وقالت الصحيفة استنادا إلى مصادر مطلعة على نتائج التقرير، إن "كسورا من هذا النوع يمكن أن تحدث لدى أشخاص يشنقون أنفسهم". لكنها أشارت أيضا إلى أن "هذا النوع من الكسور قد يحدث أيضا لدى الأشخاص الذين يتم خنقهم".
وكان إيبستين يقبع في سجن فيدرالي في نيويورك، بانتظار استمرار محاكمته عندما عثر عليه ميتا في أحد سجون نيويورك، وفقاً لتقارير إعلامية أشار بعضها إلى انتحاره، في حين ذكرت أخرى أنه توفي بسكتة قلبية.
ودين إيبستين عام 2009 بجرائم جنسية وقضى عقوبة بالسجن لمدة 13 شهرا. واعتقل في نيويورك في السادس من يوليو/تموز بتهمة الاستغلال الجنسي لعشرات الفتيات القاصرات واتهم بأنه نظم بين 2002 و2005 على الأقل شبكة تتألف من عشرات الشابات بينهن عدد من طالبات المدارس أقام معهن علاقات جنسية في منازله العديدة في مانهاتن وفلوريدا. ونفى إيبستين (66 عاماً)، الذي يعد صديقاً مقرباً لترامب، أن يكون مذنباً وذكر في التحقيقات أنه بريء من تلك الاتهامات.
وذكرت تقارير إعلامية أنّ موته بهذه الطريقة أثار جدلا كبيرا، وموجة هائلة من التكهنات ونظريات المؤامرة، التي حيكت كلها حول فكرة فضيحة أميركية هائلة كان يجب تجنبها بإسكات الرجل إلى الأبد، وحماية أسماء وشخصيات بارزة من التورط في القضية الشائكة التي سيزيد من تعقيدها هذا الموت المفاجئ.
وسبق لمسؤول سابق في وكالة إنفاذ القانون، أن صرح لوكالة "أسوشييتد برس" بأن جيفري إيبستين انتحر أثناء انتظار المحاكمة بتهمة الاتجار بالجنس في نيويورك. وقال المسؤول نفسه إنه تم العثور على إيبستين ميتاً السبت في مركز مانهاتن الإصلاحي. وتم إطلاع المسؤول على الأمر، لكنه تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه لم يكن مخولاً بمناقشة القضية علناً.
وبعد أربعة أيام على موته، رفعت سيدة تقول إنها من ضحايا اعتداءاته الجنسية دعوى قضائية ضد ورثته وصديقته غيسلين ماكسويل، بينما يبدو أن الحراس الذين كانوا مكلفين بمراقبته ناموا خلال مناوبتهم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ووفقا للمصدر نفسه، تؤكد جنيفر أراوز التي تبلغ من العمر اليوم 32 عاما للمحكمة العليا لولاية نيويورك أن إيبستين اعتدى عليها جنسيا مرات عدة عندما كانت في سن 14 و15 عاما، مطالبة ورثة إيبستين وشريكته البريطانية ماكسويل، بتعويضات لم تحدد قيمتها.
وتستهدف الدعوة ثلاث نساء أخريات عملن لحساب إيبستين ولم تكشف هوياتهن. وأراوز هي أول ضحية معروفة لإيبستين ترفع دعوى في إطار قانون جديد دخل حيز التنفيذ الأربعاء في نيويورك. وهذا القانون الذي أقر بعد فضائح الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، يمنح عاما للضحايا المفترضين لهذا النوع من الاستغلال ليرفعوا دعاوى مدنية أيا كانت درجة قدم الوقائع.
وكتبت أراوز في افتتاحية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن "إيبستين توفي منتحرا على ما يبدو في زنزانته الأسبوع الماضي"، مؤكدة أن "عدم مواجهته شخصيا أمام المحاكم تثير غضبي لكن مساعي في القضاء ما زالت في بدايتها".
وفي شكواها التي تقع في 15 صفحة، تؤكد أراوز التي عاشت في عائلة متواضعة مع أحد والديها، أنها وقعت في "فخ" إيبستين وتحدثت عن طريقة مماثلة اتبعها حسب شهادات ضحايا أخريات لرجل المال الثري وصاحب الشخصية القوية. ويبدو أن واحدة من السيدات اللواتي كن يعملن لحساب إيبستين وتشملها دعوى أراوز، اقتربت منها على الرصيف أمام مدرستها الثانوية في نهاية 2001 وتحدثت إليها عن رجل ثري يمكن أن يساعدها في إطلاق حياتها المهنية كممثلة كما كانت تحلم. ويبدو أن ضحايا أخريات بدأن الاستعداد لرفع دعاوى على ورثة الملياردير الأميركي وشريكاته، كما ذكرت وسائل إعلام عديدة.
وكانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت عن فرض عقوبات في سجن مانهاتن بعد الكشف عن "مخالفات خطيرة" على إثر وفاة إيبستين بهذا السجن، موضحة أن الإجراءات تشمل مدير السجن الذي تم نقله موقتا ووقف اثنين آخرين من الموظفين عن العمل.
وكان اعتقال إيبستين الشهر الماضي قد أطلق تحقيقات منفصلة حول كيفية تناول السلطات لقضيته في البداية عندما نسبت إليه اتهامات مشابهة في فلوريدا قبل ما يزيد على العقد. وكان وزير العمل الأميركي ألكسندر أكوستا قد قدم استقالته الشهر الماضي بعدما تعرض لانتقادات حادة لإبرام اتفاق مع إيبستين تحت إشرافه عندما كان ممثل الادعاء الأميركي في ميامي.
وأصرّ ممثلو الدفاع عن إيبستين على أن الاتهامات الجديدة في نيويورك يغطيها اتفاق 2008 وعلى أن إيبستين لم تكن له أي اتصالات غير مشروعة مع فتيات قاصرات منذ معاقبته بالسجن ثلاثة عشر شهرا في فلوريدا.