كروس.. تعاقد عادي أم تغيير جذري في أسلوب الملكي؟

20 يوليو 2014
كروس اثناء تقديمه لاعباً جديدأً لريال مدريد (getty)
+ الخط -

فريق كرة القدم لا يحتاج فقط إلى مجموعة لاعبين ومدرب، بل هناك مشروع رياضي يجب أن يكون في أفضل حالاته، حتى يستطيع النادي الوصول إلى أكبر كم ممكن من البطولات. العبرة ليست في العدد بل في الجودة والمضمون وهذا ما يجعل فرقاً تصل إلى القمة، وأخرى تنحدر إلى القاع.

ومع نهاية الموسم الكروي ومنافسات كأس العالم، دخل عشاق ومحبو اللعبة في دوامة الانتقالات الصيفية التي تأخذ منعرجاً ساخناً مع كثرة الأخبار وتزايد عدد الشائعات. وبعد إعلان برشلونة ضم لويس سواريز إلى صفوفه، جاءت أول الصفقات المميزة بعد المونديال، برحيل توني كروس عن صفوف بايرن ميونخ، وانضمام بطل العالم الجديد إلى النادي الملكي، ريال مدريد.

الإستراتيجية فوق التكتيك

يتحدث عشاق كرة القدم عن طرق اللعب والخطط بشكل مبالغ فيه، مع إهمالهم للصورة الكبيرة، الفلسفة الكروية التي توضح باختصار أصول اللعبة الحقيقية، بين فرق تهاجم وتستحوذ، وأخرى تدافع وتعتمد على المرتدات، وما بين هذا وذاك، يوجد المزيج الحديث الذي يهاجم أثناء الدفاع، ويدافع بالضغط الهجومي. وبعد الفلسفة، تأتي إستراتيجية اللعب التي تعني كيفية تحقيق فلسفة الفريق، ومنها إلى التكتيك المتبع الذي يعتبر أقرب إلى التغييرات والتعديلات التي تتم من أجل التغلب على المنافس، والفريق الناجح يلعب بشكل غير متوقع ويجبر الخصم على التحرك وفق إرادته الخاصة.

وبالخروج من حيز وإطار التقليدية الخاصة بهل سيلعب كروس مكان من بالتشكيلة، ومن سيرحل عوضاً عنه. لأن أول ملاحظة فنية في الصفقة الجديدة خاصة بعزم كارلو أنشيلوتي الاعتماد على أكبر مجموعة من اللاعبين قادرة على الاحتفاظ بالكرة وتمريرها وكسب الحيازة في منطقة المنتصف. ألونسو ومودريتش وثالثهم كروس، أسماء تمتاز بالقوة التقنية والبراعة في حرمان الخصم من خاصية الهجوم.

وبالعودة للتاريخ يتضح أن الإيطالي يعشق بشدة تواجد أكثر من صانع لعب بالخلف، سيدورف وبيرلو في ميلان مع خطة شجرة الميلاد الشهيرة، ومع وجود كروس ومودريتش، فإن الثنائي قادر على اللعب جنباً لجنب وتكرار متلازمة الروسونيرو في الشامبيونزليج.

الريال الآن يتمتع بتنوع وعمق تكتيكي غير عادي، تشكيلة الوسط تضمن له اللعب بأكثر من خطة، 4-3-3، 4-2-3-1، 4-4-1-1، وأخيراً 4-3-2-1، خصوصاً أن الألماني يجيد شغل دور ثنائية الارتكاز، مع مركزه المفضل، اللعب كصانع لعب صريح في المركز 10 بالملعب بين الأجنحة وخلف المهاجم، حيث إنه يعتبر من لاعبي الوسط الخالصين، CM.

ومع قدوم كروس، لا يوجد أي داعٍ لرحيل دي ماريا، الأرجنتيني الأبرز في الموسم الماضي، ولكن سيكون الكلام ذا معنى أعمق، إذا تعاقد الريال مع لاعب آخر في الثلث الهجومي الأخير، الأخبار تدور حول خايمس رودريجز مفاجأة المونديال، وإذا تمت الصفقة، ستعود مرة أخرى الأخبار عن دي ماريا، لكن بتركيز أكبر ورغبة أجدر في الخروج.

هل سيتأثر بايرن ميونخ؟

بكل تأكيد، بايرن ميونخ أراد استمرار كروس، قدم له النادي أكثر من عرض مع تأكيد الفيلسوف جوارديولا بأنه يتمنى بقاء لاعب وسطه، لكن الرأي الأخير كان لتوني الذي قرر الرحيل منذ فترة طويلة. كروس لاعب يمتاز بقدرته على التسديد والضغط العالي من بداية الملعب، هذه هي أبرز مزاياه مع بايرن، لذلك معظم أهدافه جاءت على مشارف منطقة الجزاء وفقاً لتكتيك الكرات القاطعة أو الـ Cutback من أعلى الأطراف إلى خارج المنطقة.

كروس لا يجيد أبداً لعب دور الارتكاز المتأخر لذلك لم يستخدمه بيب كثيراً في هذا المكان، وأيضاً البافاري لا يلعب كثيراً بصانع لعب صريح، أي أن أقرب وصف له داخل الأليانز أرينا هو لاعب الوسط الثالث أو الارتكاز المساند إذا أتيحت الفرصة. ومع عودة تياجو ألكانترا من الإصابة، سيكون البرازيلي الأسباني كلمة السر والرهان الحقيقي، لأنه بارع في التحرك بين الخطوط ويعرف كيف يمرر في المساحات الضيقة، لذلك سيأخذ دور البطل في الموسم المقبل.

كذلك قدوم سباستيان رودي، اللاعب الشاب الذي يجيد الانطلاق في الهجوم والعودة للدفاع، لا يسجل أهدافاً عديدة مثل كروس، لكنه أقوى في المجهود البدني والقدرة على شغل أكثر من مركز داخل الملعب، مع الحفاظ على دقة التمرير التي يعشقها مدربه الجديد. لذلك مع بزوغ نجم ألكانترا وانضمام الشاب رودي، فإن بايرن ميونخ قادر على تعويض غياب الراحل الرائع، توني كروس.

المساهمون