في شهر رمضان الأخير، افتتح في الحي الثقافي في كتارا في الدوحة، معرضٌ بعنوان "القرآن والفلك"، وفيه تحف ومقتنيات تدلّ على ولع المسلمين بكلّ ما يمت للجمال والفائدة والصنعة الماهرة بصلة. وكانت جوهرة المعرض "كسوة الكعبة".
لا شيء يضاهي جمال هذا الغطاء الاستثنائي وروعته. سنة تلو سنة، يزداد اتقان العمل اليدوي المرهف الممتلئ بالإيمان والجمال؛ "الله جميل، يحبّ الجمال".
وسنة تلو سنة، غنمت كسوة الكعبة، صفحة مهيبة في تاريخها العريق. ففي قلب صحراء الجزيرة في مكة المكرّمة، الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين في الصلاة.
يروي التاريخ أن "تبع الحِميري" ملك اليمن، كان أوّل من كسا الكعبة في الجاهلية، واختار لها بداية الخصف، وهو قماش غليظ منسوج من الخوص، ثم المعافى وهو أنعم ثم الملاء. ومن بعده صارت كسوة الكعبة من الجلد والقباطي الذي هو نسيج دقيق رقيق أبيض.
حين فتح الرسول محمّد (ص) مكة، أبقى على كسوة الكعبة، ولم يبدلّها إلا حين احترقت. فاختار للكعبة المشرفة الثياب اليمانية. ومن بعده كساها الخلفاء الراشدون بالقباطي والبرود اليمانية.
أمّا اسمها فحاملٌ للتاريخ المجيد، إذ إن هذا الغطاء الفريد كان في عهد معاوية بن أبي سفيان، يجهّز بأحسن الأقمشة الدمشقية وأفضلها، وينطلق محمل الحج من بلدة صغيرة في الغوطة الشهيرة التي تزّنر دمشق؛ من الكسوة.
وحين تطوّرت صناعة النسج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز، صارت كسوة الكعبة على عهد العباسيين من أجود أنواع الحرير. بحث العباسيون طويلًا عن الأجود فالأجود، ووجدوا ضالتهم في أرض الكنانة؛ مصر، في مدينة تنيس. فجعلوا الحرير أسود. أمّا التطريز فكان أيضًا مصريًا من قريتين؛ تونة وشطة.
أجود الأجود حرير كسوة الكعبة. أسود أسود كالدجى لونها. وعلى السواد العميق، ذهب وفضة؛ تطريزٌ يدوي يشبه في جانب منه ذاك المسمّى في بلاد الشام بـ "الصرما"، حيث تتراكب خيوط قطنية، بيضاء وصفراء، فوق رسم الزخارف، التي ليست إلا من أجمل ما تراه العين؛ الخط العربي الأصيل.
لون القطن الأبيض، تغلّفه أسلاك الفضّة، ولون القطن الأصفر، تغلّفه أسلاك الذهب. وإذ تكتمل كسوة الكعبة، يظهر اللونان المعدنيان؛ فضةٌ وذهب على أسود الدجى الحريري. آيات القرآن مكتوبة على "كسوة الكعبة". الآيات القرآنية، دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة: "الله نور السماوات والأرض".
لا شيء يضاهي جمال هذا الغطاء الاستثنائي وروعته. سنة تلو سنة، يزداد اتقان العمل اليدوي المرهف الممتلئ بالإيمان والجمال؛ "الله جميل، يحبّ الجمال".
وسنة تلو سنة، غنمت كسوة الكعبة، صفحة مهيبة في تاريخها العريق. ففي قلب صحراء الجزيرة في مكة المكرّمة، الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين في الصلاة.
يروي التاريخ أن "تبع الحِميري" ملك اليمن، كان أوّل من كسا الكعبة في الجاهلية، واختار لها بداية الخصف، وهو قماش غليظ منسوج من الخوص، ثم المعافى وهو أنعم ثم الملاء. ومن بعده صارت كسوة الكعبة من الجلد والقباطي الذي هو نسيج دقيق رقيق أبيض.
حين فتح الرسول محمّد (ص) مكة، أبقى على كسوة الكعبة، ولم يبدلّها إلا حين احترقت. فاختار للكعبة المشرفة الثياب اليمانية. ومن بعده كساها الخلفاء الراشدون بالقباطي والبرود اليمانية.
أمّا اسمها فحاملٌ للتاريخ المجيد، إذ إن هذا الغطاء الفريد كان في عهد معاوية بن أبي سفيان، يجهّز بأحسن الأقمشة الدمشقية وأفضلها، وينطلق محمل الحج من بلدة صغيرة في الغوطة الشهيرة التي تزّنر دمشق؛ من الكسوة.
وحين تطوّرت صناعة النسج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز، صارت كسوة الكعبة على عهد العباسيين من أجود أنواع الحرير. بحث العباسيون طويلًا عن الأجود فالأجود، ووجدوا ضالتهم في أرض الكنانة؛ مصر، في مدينة تنيس. فجعلوا الحرير أسود. أمّا التطريز فكان أيضًا مصريًا من قريتين؛ تونة وشطة.
أجود الأجود حرير كسوة الكعبة. أسود أسود كالدجى لونها. وعلى السواد العميق، ذهب وفضة؛ تطريزٌ يدوي يشبه في جانب منه ذاك المسمّى في بلاد الشام بـ "الصرما"، حيث تتراكب خيوط قطنية، بيضاء وصفراء، فوق رسم الزخارف، التي ليست إلا من أجمل ما تراه العين؛ الخط العربي الأصيل.
لون القطن الأبيض، تغلّفه أسلاك الفضّة، ولون القطن الأصفر، تغلّفه أسلاك الذهب. وإذ تكتمل كسوة الكعبة، يظهر اللونان المعدنيان؛ فضةٌ وذهب على أسود الدجى الحريري. آيات القرآن مكتوبة على "كسوة الكعبة". الآيات القرآنية، دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة: "الله نور السماوات والأرض".