كاتدرائية نوتردام: لماذا لا يمكن تعويض سقفها الخشبي؟

28 مايو 2019
يصعب إيجاد نوع الخشب الموجود قبل الحريق (Getty)
+ الخط -
قد لا يكون ممكناً إعادة بناء نسخة طبق الأصل من كاتدرائية نوتردام في باريس، إذ إن فرنسا لم يعد لديها أشجار طويلة بما يكفي لسقفها، بحسب قول، برتراند دي فيدو، نائب رئيس مجموعة الحفاظ على التراث "فونداسيون دو باتريموان".
الجزء المركزي من الكاتدرائية بني من الحجارة. لكن العوارض وهيكل السقف تم بناؤها من الخشب، إذ بدأ الحريق في العلية، ودمّر معظم السقف.

وتشير تقارير إلى أنّه تم قطع 1300 شجرة من أجل بنائها، في الفترة بين عامي 1160 و1170. وتراوحت أعمار تلك الأشجار بين 300 و400 عام في ذلك الوقت، بحسب الموقع الرسمي للكاتدرائية، إلا أن الأشجار الموجودة حالياً، أعمارها أقل من ذلك بكثير. وسبق أن صرّح، دو باتريموان، بأنه ليس متأكداً من وجود أشجار كافية في أوروبا بالقياس المناسب لسقف الكاتدرائية من أجل بنائها كما كانت سابقاً.

الاعتماد على المعادن
من ناحيتها، عرضت شركة التأمين "غروباما" أن تتكلّف بثمن 1300 شجرة بلوط، قد يتمُّ قطعها من غابات النورماندي حصراً، ليتمّ التماشي مع الطراز الأصلي للكاتدرائية. ورغم أن منظمة يونسكو تشجّع على إعادة بناء كاتدرائية نوتردام كما كانت بالضبط، إلا أن بعض الخبراء يشكّكون في إعادة استخدام الخشب ويرجحون الاعتماد على المعادن من أجل الهيكل الجديد.

قلة الأشجار المعمرة
ورغم انتشار الكثير من الغابات في فرنسا حالياً، إلا أن أشجارها ليست معمرة نتيجة الاحتطاب المنتظم. وهناك عدد قليل من الأشجار المعمرة النادرة التي حالفها الحظ، ولم تتعرض للقطع في القرون الماضية. وهناك بعض الجهود للحفاظ عليها، بحسب موقع "ليزاربر" المتخصص بالأشجار وتاريخها، ونعرض هنا أهمّ هذه الأشجار:

شجرة الزيتون في منطقة روكوبرون كاب مارتا
يبلغ عمر تلك الشجرة أكثر من ألفي عام، ومحيطها 20 متراً، وما تزال تحمل حتى الآن زيتوناً صغيراً. وكاد مالكو الأرض يقضون على الشجرة في أوائل القرن العشرين، قبل أن يتمكن المؤرخ والسياسي، غابرييل هانوتوكس، من شراء قطعة الأرض للحفاظ عليها.

شجرة الطقسوس في إستري
تقع هذه الشجرة في إستري بمنطقة النورماندي، ويرجح أن عمرها يبلغ 1600 عام. وقد نجت تلك الشجرة بأعجوبة رغم تعرض الكنيسة التي تبعد عنها ثلاثة أمتار للدمار والقصف في الماضي. أصبحت شجرة الطقسوس هذه محمية الآن، ومسجلة في سجل الأشجار المميزة بفرنسا، وهي جوفاء من الداخل، ويبلغ محيطها أكثر من 12 متراً، وتم العثور على بعض من جذورها على بعد أكثر من 30 مترا.

شجرة الزعرور في سان مارس دو لافوتاي
يعتقد أن عمر هذه الشجرة يبلغ 1700 عام، وليس مؤكداً إذا كانت هي نفسها الشجرة المعمرة التي ذكرها الراهب، برنارد بيرون، في كتابه في القرن الحادي عشر، أم أنها شجرة أقل عمراً نشأت مكان الشجرة القديمة الأصلية.

شجرة البلوط في سين ماريتيم
أصبحت هذه الشجرة أحد عوامل الجذب السياحي في المنطقة، إذْ يزورها سنوياً أكثر من 60 ألف شخص من المصلين الذين يقصدون المعبدين الصغيرين داخل جذعها، ويبلغ عمرها الآن حوالي 1200 عام. ودار فيلم لجان ليفبفر حول تلك الشجرة عام 1981، ويقول العلماء إنها يمكن أن تعيش لحوالي مائة عام قادمة.

شجرة الطقسوس في سان أورسيان
زرعت تلك الشجرة في القرن الحادي عشر من قبل السلتيين، وكان الكهنة والسكان المحليون يعبدونها، ثم أقيمت كنيسة بجوارها في القرن الثاني عشر، وهي مدرجة في التراث الثقافي لفرنسا، ويطلق عليها أيضاً لقب الشجرة الاستثنائية.
المساهمون