واصلت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، قصفها الصاروخي والمدفعي المكثف، في محيط مدينة جسر الشغور غربي إدلب، وذلك بعد يومٍ شهد هجماتٍ مماثلة، تصاعدت وتيرتها خلال الأسبوع الأخير، ما دفع عدداً كبيراً من السكان هناك، للنزوح من جسر الشغور وريفها، ليتوزعوا في مناطق أقل خطراً داخل محافظة إدلب.
وقال ناشطون محليون في المحافظة الواقعة إلى الشمال الغربي من سورية، إن قوات النظام جددت قصفها المُكثف منذ فجر اليوم، لقرى أهمها الناجية، في محيط مدينة جسر الشغور، قرب السلاسل الجبلية المتاخمة لريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد يومٍ تعرضت فيه قرى بذات المنطقة، لقصفٍ ناريٍ عنيف، قال ناشطون إن قوات النظام استخدمت فيه مادة الفوسفور الحارق.
ويتركز القصف عموماً، في مجموعة القرى المحيطة بجسر الشغور، من ناحية سهل الغاب شمال غربي حماه، وصولاً لقرى الزكاة والزيارة.
ووفق ما تناقل ناشطون في تلك المناطق، فإن قوات النظام تستقدم تعزيزاتٍ عسكرية نحو مناطق نفوذه شمالي اللاذقية، القريبة من غربي إدلب، إذ يُعتقد بأن هدفه مدينة جسر الشغور ومحيطها، والتي سيطرت عليها المعارضة السورية، سنة 2015.
ومنذ أسابيع، تقول وزارة الدفاع الروسية، إن الهجمات التي تتعرض لها قاعدة "حميميم" الروسية في اللاذقية بطائرات "درون"، مصدرها جسر الشغور ومحيطها، وهو ما اعتبره محللون ومتابعون لتفاصيل الملف السوري، مقدمة لشن قوات النظام بدعم روسي، هجوماً في تلك المناطق.
هذا التوتر دفع عشرات العائلات من سكان جسر الشغور ومحيطها، للنزوح عنها خلال الأيام القليلة الماضية، نحو مناطق داخل محافظة إدلب، تعتبر بعيدة عن خطوط المواجهة مع قوات النظام السوري.