وشهدت مدينة بهرز اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والشرطة من جهة ومسلحين مجهولين من جهة أخرى، الأحد الماضي، بعد عمليات اعتقال طاولت العشرات من المواطنين وصفها السكان بأنها طائفية وتعسفية.
وقالت النائبة في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، غيداء كمبش، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن قوات تابعة لمكتب رئيس الوزراء، نوري المالكي، ترافقها قوات بملابس مدنية سوداء وتحمل شعارات طائفية هاجمت مدينة بهرز ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء من ثلاثة محاور.
وأشارت إلى أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على المدينة دون أن تكون هناك أي مقاومة من الأهالي، لكنها "أصرّت على تحويل الأمر إلى ساحة للقتل والدم، فقامت بتنفيذ عمليات إعدام بحق 39 مدنياً بينهم سيدات وصبيان وقتلوا داخل منازلهم". واتهمت كمبش هذه القوات "باحراق ثلاثة مساجد، من بينها مسجد أم المؤمنين عائشة وترك شعارات طائفية على جدرانه الخارجية".
وأوضحت كمبش أن مليشيات متنفذة لدى الحكومة استباحت دماء الأبرياء ودمرت ممتلكات الأهالي، معتبرةً ما حدث في بهرز "جريمة وفاجعة إنسانية خطيرة بحق أهل السنة بالعراق".
وطالبت كمبش رئيس الحكومة، نوري المالكي، بتشكيل لجنة تقصي حقائق عاجلة في الأحداث، بعد رصد هذه التجاوزات المروعة. واعتبرت أنه يجب إعلان بهرز مدينة منكوبة.
بدوره، تحدث رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة ديالى، رعد حسين الدهلكي، عن تعرض مدينة بهرز "لهجمة طائفية بشعة، لا يمكن تصنيفها إلا ضمن جرائم حرب تمت برعاية مباشرة وتسهيل من حكومة المالكي".
وأشار إلى أن هناك العشرات من شهود العيان، معتبراً ما حدث بالتطور الخطير. وأكد العثور على 39 جثة لمدنيين من أهالي بهرز بينهم طلاب ثانوية وموظفون وفلاحون بسطاء جميعهم قتلوا بطريقة الإعدام رمياً بالرصاص في الرأس ومن مسافة قريبة.
وبينما أشار إلى أن هناك "ثلاث عائلات قضت بالكامل بهجوم الميليشيات"، دعا منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل لبيان حجم مظلومية الأهالي. وأبدى الدهلكي استغرابه واستنكاره للصمت الحكومي تجاه ما يتعرض له أبناء محافظة ديالى.
في مقابل هذه الاتهامات، نفى رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، صادق الحسيني، المقرب من رئيس الوزراء دخول ميليشيات إلى المدينة أو تنفيذ عمليات إعدام، واصفاً تلك المعلومات بأنها "شائعات مغرضة لأذناب الصهيونية".
واعتبر الحسيني أن "ادعاء بعض الساسة والمسؤولين المحليين والنواب بأن ميليشيات دخلت الى مدينة بهرز غير صحيح ويمثل أكذوبة واضحة المعالم، يراد منها ضرب المنجز الامني والتغطية على الخسائر الفادحة للجماعات الإرهابية".
وأشار الحسيني إلى أن من أسماهم "أعوان "داعش" أطلقوا شائعة مغرضة بان ميليشيات دخلت الى بهرز وقتلت الأبرياء وأحرقت المنازل والمساجد، وللأسف صدقها من يريد استغلال الأمر كدعاية انتخابية لخداع البسطاء". وأضاف "هي بالأخير شائعات مغرضة أطلقها أذناب الصهيونية العالمية".
وفي سؤال لـ"العربي الجديد" عن الصور التي بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لجثث قتلى من المدنيين ومساجد ومنازل، قال هناك شيء اسمه الفوتوشوب في اشارة إلى تزوير هذه الصور، رافضاً الإدلاء بأي تعليق آخر