وكان نحو مائتين من سكان قضاء قلعة دزة التابع لمحافظة السليمانية والقريب من الحدود مع إيران قد خرجوا للاحتجاج على تأخر صرف رواتب الموظفين واستمرار الأزمة السياسية في الإقليم، لكن المتظاهرين حولوّا مسارها ليتجهوا إلى مقر تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده رئيس الإقليم مسعود البارزاني، وقاموا برشق المقر بالحجارة وحاولوا اقتحامه، ما أدى إلى قيام حراس المقر بإطلاق الرصاص فوق رؤوس المتظاهرين، قبل أن تضطرب الأوضاع ويسقط قتيل وعدد من المصابين، ثم زادت أعداد الإصابات إلى ثلاثة قتلى ونحو 18 مصاباً.
وقال مسؤولو المقر إن الإصابات لم تحدث بنيران الحراس، إنما برصاص أشخاص مجهولين استهدفوا المتظاهرين من أماكن أخرى بهدف تخريب الوضع.
ودفع سقوط إصابات بالمتظاهرين إلى اقتحام المقر بعد إخلائه من الحراس والعاملين فيه والقيام بحرقه تماماً.
اقرأ أيضاً: كردستان العراق يطلب دعماً دولياً لإجراء انتخابات مبكرة
واتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني حركة التغيير المنافسة وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني والجماعة الإسلامية، وهو على خلاف معها، بالوقوف وراء أحداث بلدة قلعة دزة عبر تحريض المتظاهرين على مهاجمة مقر الحزب والتعرض لأعضاء الحزب.
فيما ردت الأحزاب الثلاثة بنفي التهمة ودعوتها السكان إلى التظاهر بصورة سلمية، بعيداً عن العنف.
وامتدت التظاهرات التي أخذت مساراً واضحاً في استهداف حزب البارزاني، فقد تعرضت مقرات الحزب في بلدات "زاراوا، وسنكسه ر، وحاجياوا"، القريبة من قضاء قلعة دزة الى هجمات انتهت بحرق مقر منها.
وتعليقاً على الأحداث، دعا البارزاني، في بيان له، الأجهزة الأمنية إلى تهدئة الوضع والسيطرة عليها وعدم السماح بانتقالها إلى مزيد من المناطق.
وأضاف البارزاني "أدعو الأجهزة الأمنية إلى التعامل بشكل قانوني مع المسؤولين عن إحداث هذه الاضطرابات، وسيكونون مسؤولين عن النتائج التي ستترتب على تصرفاتهم".
ويؤكد مراقبون أن التظاهرات محاولة للضغط السياسي تمارسها مجموعة من الأحزاب ضد حزب رئيس الإقليم مسعود البارزاني الذي يقود الحكومة أيضاً.
وحذّر بيان أصدره الحزب الديمقراطي من تداعيات "الاعتداء" على مقراته وأعضائه، وقال إن "من يقف وراء ذلك سيدفع ضريبة فعلته".
اقرأ أيضاً: موظفو العراق قلقون: هل يصبح الشهر 40 يوماً؟
ويتوقع مراقبون أن تستمر التظاهرات التي يُعتقد أن خلافات الأحزاب هي التي تغذيها، فضلاً عن بقاء مشكلة دفع رواتب الموظفين التي تأخرت الحكومة عن تأمينها لثلاثة أشهر.
وكانت الأحزاب الخمسة الرئيسية في البرلمان والحكومة قد فشلت في الاتفاق حول آليات اختيار رئيس الإقليم وسلطاته، وتحمّل أربعة من تلك الأحزاب حزب الرئيس مسؤولية التسبب ببقاء الأزمة، وهو يردّ تلك الاتهامات ويشير إلى وجود "أجندات" خارجية تمنع الاتفاق وترغب في إخراج الحزب من السلطة.
ويُعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه البارزاني مقرباً من تركيا والغرب، بخلاف الأحزاب الأخرى التي تربط أغلب قادتها صلات وثيقة بإيران وتصنف في المحور الإيراني.
وكانت مدن عراقية عدة قد شهدت الجمعة تظاهرات واحتجاجات معظمها كان للمطالبة بإجراء إصلاحات والتصدي للفساد، ما عدا تظاهرة خرجت في ناحية عنكاوا التابعة لأربيل، والتي تقطنها أغلبية مسيحية، حيث طالب متظاهرون السلطات بإغلاق البارات ومراكز التدليك المنتشرة بكثرة في بلدتهم لتجنب مشاكل يواجهها السكان من روادها.
اقرأ أيضاً: بغداد وأربيل: آليات التطبيق تعرقل اتفاق النفط