كلثوم برناز.. آخر نظرات النورس

03 سبتمبر 2016
(1945 - 2016)
+ الخط -

بعد يومين عن خبر تعرّضها إلى حادث انفجار في قنوات الغاز في منزلها في تونس العاصمة، رحلت صباح اليوم المخرجة السينمائية التونسية كلثوم برناز عن 71 عاماً.

كانت صاحبة فيلم "شطر محبّة" عنصراً من جيل خاص، لا يزال يؤثّث إلى اليوم جزءاً كبيراً من الحياة الثقافية التونسية، جيل عز الدين قنون وفاضل الجعايبي وجليلة وسلمى بكّار. السينمائيات من بين هؤلاء كنّ أوّل نفَسٍ نسائي يدخل على السينما التونسية.

كانت برناز، وبعد دراسة الأدب الإنكليزي في جامعة تونس، قد تحوّلت إلى فرنسا، في سنوات غليانها الشبابي نهاية الستينيات لتواصل دراسة السينما. هناك اندمجت في الحياة الفنية النشطة، وشاركت من مواقع تقنية متعدّدة في أفلام بارزة لمخرجين كبار؛ مثل: فرانكو زيفرلي، ورومان بولانسكي، وسارج مواتي.

هذا الجانب التقني الذي يتراوح بين المونتاج وكتابة السيناريو عادت به المخرجة التونسية إلى بلادها، حيث تعاملت مع مخرجين؛ مثل رشيد فرشيو وناصر خمير، كما ساهمت في بعض التجارب السينمائية في المغرب.

مثل معظم مخرجي بلادها، واجهت برناز عوائق كانت كثيرة تقف أمام السينمائيين وهم يطمحون لإخراج أوّل أفلامهم الطويلة، عوائق تبدأ من الإنتاج وتوفير ميزانيته وصولاً إلى التوزيع، خصوصاً أنها كانت تطمح إلى خطاب سينمائي صادم، وهو ما قدّمته في أوّل فيلم طويل لها سنة 1998 "كسوة.. الخيط الضائع" حيث تعود إلى إضاءة تقاليد الزواج في تونس وتكبيلها لأفراح الناس، بعد ذلك ستنتظر عشر سنوات أخرى لتُخرج فيلمها الطويل الثاني "شطر محبة"، وفيه تطرح بجرأة قضيّة المساواة في الميراث بين الجنسين.

أمّا أهم رصيد سينمائي لبرناز فيظل مجموعة أشرطتها القصيرة. من بين أفلامها "ألوان خصبة" (1986)، و"نظرة النورس" (1992)، و"ليلة الدخلة" (1996)، و"غابة الدفون" (2000).

مثل أفلامها التي تضرب في سجالات الحياة العامة التونسية، كانت برناز كثيرة الحضور في التحركات المدنية المدافعة عن الحريات العامة والعدالة الاجتماعية.

المساهمون