يبدأ برنامج اليوم عند العاشرة صباحاً مع ورشة عمل بعنوان "أخبريني يا نجمة"، يديرها المخرج المسرحي الهادي بوكرش، ويتناول فيها رواية ياسين الأشهر، "نجمة"، التي صدرت بالفرنسية سنة 1956، ونقلها إلى العربية سعيد بوطاجين وصدرت عن "منشورات الاختلاف" و"ضفاف"، يلي الورشة عرض مسرحي مقتبس عن عمل ياسين.
الرواية الإشكالية المعقدة، تتناول شخصية نجمة، وهي ابنة امرأة فرنسية يتم اغتصابها من قبل مجهول (يظل كذلك طيلة العمل)، وتتواصل الشكوك حول شخصيته، لتترك أبطال الرواية: مراد، ولخضر، ورشيد، ومصطفى في حيرة من منهم يكون أخاها، لكن ذلك لا يمنعهم من الوقوع في هواها، إلى أن تختطف وتصبح جزءاً من قبيلة، بعيدة عن متناولهم.
أسئلة العمل الأساسية ليس حول ما فعله الاستعمار مباشرة، بل إنها تفكر في نتائج ما فعل، تضع الهوية الجزائرية على طاولة التشريح، وتحلل كل ما لحق بالشخصية الجزائرية إثر سنوات العنف الفرنسي الطويلة.
قدمت الرواية في السينما وعبر المسرح، فقد كتبها ياسين مستفيداً من عدة تقنيات مسرحية وسينمائية وسردية جاعلاً منها أيقونته الأدبية الروائية، التي ما زالت محط دراسات أدبية وثقافية حتى اليوم.
ياسين أيضاً، أحد أبرز كتاب المسرح الجزائري، وقد قدّم العديد من نصوص مسرحياته على الخشبة في كل من فرنسا و الجزائر، من بينها "دائرة القصاص"، و"المرأة الطائشة" و"الرجل ذو النعل المطاطي" التي كانت آخر عمل كتبه عام 1970 قبل أن يعود إلى الجزائر ويؤسس فرقة مسرحية ويتوقف عن الكتابة قرابة عشرة أعوام.
جابت فرقة ياسين الجزائر وقدمت العروض بالمحكية بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المتفرجين، لكنه سيعود ويغادر الجزائر مع صعود التيارات المتشددة إلى المنفى، حيث المستعمر القديم.
في مدينة غرونوبل الفرنسية، رحل ياسين تاركاً خلفه عدة مسرحيات روايات من بينها "المضلع النجمي" و"الجثة المطوقة" و"فلسطين المخدوعة" و"حرب الألف عام" وكتب في الشعر: "مناجاة" و"أشعار الجزائر المضطهدة".