قوات النظام السوري تستعيد توازنها في ريف حماة

10 سبتمبر 2014
قوات المعارضة تتراجع بريف حماة (أحمد علي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

استعادت قوات النظام السوري، أمس الثلاثاء، مواقع استراتيجية في ريف حماة، كانت قوات المعارضة قد سيطرت عليها في وقت سابق ضمن معركة "بدر الشام الكبرى"، بعد اتباع سياسة الأرض المحروقة التي تجلت بقصف جوي ومدفعي وصاروخي.

وقال مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ "العربي الجديد"، إن "قوات النظام حشدت بادئ الأمر باتجاه بلدة خطاب في الريف الشمالي الغربي، وقصفت من مناطق تمركزها على جبل العابدين بصواريخ من طراز (أرض/أرض)، وقذائف مدفعية وهاون على كل متر داخل بلدة خطاب، لتقوم بحرق وتدمير أجزاء كبيرة من البلدة، وسط إطلاق عشرات الصواريخ من مطار حماة العسكري".

وكانت قوات المعارضة قد تمكنت قبل نحو شهر ونصف الشهر من السيطرة عل البلدة التي تحوي منطقة تتجمع فيها آليات النظام التي تحتاج إلى الصيانة، وتدعى رحبة خطاب العسكرية، الملاصقة لمطار حماة العسكري، واستولت وقتها على مستودعات الذخيرة بداخلها.

في سياق مواز، أكد شهداوي أن قوات النظام تمكنت أيضاً من "السيطرة على قرية أرزة القريبة من بلدة خطاب"، مشيراً إلى أنه "تم قصف أرزة وخطاب بأكثر من 70 برميلا متفجرا ونحو 20 غارة، ما أجبر الثوار على الانسحاب إلى أطراف القرى، بينما لا تزال الاشتباكات تتواصل حول القريتين".

وتمكنت كتائب المعارضة في وقت سابق من السيطرة على تل الشيحة القريب من بلدة أرزة، قبل أن يستعيد النظام التل الذي يكشف مناطق النظام في المطار العسكري، مستكملاً استعادة المناطق في أرزة وبلدة خطاب.

من جانبه، لخص قائد ألوية "صقور الغاب"، المقدم جميل رعدون، أسباب تراجع المعارضة لـ "العربي الجديد"، بتسخير النظام لكافة إمكانياته الجوية والأرضية، وعدم تواجد فصائل إدلب القوية في الجبهات المشتعلة.

وأشار رعدون إلى" أكثر من 100 طلعة جوية لسلاح الطيران أمس على ريف حماة، إضافة إلى القصف من جبل زين العابدين ودير محردة وكافة الحواجز القريبة من مناطق العمل"، مضيفاً أن "عمل المعارضة سيقوم الآن على الكر والفر".

وفي سياق متصل، أكد الناشط الإعلامي، محمد الصالح لـ "العربي الجديد"، ما ذهب إليه رعدون، وقال إنه "سمع عبر القبضات اللاسلكية أوامر بالانسحاب، بسبب عشرات الغارات الجوية ومئات القذائف واستقدام آلاف المقاتلين من خارج سورية إلى جانب النظام".

وأوضح أن "عودة العقيد سهيل الحسن الملقب بـ(النمر) من حلب إلى قيادة العمليات العسكرية في حماة شكل عاملاً مهماً في حسم المعركة، لأنه معروف عن الحسن أنه يتبع سياسة الأرض المحروقة"، مشيراً إلى "تداول معلومات عن نيته حرق ريف حماة بالكامل".

وكشفت معلومات لـ "العربي الجديد" قبل أيام عن استقدام النظام تعزيزات عسكرية تضمنت جنوداً وآليات من محافظتي طرطوس واللاذقية، وقرى سهل الغاب، لمحاولة استرجاع النقاط التي خسرها في ريف حماة.

وبحسب المعلومات التي جاءت على لسان أحد ضباط قوات النظام فإنهم "جاؤوا بفريق نخبة من عناصر الجيش و"الشبيحة" المسمى بـ "فريق الصحراء"، مبيّناً أن "الهجوم سيعتمد على ثلاثة محاور وقطع طريق الإمداد وتكثيف القصف بكافة أنواع الأسلحة".

وكانت فصائل المعارضة قد حققت آخر تقدم لها الاثنين الماضي عبر السيطرة على قرية تل سحر بالكامل، والواقعة جنوبي قرية بطيش، قرب مدينة حلفايا، فيما تشير المعلومات إلى أن النظام يحاول التقدم الآن باتجاه قرية بطيش وتل الناصرية القريب من التل.

يذكر أن قوات المعارضة المسلحة قد حققت سلسلة من الانتصارات خلال الأسابيع الماضية، بُعيد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري.