أكد قيادي بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية" في مصر، أن "التحالف ماض في طريقه ولن يضيره من انسحب"، مضيفاً أن "من انسحبوا لهم الحق المطلق في ذلك، خصوصاً أنهم لم يتخلّوا عن قناعاتهم في رفض الانقلاب، ولكن سيتخذون أشكالاً أخرى".
وكانت الجبهة السلفية قد أعلنت انسحابها من التحالف، لأنها ترى "وجوب العمل من خلال أفق سياسي أرحب، يقوم على مد الجسور والاصطفاف، ويؤسس على الاجتماع، ولكن بشرط ألا يتجاوز الثوابت الشرعية والوطنية بل يضيف إليها ترسيخ قضية الهوية التي يراد تغييبها لصالح ما يسمى بالتوافق. والتوافق الحقيقي الذي نقبله هو ما يكون اعتماده على أسس قويمة لا تقوم على الإقصاء، بل تراعي حق الجميع في وطنهم ومجتمعهم".
كذلك رفضت الجبهة "الهيمنة الغربية والعربدة الصهيوأميركية التي دعمت الثورة المضادة وصنعت الانقلاب العسكري، ونحن على يقين أن التحرر من الديكتاتورية لن يتم إلا بالتحرر من الهيمنة".
ولفتت إلى أن "الحالة الثورية تحتاج إلى استثمار جهود الأحرار والحرائر الذين لن ينسى الله والمصريون جهادهم ونضالهم طوال هذه المدة. لهذا فإننا نرى أن عملنا خارج إطار التحالف سوف يعطي مساحة أوسع من الحرية والعمل الثوري المختلف والفاعل والذي يحقق رؤيتنا ويتسق مع خياراتنا التي نرى أنها أوسع أفقاً وأكثر شمولا".
وأشارت إلى "انضمام الجبهة السلفية إلى التحالف الوطني لدعم الشرعية منذ ما يقارب العام ونصف العام إثر وقوع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2103، كأشد ضربة توجهها الثورة المضادة لثورة 25 يناير، واستمراراً لنهجنا برفض الحكم العسكري الذي أجهض أحلام المصريين في العيش الكريم والحرية، والذي صار واضحاً للجميع أنه يستهدف هويتنا ومقدراتنا".
واتهمت الجبهة الانقلاب بـ"استغلال الانقسام المجتمعي الذي صنعه وشرع في تجريف الوطن سياسياً على كل اﻷصعدة، فعزل سيناء ونكّل بأهلها، وضرب العمق الاستراتيجي لمصر المتمثل في الكتلة المقاومة الباسلة في قطاع غزة، كما نكل بالفقراء والمعدمين، وعمّق الفتنة بين أطياف الشعب المصري".
وأوضحت أنه "في ظل حالة الرهبة والرعب من الآلة العسكرية تصدّر التحالف الوطني لدعم الشرعية كقيادة سياسية تحملت مسؤوليتها في مواجهة هذا العدوان من بقايا نظام مبارك على الوطن والثورة، وقاد ووجه جموع الثائرين في مرحلة هي الأكثر خطورة من عمر الوطن. وقد عمد الانقلاب إلى تفريغ التحالف من قياداته الواعية واعتقل جل رموزه ولفّق لهم التهم الكاذبة".
وأضافت "انسحبت مكوّنات أساسية من مكوناته لخيارات سياسية مختلفة مع عدم انحيازها للمعسكر الآخر أو استجابة لضغوط معتبرة، ورغم كل هذه الصعوبات ورغم العمل في أخطر وأسوأ بيئة سياسية، إلا أن التحالف قام بواجبه الوطني رغم بعض القصور الذي شاب حركته وردود أفعاله وتجاوبه مع المتغيرات والمستجدات لعوامل يطول شرحها".