كبار السن يحفظون ذاكرة الفلسطينيين

16 يوليو 2016
دبكة فلسطينية (العربي الجديد)
+ الخط -
يُشكّل كبار السن الفلسطينيون الذين عاشوا النكبة، تاريخاً ينقلون من خلاله إرثهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى الجيل الجديد الذي يتعلم من أجداده، كل ما يتعلق بالموروث الفلسطيني من أشغال يدوية وأكلات فلسطينية وفلكلور، وحتى الحكايات التي كانت تحكيها الجدّات.
في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، يجتمع كبار السن في مركز خصص لهم يمارسون نشاطهم في إعادة إحياء التراث الفلسطيني من أشغال ومصنوعات يدوية مرتبطة بفلسطين، ليتم عرضها في المعارض وتسويقها كي تبقى ذكرى في بيوت الفلسطينيين. بالإضافة إلى تخصيص أوقات لإعداد أكلات فلسطينية تُقدّم لضيوف المركز، إيماناً منهم بنقل هذه الأكلات إلى الجليل الجديد، كي تبقى خالدة مع مرور السنين. وفي مخيم عين الحلوة، القريب من مدينة صيدا في جنوب لبنان، يجتمع كبار السن في مركز "الأمل" كي يعيدوا إحياء تراثهم بطريقتهم الخاصة. أما في مخيم برج الشمالي، قرب مدينة صور (جنوب لبنان)، فتختلف طريقة الحفاظ على التراث الفلسطيني. فقد تم إنشاء فرقة دبكة تراثية فلسطينية من كبار السن، حيث يبلغ أصغرهم 65 عاماً، اجتمعوا في "بيت أطفال الصمود" ليشكّلوا فرقة دبكة، تقدّم الدبكات التي كانوا يقدمونها في فلسطين قبل عام 1948، خلال حفلات الزفاف في القرى الفلسطينية.
أبو وسيم، أحد أعضاء الفرقة والمشرف عليها، يقول لـ"العربي الجديد": "هدفنا من تأسيس هذه الفرقة هو العودة للجذور والحفاظ على التراث، لأن من تراثنا الفلسطيني أن يكون الرجل والأنثى مع بعضهما البعض، والقيام بشبك الأيادي والغناء سويا". ويضيف: "أثناء أداء الفرقة لرقصات الدبكة، يكون عازف "المجوز" واقفاً في وسط حلقة الدبكة بالقرب من المغني الذي يغني، ويصدح بأغانيه التراثية ويترافق ذلك مع أدائه للدبكة، ترد عليه الغناء امرأة، تجيبه على النغم ذاته والموضوع ذاته، وتصير مناظرة بين الرجل والمرأة".

المساهمون