وفي هذا الإطار، توغلت قوات النظام، خلال اليومين الماضيين، في بلدة داعل الواقعة على طريق دمشق–درعا القديم، وذلك بعد سيطرتها على جزء كبير من بلدة أبطع المجاورة، وعلى ما يسمى بـ"الكتيبة المهجورة" (كتيبة الدفاع الجوي) القريبة من البلدة.
وقال الناشط الإعلامي في مدينة داعل، ماجد العاسمي، إنه "بعد سيطرة قوات النظام على بلدات خربة غزالة والشيخ مسكين وعتمان؛ تواصل عملية قضم البلدات الواقعة على هذا الطريق غير مكترثة بالهدن وعمليات التهدئة".
وطالب العاسمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، فصائل المعارضة داخل مدينة داعل وخارجها بتحمل "مسؤولياتها والتنبه لما يخطط له النظام بشأن مدينة داعل ذات الموقع الاستراتيجي، بهدف السيطرة الكاملة على طريق دمشق-درعا القديم، وفصل ريفي درعا الغربي والشرقي، وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة تهدد حوران كلها "، حسب تعبيره.
كما أصدر فصيل "تجمع توحيد الأمة"، التابع للجبهة الجنوبية، بياناً قال فيه إن "مدينة انخل، التي قدمت 800 شهيد للثورة السورية، لن تسمح بدخول قوات النظام إليها"، وطالب بفتح مستودعات السلاح أمام أبناء حوران للدفاع عن مدنهم التي تتساقط أمام قوات النظام، بينما السلاح يتكدس في المخازن بأمر من القوى الخارجية، بحسب البيان.
وناشد ناشطون قادة الفصائل المسلحة، بالاسم، لاتخاذ قرار بمواجهة قوات النظام "التي تقضم مدن وبلدات درعا يومياً، بينما هم لا يحركون ساكناً"، وفق بيان لهم نشره الناشط سامر المسالمة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام تواصل القصف المدفعي على مدينة داعل تمهيداً للتقدم فيها، بعد أن استطاعت التوغل لكيلومتر واحد شرق البلدة، حيث رفعت السواتر الترابية، ووضعت المتاريس بالقرب من معمل الكونسروة، دون أي اشتباك مع الفصائل المرابطة في المنطقة.
وترى المصادر أن هدف قوات النظام هو تأمين طريق إمداد إضافي لمواقعها في مدينة درعا، من خلال إحياء طريق درعا-دمشق القديم، عبر ربط مدن وبلدات الشيخ مسكين، إبطع، داعل وعتمان، والوصول الى الجمرك القديم مع الأردن.
ويحاذي الطريق القديم بلدات الكسوة، جباب، الصنمين، الشيخ مسكين، ازرع، قرفا، نامر، إبطع، داعل، وصولاً إلى عتمان ثم درعا البلد. وجميع هذه البلدات باتت بحوزة النظام تقريباً، باستثناء داعل وجزء من إبطع.
وكانت قوات النظام استعادت، مطلع العام الحالي، السيطرة على بلدة الشيخ مسكين، مدعومة بغطاء جوي روسي مكثف، ومن ثم سيطرت على بلدة عتمان المجاورة لمدينة درعا.
ومطلع الشهر الجاري، سيطرت قوات النظام على "الكتيبة المهجورة" الواقعة شرق بلدة إبطع، مبعدة فصائل المعارضة نحو 4 كلم عن طريق دمشق–عمان القديم، وبذلك تمكنت من قطع أحد طرق إمداد فصائل المعارضة بين بلدتي إبطع وداعل في الريف الغربي لدرعا.
وإذا تمكنت قوات النظام من استكمال خططها الرامية للسيطرة على كامل طريق دمشق- درعا القديم؛ فسوف تزيد من قدرتها على التحكم بشبكة المواصلات، وبالتالي عملية الإمداد إلى مجمل المنطقة الجنوبية، والتي تشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي، وهو ما يصب، في نهاية المطاف، في تحصين مواقع النظام في مدينة دمشق وريفها الجنوبي، ويبعد خطر تعرضها لهجوم واسع مصدره محافظة درعا.
وفي هذا الإطار، توقع العميد غازي العبود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن يواصل جيش النظام محاولاته التقدم باتجاه إبطع وداعل، ونحو الطريق الرابط بين بلدتي بصرى الشام ومدينة نوى، وصولا إلى بلدة بصر الحرير، ذات الأهمية الكبيرة، لقربها من بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية، وكونها البوابة الشرقية نحو محافظة السويداء، والتي كانت سيطرت عليها قوات المعارضة قبل أكثر من عام.
ورأى العبود أن ذلك يأتي مكملاً لجهود قوات النظام في تحصين المنطقة الجنوبية والغربية من دمشق، حيث تم إبعاد المقاتلين والسكان عن مدينة داريا، ومن ثم بلدة معضمية الشام، وهي تستعد الآن لمهاجمة مخيم خان الشيح المجاور لهما، وبذلك يتم تأمين الريف الغربي للعاصمة، وقطع خطوط الإمداد والاتصال مع أماكن سيطرة فصائل المعارضة في القنيطرة وريف درعا الشمالي.