واصلت قوات المعارضة السورية هجماتها على مواقع قوات النظام السوري إلى الغرب من مدينة حلب منذ مساء أمس، الخميس، إذ هاجمت قوات النظام المتمركزة في محيط كتيبة المدفعية في منطقة الزهراء ومنطقة البحوث العلمية في مدخل حلب الغربي، من دون أن تحرز تقدماً كبيراً على جبهات القتال في المنطقة، فيما سيطرت قوات المعارضة السورية فجر اليوم، الجمعة، على مواقع للنظام وحزب الله اللبنانيّ، في أطراف مدينة الزبداني في ريف دمشق.
وأوضح الناشط، حسن الحلبي، لـ"العربي الجديد"، أن فصائل المعارضة الإسلامية في حلب، والتي شكّلت أمس غرفة عمليات "أنصار الشريعة"، هاجمت بالتعاون مع فصائل المعارضة المنضوية في غرفة "عمليات فتح حلب"، نقاط تمركز قوات النظام بمحيط كتيبة المدفعية غرب حي الزهراء، لتتمكن من السيطرة على منطقة معروفة باسم "بيوت مهنا"، وتتمكن من إحراز تقدم بسيط في الأبنية المحيطة بمدرسة الطبري التي تتمركز فيها قوات النظام في حي الزهراء.
وأشار الحلبي إلى أن قوات النظام انسحبت من بعض المواقع التي هاجمتها قوات المعارضة بعد أن قامت بتفخيخ الأبنية التي انسحبت منها، لتقوم بتفجيرها بعد دخول قوات المعارضة إليها، مما كبّد قوات المعارضة خسائر بشرية كبيرة.
وقامت قوات المعارضة بقصف أحياء الزهراء وشارع النيل بقذائف الهاون في أثناء الاشتباكات، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة نحو خمسين آخرين على الأقل من سكان هذه الأحياء، بحسب مصادر طبية في مدينة حلب.
وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن عدد قتلى قوات المعارضة نتيجة المعارك المستمرة غرب حلب ارتفع إلى 35 على الأقل، وأشارت مصادر قوات المعارضة إلى مقتل أكثر من ثلاثين من عناصر قوات النظام السوري في أثناء الاشتباكات الأخيرة.
كما سيطرت قوات المعارضة السورية فجر اليوم، الجمعة، على مواقع للنظام وحزب الله اللبنانيّ، في أطراف مدينة الزبداني في ريف دمشق، ضمن معركة أطلقتها ليل الخميس، حملت اسم "البركان الثائر".
وأوضح أحمد قرة علي، المتحدث الرسمي باسم "حركة أحرار الشام الإسلامية"، أنّ "مقاتلي الحركة، نفّذوا ليل أمس، الخميس، هجمة استباقية تحت اسم (البركان الثائر)، استهدفت تجمعات النظام السوري وداعميه في محيط مدينة الزبداني".
واعتمدت العملية، وفق قرة علي، على "ردّ تسلل جيش النظام من محور مشفى الباقوني، وإيهامه بأنّ الثوار في حالة الدفاع، بينما كان يجري التحضير، لهجوم مباغت على الحاجز الرئيسي ومبانٍ يتمركز فيها النظام ومليشياته".
وأكّد المتحدث الرسميّ، في تصريحه لـ "العربي الجديد"، أنّ "مقاتلي الحركة، سيطروا عقب الهجوم، على حاجز الشّلاح والمباني المحيطة به، كبراد الثلج والقناطر وفرن التنور، حيث يتحصن عناصر من حزب الله ومليشيا جيش الدفاع الوطنيّ، بعد اشتباكات عنيفة، قتل خلالها نحو 25 عنصراً للأخير، غالبهم من حزب الله، إلى جانب ضابطين للنظام، هما ابراهيم حنّا، والنقيب طلعت مجيد زهر الدين، مسؤول حاجز الشلّاح".
واستولى مقاتلو معركة "البركان الثائر" على عدة آليات ثقيلة، ورشاش 23، فضلاً عن كميات من الذخائر، قبل أنّ يستهدفوا بالمدفعية والرشاشات الثقيلة حاجز مشفى غادة أبو شالة، القريب من حاجز الشلّاح، تمهيداً لاقتحامه وتخفيف الضغط عن الجبهات الأخرى.
في المقابل، قالت مصادر ميدانية لـ "العربي الجديد"، إنّ "مدينة الزبداني ومحاور الاشتباك في محيطها، شهدت قصفاً عنيفاً بجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، تزامناً مع قصف جويّ بنحو 30 صاروخاً فراغياً، وقرابة 56 برميلاً متفجراً"، مشيرة إلى أنّ "طيران النظام المروحيّ، ألقى مناشير على المدينة، باسم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، دعت المقاتلين إلى التراجع قبل فوات الأوان".
وكانت قوات النظام، بالاشتراك مع مليشيا اللجان الشعبية وعناصر حزب الله، قد حشدت مؤخراً في محيط مدينة الزبداني من ثلاثة محاور، هي محور سهل الزبداني ومحور مشفى الباقوني ومحور طريق الشيخ زايد خلف حاجز الشلّاح، بنيّة اقتحام المدينة، والسيطرة عليها.
وكانت تشكيلات "جبهة النصرة" و"جبهة أنصار الدين" وحركة "مجاهدي الإسلام" و"أنصار الخلافة" و"فجر الخلافة" وحركة "أحرار الشام" و"كتائب أبو عمارة" و"الفوج الأول" و"كتيبة التوحيد والجهاد" و"كتيبة الصحابة" و"سرايا الميعاد" و"لواء السلطان مراد"، وغيرها قد أعلنت أمس عن تشكيل غرفة عمليات "أنصار الشريعة" التي ستسعى إلى السيطرة على مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة حلب، بحسب بيان تأسيسها، وتكوّنت غرفة العمليات الجديدة من التنظيمات والفصائل الإسلامية العاملة في حلب وريفها.
وكانت فصائل "الجبهة الشامية" و"فيلق الشام" و"كتائب ثوار الشام" و"جيش الإسلام" و"تجمع فاستقم كما أمرت" قد أعلنت قبل نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي عن تشكيل غرفة "عمليات فتح حلب" بهدف إنهاء سيطرة النظام السوري على وسط وغرب مدينة حلب قبل أن تنضم إلى هذه الغرفة فصائل "نور الدين زنكي" و"جيش المجاهدين" و"لواء الفتح" و"لواء السلطان مراد" و"لواء الحق" و"ألوية الفرقان"، و"لواء فرسان الحق" و"لواء صقور الجبل" و"الفرقة 101" و"الفرقة 13" و"الفرقة 16"، ولدى هذه الفصائل علاقات جيدة مع الدول الداعمة للثورة السورية، ويملك عدد منها مضادات دروع أميركية الصنع من نوع "تاو".
اقرأ أيضاً: النظام السوري يتقدم في الحسكة على حساب "داعش"