قوات حكومة الوفاق تتصدى لتقدم مليشيات حفتر بطرابلس

05 ابريل 2019
حكومة الوفاق لا تزال تلتزم الصمت(عبد الله دومة/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، الجمعة، أن قواتهم تمكنت من استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي، جنوبي العاصمة طرابلس، بعد سيطرة قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، عليه لساعات، مشدداً على أن "المعركة ستستمر إلى حين القضاء على مصدر التهديد".

وكشف باشاغا، في تصريح صحافي لقناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، عن أن المعارك ما زالت متواصلة في منطقة قصر بن غشير، المجاورة للمطار، والتي أعلنت قوات حفتر السيطرة عليها أيضاً، بحسب ما نقلت "الأناضول".

من جانبه، أعلن آمر القاعدة الجوية في مصراتة، محمد قنونو عن تنفيذ طلعات جوية في محيط طرابلس وغريان، مضيفا أنه تم التنسيق مع قاعدة معيتيقة لصد أي هجوم على طرابلس.
فيما أكد مصدر من "قوة حماية طرابلس"، أن المعارك المندلعة في منطقة قصر بن غشير تتجه الغلبة فيها إلى قوات حكومة الوفاق، مشددا على أن غالبية المنطقة باتت تحت سيطرة "قوة حماية طرابلس" بعد اضطرار قوات حفتر للتراجع أمام حدة المعارك، مشيرا في الوقت ذاته إلى وصول نحو 70 سيارة عسكرية من مصراتة إلى مواقع الاشتباكات.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المجلس الرئاسي عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بالمنطقة الغربية، تضم كلا من آمري المنطقتين الغربية والوسطى، وآمري منطقة طرابلس العسكرية وقوة مكافحة الإرهاب، ومندوب عن الحرس الرئاسي وإدارة الاستخبارات العسكرية.
وأشار القرار إلى أن آمر المنطقة الغربية سيتولى رئاسة الغرفة المُشكّلة.

من جهته، نفى مصدر ميداني في "قوة حماية طرابلس" ما وصفها بـ"مزاعم المسماري"، ويقصد أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر، بشأن السيطرة على مطار طرابلس.

وأكد المصدر العسكري، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أن "قوة حماية طرابلس ما زالت تسيطر على المطار"، مشدداً على أن "هناك المزيد من القوات الداعمة في طريقها إلى جنوب العاصمة"، وموضحاً أن "قوة حماية طرابلس أبلت بلاء حسناً خلال المواجهات التي يشهدها محيط مطار طرابلس".

وأكد المصدر أن القوات التابعة لحكومة الوفاق تصدت، أيضاً، لهجوم في منطقتي أبوشيبة والهيرة.

من جهته، دعا رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي إلى "توسعة رقعة الحرب والقتال ضد قوات حفتر".

وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي في فيسبوك، قال السويحلي: "أرادها حفتر حرباً فلتكن حرباً وسيدفع هو ثمنها، وليس المغرر بهم"، مضيفاً: "هذه المرة لا بد أن تكون معركة شاملة لاجتثاث مشروع عودة الاستبداد من جذوره أينما وجد نهائياً".

واستهجن السويحلي البيانات الدولية للتهدئة التي تشارك فيها دول اتهمها بالتورط في دماء الليبيين، رافضاً التهدئة قبل اندحار ما وصفها بـ"العصابة" لـ"جحرها بالرجمة".

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن المتحدث باسم قوات حفتر أنها أحكمت السيطرة على مطار طرابلس الدولي جنوبي العاصمة من ضمن السيطرة على المناطق الثلاث الواقعة جنوب وجنوب غرب طرابلس، مشيراً إلى استمرار المعارك باتجاه قلب العاصمة. 

وأضاف أن قوات حفتر "ستكون في أماكن متقدمة وسط العاصمة مع ساعات النهار الأولى ليوم غد السبت"، مؤكداً أن "العمليات مُستمرة ولن نتوقف حتى إنجاز المهمة العسكرية بالكامل"​.

من جهتها، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات اللواء الليبي المتقاعد، مساء الجمعة، السيطرة على حي السواني غرب طرابلس، بعد سيطرتها على مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع ومطار طرابلس القديم جنوب طرابلس.

وبحسب الشعبة، فإنها قبضت على "عدد من المسلحين الفارين" من بنغازي في منطقة السواني.


وأكدت صفحات مقربة من حفتر، مساء الجمعة، دخول قواته من أكثر من محور باتجاه قلب العاصمة طرابلس، وتحديداً من محور المطار جنوب العاصمة، ووادي الربيع شرقها. 

وتعيش مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع والسواني في جنوب وجنوب غرب العاصمة توتراً أمنياً عالياً بعد سيطرة قوات حفتر عليها.

وبحسب شهود عيان، تجرى عمليات نزوح كبيرة إلى خارج طرابلس، إذ أكد بعض الأهالي، في حديثهم لـ"العربي الجديد"، أن منطقتي السواني وقصر بن غشير لا تزالان تشهدان تساقط قذائف عشوائية بسبب الاشتباكات القريبة.

ووفق الشهود، فإن طائرات بدأت في التحليق على مستوى منخفض من دون التعرف إلى هويتها.

وباشر حفتر، أول من أمس الأربعاء، بشكل مفاجئ، هجومه الواسع باتجاه الغرب، حيث مقارّ الحكومة المعترف بها دولياً والتشكيلات العسكرية التابعة لها، قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتوالت ردود الفعل والتحذيرات الدولية حيال تطورات الأوضاع في ليبيا، على خلفية إعلان خليفة حفتر إطلاق العملية العسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، وصدرت مواقف تشدد على ضرورة تفادي التصعيد، وحقن الدماء.