الهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء 12 مايو/أيار وتستمر 5 أيام بدايةً، قد لا تكون كافية للتعاطي مع الوضع الإنساني المأساوي في اليمن، فالهدنة، ورغم الترحيب بها من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر، قد لا تصمد لنهايتها، خصوصاً بعد تصريح علي صالح من على أنقاض بيته المدمر بأن الموازين في المنطقة ستنقلب جملةً وتفصيلاً.
الهدنة بالنسبة للتحالف، قد تكون نوعاً من الاضطرار، بسبب ضغط الأوضاع الإنسانية شديدة التدهور في الداخل اليمني، والدليل ما ذكره المتحدث باسم منظمة اليونيسيف كريستوف بوليارك، حيث كشف عن المأساة الإنسانية في اليمن واحتمال إصابة 1.2 مليون طفل، وأن 120 ألف طفل يمني معرضون لخطر الإصابة الوشيكة بسوء التغذية المزمن، كما أن 2.5 مليون طفل يمني معرضون لخطر الإصابة بأمراض الإسهال في ظل انهيار نظام الصرف الصحي، وعدم قدرة البلديات على ضخ المياه إلى المنازل لأكثر من ساعة يوميا، وأن أمراض الإسهال هذه يمكن أن تؤدي إلى سوء التغذية، وقد تفضي إلى الوفاة، وأن القيود على واردات الغذاء والوقود يمكن أن يؤدي إلى مقتل عدد من الأطفال يفوق ضحايا الرصاص والقنابل.
يزيد الأمر تعقيداً أن أكثر من 5 ملايين شخص ممن يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد كانوا يتلقون مساعدات من برنامج الغذاء العالمي.
وحسب البرنامج فإن 10 ملايين شخص، 41% من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 5 ملايين شخص يعانون بشدة من انعدام هذا الأمن وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، وسيؤدي الصراع إلى تفاقم حالة الوضع الغذائي الخطير لأن البلاد تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها الغذائية.
وأدى نقص الوقود إلى توقف برنامج الأغذية العالمي عن إرسال المواد الغذائية من مخازنه إلى المناطق المتضررة لبضعة أيام. مع العلم بأن المخزونات الغذائية في البلاد لا تكفي لإطعام سوى 1.4 مليون شخص فقط لمدة شهر واحد. ووصلت سفينة إلى ميناء الحديدة يوم السبت الماضي حاملة 300 طن وقود، لكن البرنامج يحتاج إلى 5 آلاف طن وقود شهرياً.
مركز عدن للبحوث من جانبه قام بحصر اعتداءات مليشيات الحوثي وأنصار علي صالح في عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، وحضرموت.
وأشار إلى أن عدد الضحايا بلغ 4535، والجرحى 6632، منهم 585 امرأة، و791 طفلاً. وأن عدد المنازل المدمّرة بلغ 1966، منها 702 منزل مدمّر تدميراً كاملاً، وعدد الأسر النازحة 2268.
بعد كل هذه المعاناة هل تكفي هدنة من خمسة أيام لتعالج هذا الوضع الإنساني المأساوي؟!
لا أظن.
اقرأ أيضاً: هدنة اليمن.. آمال في انفراج الأزمات المعيشية وعودة العالقين