من العمر (48) عاماً، والذي بدأ مشواره كلاعب في موسم 1987-1988 مع اينتراخت فرانكفورت أحد أكثر المدربين الذين نجحوا في خطف الأضواء بشكل لافت، خصوصاً حينما كان مدربَ فريق بروسيا دورتموند الألماني ووصل معه أعلى مراتب النجاح.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً مطولاً عن المدرب الجديد لفريق ليفربول المتعثر في "البريميرليغ" واستعرضت فيه أبرز محطاته وصولاً لقيادته "الريدز" بعدما كان كلوب لاعباً مغموراً لعب في مركزي الدفاع والهجوم، ومثل بعدها أندية فيكتوريا سيندلينغن (1988-1989) وروت فاب فرانكفورت (1889/1990) قبل أن يستقر مع نادي ماينز ويقضي فيه مسيرته الكروية حتى الاعتزال في موسم 2001.
وأمضى كلوب 19 عاماً كلاعب، ثم كمدرب في نادي ماينز الألماني، وفيه بدأ في نسج حكايات الإبداع بالتحديد، فبعد أن سجل 52 هدفاً في 325 مباراة كلها في الدرجة الثانية الألمانية وبات ثاني هداف في تاريخ النادي بعد أسطورة النادي، سيفن ديمونت، وضعت الأندية الألمانية أعينها عليه من بينها نادي هامبورغ، كما أنه النادي الذي بنى كلوب والذي شكل معه وصلاً ثنائياً غير عادي، حيث لعب في صفوفه مدة 12 سنة، ثم قضى سبع سنوات كمدير فني للفريق.
ووصف اللاعب السابق، جويدو شافر، الذي لعب معه مدة ستة مواسم في دوري الدرجة الثانية الألماني، ولا يزال أحد أصدقائه كلوب: "كان لاعباً سريعاً وعاطفياً، وخلال الفترة التي قضاها كمهاجم سجل أربعة أهداف في مباراة ضد روت فايس إرفورت وجذب اهتمام عمالقة الدوري الألماني".
وعُيّن كلوب بشكل مفاجئ مديراً فنياً للفريق في عام 2001 نفسه، ولم يكن كلوب إلا عاشقاً للتحدي والذي أثبت من خلاله قدراته التي تؤهله أن يكون مدرباً بحجم ما وصل إليه اليوم، إذ نجح في ترقية فريقه إلى الدوري الألماني للمرة الأولى في عام 2004، وعلى الرغم من هبوط النادي تحت إدارته، لكن جميع مشجعي النادي لا يزالون يتفقون، حتى اللحظة، على أنه لولا كلوب لما حدث شيء للنادي، ولم يكن ليصل الى ما وصل إليه.
وعن تلك اللحظات، وصف شافر الأمر بأنه بمثابة مفاجأة كبيرة "حين جلس كلوب أمام 4576 متفرجاً لأول مرة على مقاعد البدلاء مدرباً للفريق، وبدأ في تغيير خط سير نتائج الفريق بشكل كبير، ليحظى بعلاقة حب متبادلة مع الجماهير"، فيما قال كريستيان هيدل، رئيس نادي ماينز الألماني: "أنا سعيد للغاية لهذا الرجل، كلوب بدأ لاعباً عادياً في ماينز وبعد ذلك أصبح مدرباً من أكثر المدربين شهرة في أوروبا...أنا متأكد أن المشجعين سوف يحبونه".
وكان كلوب ترك نادي ماينز في موسم 2007 بعد هبوط الفريق ليتوجه الى بروسيا دورتموند لكن اللحظات العاطفية التي ودع فيها الفريق كانت لتؤثر على هوية المدرب فيما بعد، حيث خاطب كلوب الجماهير بشكل عاطفي يومها، وودعهم بالدموع وهتفت الحشود الجماهيرية نشيد الفريق "أنت لن تمشي وحيداً".
اقرأ أيضاً..
كوتينيو..لماذا يريده برشلونة؟ وكيف يمنعه ليفربول؟