كردستان العراق: مخطط لتهجير سكان عشرات القرى العربية

09 يوليو 2015
اتهامات لـ"البيشمركة" بمحاولات تهجير العرب (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر عراقية كردية، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، عن معلومات وصفتها بـ"المؤكدة"، حول بدء عمليات إخلاء قرى عربية بذريعة وقوعها على خطوط التماس بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات الكردية "البيشمركة"، وهو ما يمثل أول عملية ترحيل وتغيير واسعة ستجري بالعراق على أسس قومية وعرقية.

وذكر مصدر سياسي كردي في كركوك، لـ"العربي الجديد"، أن "رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بحث مع عدد من قادة البيشمركة الكردية في اجتماع مغلق أمس الأربعاء، إمكانية إخلاء عدد من القرى العربية الواقعة على خطوط التماس بين "البيشمركة" و"داعش" بمحور كركوك، في أعقاب تكرار عمليات تسلل مسلحي التنظيم إلى تلك القرى، وقيامهم بمهاجمة القوات الكردية انطلاقاً منها".

وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ بارزاني وقادة في قوات البيشمركة وعدداً من المسؤولين السياسيين، عقدوا اجتماعاً مغلقاً دام نحو ساعتين في كركوك، ناقشوا خلاله تطورات القتال في محاور المدينة، في أعقاب هجمات مباغتة لمسلحي التنظيم على مواقع البيشمركة، أول من أمس الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 7 من القوات الكردية.

وبحسب المصدر، فإن محافظ كركوك، نجم الدين كريم، الذي شارك في الاجتماع، دعا إلى بقاء سكان القرى العربية في قراهم، فيما اقترح مسؤول محور "دوبز" غرب كركوك، كمال كركوكي، إخلاء تلك القرى من أهاليها وخاصة القرى التي تقع خلف مواقع قوات البيشمركة جنوبي كركوك، لمنع عناصر تنظيم "داعش" من التسلل والاختباء فيها.

إلى ذلك، لفت المصدر، إلى أن "طيران التحالف الدولي بدأ بتكثيف ضرباته الجوية على مواقع سيطرة تنظيم "داعش" ضمن خطوط التماس، وبموافقة أميركية، تمهيداً لنقل سكان القرى التي تقع ضمن المواقع العسكرية، إلى مناطق آمنة أخرى بعد شهر رمضان.

وتحيط نحو 30 قرية وبلدة عربية صغيرة ومتوسطة بمدينة كركوك، ويقيمون فيها إلى جوار قرى وبلدات أخرى تركمانية وأقليات مسيحية وكردية، تتعايش بسلام طيلة العقود الماضية، وقد تم تبادل السيطرة عليها بين مسلحي الطرفين خلال جولات القتال  الماضية، وهو ما تسبب بإخلاء عدد منها من قبل سكانها طوعاً.

ويقول القادة الأكراد، إن عناصر تنظيم "داعش" يقومون بإرهاب سكان تلك القرى، ويجبرونهم على تقديم تسهيلات لهم مثل إيواء عناصرهم لينفذوا هجمات على مواقع القوات الكردية، إلا أن سكان تلك القرى، يعتبرونها ذريعة لطرد العرب، وإحداث تغيير ديمغرافي بكركوك.

من جهته، أكد وزير عراقي في حكومة حيدر العبادي، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، تلك المعلومات، موضحاً أن "تهجير القرى العربية من القوات الكردية سيكون القشة التي تقصم ظهر البعير، والعلاقة حالياً بين بغداد وأربيل متردية جداً، وعليهم أن لا يحرقوا كل الأوراق مرة واحدة".

وأضاف "نحن نتحدث عن قوات غير قوات العراق الدستورية تطرد عراقيين من منازلهم، وهذا ما لن نسمح به ويجب أن يكون الإجراء مبرراً ومضموناً لعواقبه، في حال سلمنا أن السبب هو ضمان عدم سقوط كركوك، أو مهاجمة قوات الأمن حيث يجب أن تتوافر ضمانات لعودتهم".

في السياق ذاته، نقل بيان لرئاسة إقليم كردستان، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، عن مسعود بارزاني قوله خلال اجتماعه بالقادة العسكريين للبيشمركة في كركوك، إن "يد العدو يجب ألا تمتد أبداً إلى كركوك لأهميتها السياسية والعسكرية".
 
وعن مستقبل كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها بين الكرد والحكومة العراقية، دعا بارزاني إلى "الرجوع لرأي الشعب وإرادته واحترام إرادة سكان هذه المناطق، والتعامل مع آرائهم بسعة صدر، من دون التنازل عن تثبيت الهوية الكردستانية لكركوك".

واعتبر بارزاني، وفقاً للبيان، أن "قوات البيشمركة قدمت الكثير من التضحيات، وأن شعب كردستان ضحى بالكثير من أبنائه وقادته العظماء من أجل هذه المدينة، ولكن مع ذلك لا يمكن فرض صيغة معينة على الناس، وأنّ الشعب هو الذي يقرر مصيره".

اقرأ أيضاً: البيشمركة تتصدى لهجوم لـ"داعش" على محاور كركوك