بدأ الملايين من أكراد العراق، بإحياء طقوس الاحتفال السنوية بأعياد النوروز مع بداية السنة الكردية في 21 مارس/ آذار الجاري، وذلك من خلال إشعال النيران بأعالي قمم الجبال وإقامة الاحتفالات على سفوحها، تتخللها رقصات شعبية وعروض فنية مختلفة، من عمق الفلكلور الكردي.
وشهدت أربيل، عاصمة إقليم كردستان، ومدينتا السليمانية ودهوك، إشعال شعلة العيد، وصعود آلاف الحاملين بأيديهم شعلة النار على الجبال، وكذلك مدينة كركوك.
ونوروز تعني بالكردية يوم الحرية، ويرتبط بحكاية تختلف تفاصيلها، وتجتمع دول مختلفة للاحتفال به، مثل تركيا وإيران وسورية ودول عدة أخرى، فهذه المناسبة كانت بسبب الخلاص من سلطان جائر تسلط على الشعوب التي تسكن بين الجبال الثلاثة، في إشارة إلى المثلث العراقي الإيراني التركي منذ قرون طويلة. وتمكن شاب يُدعى "كاوه" ويعمل حداداً، من صناعة فأس كبير، والصعود إليه وقتله، وخلص العالم من شره فصار هذا اليوم هو يوم الحرية.
ويقول أستاذ التاريخ بجامعة الموصل ريباز علي لـ"العربي الجديد"، إنّ "حكاية كاوه الحداد كما يرويها لنا أجدادنا، أنه قبل أن يقوم بقتل السلطان الظالم الذي كان يذبح الأطفال من أجل إشباع رغبات أفاعيه، قام بحيلة على ذلك الظالم، وهو بدلاً من أن يعطيه مخّ الأطفال كان يعطيه مخ المواشي بعد ذبحها، ويقوم بتهريب الأطفال إلى الجبال. وانطلت تلك الحيلة على الملك، وقام كاوه بتربية الأطفال في الجبال، وحين كبروا أصبحوا جيشاً كبيراً، واستطاع بقيادة كاوه أن ينتصر على الملك ويقتله، وأشرقت الشمس في ذلك اليوم، والأرض بدأت تزهو بالعشب".
ويضيف أنّ "روايات القصة كثيرة لكنها متفقة على أن "كاوه" الحداد، قتل السلطان الجائر، وبعد انتصاره قام بإشعال النار أعلى قمة الجبل، ليوجّه رسالة إلى المدنيين الذين كانوا ينتظرون فرحة النصر، وقتل الحاكم الظالم وإنهاء فترة الظلم والاستبداد، ولذا يحتفل الكرد بهذه المناسبة من خلال إشعال النار أعلى قمم الجبال".
ويتابع "هناك العديد من الأعمال التي تقوم بها العوائل الكردية في هذا العيد، مثل إعداد مائدة من سبعة أنواع من الطعام، جميعها تبدأ بحرف السين، إضافة إلى الفواكه وغيرها من الوجبات الغذائية".