كرة القدم توقف الحرب

12 سبتمبر 2017
+ الخط -
دقت الساعة السادسة بتوقيت دمشق، معلنة هدنة بين المتحاربين، أسكتت صوت الرصاص، وأعادت الأطراف إلى محاورها، متسمرين خلف شاشة صغيرة لمشاهدة حرب عالمية بين سورية وحلفها إيران، في مواجهة من تسعين دقيقة تحدّد في نهايتها مصير سورية الجريحة لتكمل الطريق نحو مونديال روسيا العام المقبل، أم تعود إلى محاور الإشتباكات.
بدأت المعركة، وتمكّن نسور قاسيون من كسر حصون إيران بعد 13 دقيقة فقط، لكن المستضيف استطاع أن يعود ويسجل هدفين في محاولة منه لإنهاء آمال سورية في الوصول إلى مونديال الحلم، لكن رصاصة الرحمة أطلقها السوري السعودي عمر السومة ليحيي الآمال مجدداً بالوصول إلى روسيا.
كانت السعودية على بعد خطوة من الوصول إلى مونديال الحلم، وفعلتها بعد تغلبها على محاربي الساموراي برصاصة واحدة.
لم تكن القصة في هذين البلدين فقط، وإنما خارج حدودهما. في العالم العربي، ثمّة وحدة عربية جمعتها كرة القدم، وحدّت معارضة سورية ونظامها، وكذلك دول الحصار والدولة المحاصرة حول حلم غير مجتزأ يمثل العرب كلهم في التظاهرة العالمية في روسيا في يونيو/ حزيران المقبل.
مشاعر العرب لم توقفها حدود، ولا حتى قادة سياسيين، فداخل كل عربي كان ذات الهتاف "سورية.. سورية". هذا ما هتف به الفلسطيني والعراقي والقطري والمصري والجزائري وكل إنسان عربي، لوجود ارتباط بالفطرة بين هذه الأمة العربية.
ليت الساسة العرب يصدقون تلك المشاعر، ويقفون خلف شعوبهم، ويتبنون أهدافهم، فثمة قضايا كثيرة تجمع العرب تبدأ بإعادة اللحمة للعالمين العربي والإسلامي، ومن ثم إعادة إعمار ما دمرته الحروب والفتن، ليعود العربي ويهتف: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
هذا هو حلمي، وآمل أن لا يكون من أحلام اليقظة، وأصحو على أخبار القتل والقصف ورائحة الدماء مجدّداً.
1131B84A-1188-4AC4-8819-0B4332254A22
1131B84A-1188-4AC4-8819-0B4332254A22
أحمد الدلو (فلسطين)
أحمد الدلو (فلسطين)