بدأ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى بغداد تستمر يومين يلتقي خلالها رئيس الوزراء الجديد، حيدر العبادي، ومراجع دينية ومسؤولين عراقيين، بينما أشارت قيادات عراقية إلى أن زيارة ظريف "تحمل نوايا وإملاءات سيئة على العراق".
وقال بيان مقتضب للخارجية العراقية إن "ظريف وصل صباح الأحد إلى مطار بغداد الدولي وكان في استقباله وزير الخارجية، هوشيار زيباري، وعدد من المسؤولين الحكوميين".
وذكر مصدر رفيع في الخارجية العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "ظريف سيبحث ثلاث نقاط رئيسة خلال زيارته العراق هي التعاون المشترك في مجال التصدّي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والملف السوري وملف الحدود المائية بين البلدين في مياه الخليج العربي، والتي أجّلت بغداد ترسيمها لأسباب فنية".
وأوضح المصدر أن "إيران تسعى لأن يكون لها دور رئيسي في الأزمة العراقية من خلال طلب بغداد ذلك بشكل رسمي على غرار ما حصل مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "ظريف يسعى لمعرفة نوايا العبادي وسياسته بخصوص الملف السوري، وموقف الحكومة الجديدة من نظام بشار الأسد السوري، وهذا ما كان متوقعاً من إيران التي لم ترق لها طريقة تغيير (رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري) المالكي بالصورة التي أظهرت التحالف الشيعي منقسماً ومفككاً".
وفي السياق نفسه، وصفت قيادات عراقية بارزة زيارة ظريف بـ "غير المرحب بها"، وقال القيادي في تحالف "متحدّون"، خالد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة ظريف تحمل نوايا وإملاءات سيئة على العراق في وقت يوجد فيه المئات من عناصر الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني في العراق دون تفويض قانوني أو حكومي، ويرتكبون انتهاكات وجرائم ذات طابع طائفي على غرار ما يفعلون في سورية".
من جهته، ندد زعيم ثوار عشائر العراق، علي الحاتم، بالزيارة واصفاً إيران "بالسبب الرئيسي للفتن الطائفية في العراق"، وقال الحاتم لـ"العربي الجديد"، إنّ "ظريف لديه وصايا وتعليمات سيتركها في بغداد ويرحل ولن تكون زيارته كأي زيارة لمسؤول حكومي في دولة مجاورة". وأشار إلى أنّ "جزءاً كبيراً من آلة القتل العراقية تتغذّى على الوقود الإيراني ونأمل أن يكون رئيس الحكومة الجديد شجاعاً لوضع حدّ للتدخل الإيراني".