كارول سماحة... حبّ بالإسبانية

21 فبراير 2017
أهدت سماحة أغنية لابنتها الصغيرة تالا (المكتب الإعلامي)
+ الخط -
بعد حفلها الأخير الذي أحيته على مسرح أوبرا جامعة مصر، في 10 فبراير/شباط الحالي، قدّمت الفنانة كارول سماحة، حفلاً ثانياً لها في بيروت، يوم السبت المنصرم، حمل عنوان "Carole a la chandelle" جمع أكثر من أربعين عازفاً إضافة إلى لوحتين راقصتين. تعرف كارول سماحة كيف تختار مواعيد حفلاتها، وفق أجندة عمليّة رسمتها مع فريق عملها. تحاول في كل مرة أن تلتقي جمهورها في لبنان، بصورة مختلفة، تكونُ بعيدة عن التقليدية التي ترافق حفلات باقي النجوم، فلا تدخل الفنادق ولا المطاعم، بل تحيي حفلاتها في مسارح ووفقاً لسيناريوهات مدروسة جيداً. 

في مفكرة صاحبة "خليك بحالك" هذه المرة، مسرحٌ كبير يتّسع لمئات الحاضرين. جمهور "سميع" سيتابعها، هي التي بدأت في مسرح "الرحابنة"، كمطربة وممثلة أتقنت أصول المهنة، ثم اختارت الاستقلال عن الخط الرحباني، ورسم خريطة طريق أخرى خاصة بها تماشي العصر. قدمت سماحة سلسلة من الألحان الغنائية المصرية واللبنانية، وهي أغان أضيفت إلى سجلها، وأوجدت لها مكاناً جيداً، وموقعاً منافساً لمجموعة من زميلاتها.

تُؤكّد كارول سماحة، في تصريحٍ لـ "العربي الجديد"، أنها تُخطّط كثيراً لحفلاتها قبل وقت كاف من موعد الحفل أو المهرجان، وذلك في محاولة منها أن تقدِّم كل ما هو جديد، تقول: "لا أريد أن أقف على المسرح بصورة تقليدية، في الشكل والمضمون، أعملُ على التجدّد. في القاهرة، شاركني أكثر من أربعين عازفاً، وقدمنا أمسية ناجحة جداً. واليوم، شاهد الجمهور في لبنان، أمسيةً أتمنّى أن تلقى الصدى المطلوب".

بدأ حفل سماحة، على مسرح "قصر المؤتمرات" في لبنان، وهي جالسة على كرسيٍّ أحمر. سمّيت المناسبة بسهرة عيد العشاق. تلبّست سماحة حالةٌ من الإحساس الكبير، بإيحاءات من وجهها الحزين تارةً في أغنية رومانسية، والباسم الفرح تارةً أخرى في أغنية إيقاعيّة. الرفقة كانت جيّدة بصحبة الموسيقيين المحترفين في الحفلة. بعض "الصولوهات" من عازف "ساكسفون"، أشْعَلت مقاعد المتابعين بالتصفيق والغناء، لتقدّم سماحةً أغنية تلو الأخرى، وتخاطب الناس بطريقة وديّة عفوية. حتى إنّها طلبت من مهندس الصوت على المسرح، الدخول وتصليح آلة الصوت التي أربكتها في الأغنية الأولى. ردّدت ممازحة الناس: "انتو مش غربا". وتابعت أغنياتها، فأدّت أغنية الفنانة الراحلة سلوى القطريب، "خدني معك". غنّت سماحة مزيداً من الأغنيات، خصوصاً التي قدمها الملحن مروان خوري وزميله سليم عساف لها منذ سنوات، كـ"خلّيني بحالي" و"تطلع فيّ هيك" و"وتعودت" و"أضواء الشهرة" وغيرها.




توقّفت سماحة قليلاً، وأخبرت الحاضرين بأنّها تعلمت يوماً اللغة الإسبانية، وكانت تجيدها لخمس سنوات. لكن مع الوقت، نسيت هذه اللغة لقلة التكلّم بها. واليوم في ذهنها أغنية أحبتها، ستغنيها هدية للحبّ في عيده، فأدت HistoriaDeUnAmor بإحساس كبير، وتفاعل مع راقص على خشبة المسرح، وبرفقة عازف الساكسفون مرة ثانية. 

صور استعراضية حملتها سماحة في أغنية "وحشاني الدنيا". المقدمة الموسيقية للحن "ليلة حب" لموسيقار الجيل، محمد عبد الوهاب، تحوَّل إلى نداء وطني، وذلك برفقة راقصة "الشمعدان" التي منحتها كارول مساحة جيدة، "وحشاني الدنيا ف بلدي عايزة أروح أروح بلادي وافتكر اللي فات". ولم تغفل سماحة عن الغناء لابنتها، تالا، في أغنية بدت متكلفة في كلماتها. لكن لا مفر من شعور سماحة بالأمومة والتعبير عن ذلك أمام الناس، في عصر صار يشارك فيه الفنانون الجمهور تفاصيل صغيرة من يومياتهم الشخصية. 

ختاماً، اختارت سماحة أغنيتين للفنانة ميادة الحناوي، "الحب اللي كان" و"أنا بعشقك"، من ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي. أدت سماحة الأغنيتين على طبقة صوتية عالية جداً. ونجحت أكثر في "أنا بعشقك"، واستطاعت أن تنقل لحن بليغ حمدي بطريقتها، لا أن تقلّد أداء المطربة الأصلية ميادة الحناوي.


المساهمون