قيادي في "الجيش السوري الحر": الوجود التركي مؤقت ونعمل على حلّ لمنبج

12 مايو 2018
سيجري:طرد الوحدات الكردية من تل رفعت "مسألة وقت"(العربي الجديد)
+ الخط -
اعترف القيادي في "الجيش السوري الحر"، مصطفى سيجري، بأن الاقتتال الذي جرى بين فصائل تابعة للمعارضة السورية في الشمال السوري، "خيّب آمال الشارع السوري المعارض"، مشدداً في حوار مع "العربي الجديد"، على أن أنه لا وجود لوصاية تركية على "الجيش الحر". وعن الوضع في مدينة منبج، كبرى مدن الريف الحلبي والتي لا تزال تحت سيطرة الوحدات الكردية، أشار سيجري إلى أنّ "الجيش السوري الحر" يعمل على حلّ سياسي في المدينة، بحيث "لا تصل الأمور لمرحلة القوة العسكرية"، مضيفاً "قمنا بتقديم مبادرة إلى الجانب التركي والجانب الأميركي ونعتقد أنها لاقت قبولاً لدى الطرفين، ونحن بانتظار تطبيق خارطة الطريق المتفق عليها بين الأتراك والأميركيين". وأوضح أن "الجيش السوري الحر" يعمل على التخفيف من معاناة المهجرين إلى الشمال السوري، ولكنه أقرّ بأن هناك "عجزاً في تأمين جميع الاحتياجات"، مرجعاً الأمر إلى "ضعف الإمكانيات في ظلّ وقف الدعم الدولي عن هذه المناطق". وأكّد سيجري أنّ الجيش الحر "يتخذ الإجراءات الأمنية بهدف منع تسلل بعض الإرهابيين بين صفوف المهجرين"، مضيفاً أن هذه الإجراءات "تسير بالشكل المطلوب، على أمل أن نحقق أداءً أفضل في الأيام المقبلة".

وكانت مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، قد شهدت أخيراً، اقتتالاً بين فصائل عدة تابعة لـ"الجيش السوري الحر"، وأدّت إلى مقتل وإصابة مدنيين. وأشار سيجري إلى أن هذه الممارسات "جعلت الشارع السوري المؤيّد للجيش الحر والثورة يصاب بخيبة أمل"، مضيفاً "لم يعد من المقبول أن تستمر مثل هذه الأعمال، والتي أقل ما يقال فيها إنها إجرام بحق أهلنا المدنيين الذين ينتظرون منّا مزيداً من التكاتف والتلاحم والعمل في سبيل الحفاظ على ما تبقّى، في ظلّ استمرار الأعمال الإرهابية والإجرامية التي يقوم بها النظام ومن خلفه روسيا وإيران كقوى احتلال لبلدنا".

وعن الدور التركي في شمال سورية، أوضح سيجري أنّ الأتراك "يحاولون ألا يكون لهم تدخل في الشؤون الداخلية قدر المستطاع" في تلك المنطقة، مضيفاً "لقد قالها لنا المسؤولون الأتراك أكثر من مرة: وجودنا في سورية مؤقّت وبهدف المساعدة في حربكم على الإرهاب، وما أن يتم تأمين المنطقة سوف نغادر". وأكد سيجري أن الأتراك "حريصون على ألا يتدخلوا في المشاكل، وخصوصاً في خلافات الفصائل".

ومضى سيجري بالقول إن "تركيا دولة شقيقة ولها فضل كبير، وتربطنا بها حدود لأكثر من 900 كيلومتر، وقرابة عشائرية بين جميع القرى والبلدات الحدودية، كما أنّ تركيا تحتضن على أراضيها أكثر من 4 ملايين سوري، هذا بالإضافة للتاريخ المشترك، والنضال المشترك، والمصير المشترك، والدين الواحد". وأكد سيجري أنّ "وقوف تركيا إلى جانبنا في الحرب على الإرهاب، بداية في معركة (درع الفرات) ومن ثم في (غصن الزيتون)، كان مطلب الشعب السوري، وفيه مصلحة للبلدين"، مضيفاً "هم الآن يتحمّلون جميع الأعباء في هذه المناطق في تقديم الخدمات الصحية والإنسانية والإغاثية والتربوية، بالإضافة إلى ترميم المساجد ورعايتها، فضلاً عن الدعم العسكري والأمني من خلال تدريب وتسليح عناصر من الشرطة وحفظ الأمن وحتى الشرطة النسائية". 

وحول التنسيق بين "الجيش الحر" والجانب التركي، قال سيجري إنه "تنسيق كامل فرضته الأخوّة بين البلدين والمصالح المشتركة والأعداء المشتركون، ونعتقد أننا نحقّق نموذجاً متقدماً في الشراكة الحقيقية للحرب على الإرهاب". وتابع قائلاً "تمكنّا من تطهير مئات الكيلومترات من الإرهاب من دون أن تكون هناك أي خسائر في صفوف المدنيين ولا تخريب للبنية التحتية، كما حدث في الرقة وغيرها من المناطق"، مشيراً إلى أنّ الجيش التركي و"الجيش السوري الحر" "يقدمان أفضل وأرقى نموذج للعمليات العسكرية الدقيقة في الحرب على الإرهاب". وشدّد على أنّ "أي حديث عن خلافات أو عن فرض وصاية من الجانب التركي، هدفه التشويش على الإنجازات ومحاولات لزرع الفتنة مصدرها أصبح معلوماً للجميع".

وحول تأخّر حسم مصير مدينة تل رفعت وريفها، شمال حلب، أكّد سيجري أن طرد الوحدات الكردية منها "مسألة وقت"، مضيفاً "اليوم الجيش الحر وبالتعاون مع تركيا انتقل في عملياته العسكرية من التكتيك إلى التخطيط الاستراتيجي، بهدف تحقيق مصالح أكبر". وأعرب عن اعتقاده بأن "دمج الفصائل والقوى في جسم الجيش الوطني أمر جيّد، ولكن بالتأكيد يجب توسيع الأمر ليشمل مناطق جغرافية أكبر، والعمل مستمر وبدعم من الأشقاء الأتراك، وبإشراف من الحكومة السورية المؤقتة ووزارة الدفاع".

المساهمون