كارثة طانطان المغربية.. تداعيات الصدمة

11 ابريل 2015
12 شخصاً يموتون يومياً في حوادث سير بالمغرب (Getty)
+ الخط -
لم تنته الصدمة التي تلقاها المغاربة بمقتل 33 شخصا، بينهم 14 طفلا، بحادثة سير مفجعة، صباح أمس الجمعة، عند حدود تبادل التعازي بين المغاربة، بل توالت المطالبات بضرورة إجراء تحقيق في ملابسات الحادث، واتخاذ إجراءات للحد من حوادث السير القاتلة بالبلاد.

ومن جهته، اعتبر المركز المغربي لحقوق الإنسان أن "هذه الحادثة المفجعة سببها الأساس الطرق المتهرئة، التي تخضع لترميمات متقطعة، حيث إن كثيرا منها ثبت غياب الجودة في بنيته، فضلا عن ضعف المراقبة، وانتشار الشاحنات المحملة بالمحروقات المهربة".

وطالب مدير المركز، عبد الإله الخضري، في تصريح لـ"العربي الجديد" الحكومة المغربية بفتح تحقيق حول ملابسات الحادث الأليم، وتأمين الرعاية للجرحى، وضمان حقوق ذوي الشهداء المتوفين، فضلا عن إعادة النظر في البنية التحتية للطرق الرابطة بين شمال المغرب وجنوبه.

واعتبر الباحث في الاقتصاد الاجتماعي، الدكتور عبد العزيز رماني، أن هذه الحادثة المفجعة لم تحزن عائلات الضحايا وحدهم، بل ملايين المغاربة، لأنها طالت أطفالا وشبابا في عمر الزهور"، مضيفا أن المغرب فقد رأسمالا بشريا واعدا، وهو ما يقع في كل حوادث السير المميتة بالبلاد.

ونبه الباحث إلى أن هناك العديد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الخطيرة التي تعقب كل حادثة سير قاتلة في طرقات المغرب، والتي تترك ندوبها الغائرة في نفوس آلاف الأسر، والتي لا يمحوها الزمان بسهولة".

المطالبة بالحداد

حادثة السير المفجعة حافلة وشاحنة من الحجم الكبير، دفعت الملك محمد السادس إلى إعلان التكفل بمصاريف مآتم الضحايا، وعلاج المصابين بحروق جراء الحادث المأسوي، كما أنه سارع إلى إرسال وزير الداخلية، محمد حصاد، إلى مكان الحادث لمتابعة حيثيات ما جرى.

وتعالت أصوات ناشطين حقوقيين تطالب الحكومة بإعلان حداد وطني، حيث دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر المنظمات الحقوقية بالبلاد، إلى إعلان حداد وطني في كل البلاد، تضامنا مع ضحايا "فاجعة طانطان، نظرا لحجم الكارثة الإنسانية".

ودعا ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي السلطات المغربية إلى إعلان الحداد ترحما على أرواح الضحايا، مطالبين بتفادي ما وقع في الفيضانات القاتلة التي شهدها الجنوب بمقتل زهاء 38 شخصا، حيث لم تعلن الدولة أي حداد على الضحايا.

ويعرف المغرب انتشار حوادث السير بشكل لافت، حيث تعرف طرقاته سقوط زهاء 4000 ضحية تقريبا كل سنة، فيما تشير بعض الإحصائيات إلى مصرع حوالي 12 شخصاً يومياً، كما أن حوادث السير تقضي على ما يقارب 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام.

ووقع الحادث في ضواحي مدينة طانطان جنوب المملكة، حيث توفي 33 شخصا بينهم 14 طفلا لقوا حتفهم حرقا وهم أحياء، في طريق عودتهم من ملتقى رياضي لكرة القدم، كما لقي مصرعه في الحادثة البطل العالمي، لحسن اسنغار، والذي كان مختصا في المسافات الطويلة، حيث فاز بالعديد من الميداليات، وشارك في ملتقيات دولية كثيرة.


اقرأ أيضا:
فيديو: مصرع 31 مغربيا في حادث سير
بالفيديو..مصرع العدّاء المغربي سوكار وتفحّم جثة 30 رياضياً

دلالات