وتنفس جعفر نسيم الحرية للمرة الأولى، منذ القبض عليه في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2015 بعد اقتحام قوة من الأمن الوطني مقر مؤسسته ومنزله ومنع المحامين من الدخول لهما، قبل أن يتم تقديمه للتحقيقات أمام نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 720 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا، في يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 ووجهت له النيابة العامة اتهامات شفهية، بالانضمام لجماعة محظورة وتلقي رشوة دولية، قبل أن تقرر حبسه احتياطيا على ذمة التحقيقات.
وتوالت له التجديدات أمام نيابة أمن الدولة، ثم أمام محاكم الجنايات بطلب من النيابة العامة، وتم إيداعه في سجن العقرب شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة، منذ أن تقرر حبسه احتياطيا، وحتى يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2017، الذي استنفد فيه الصحافي مدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها قانونًا، ورغم ذلك ظل مسجونًا حتى صدور قرار بإخلاء سبيله مع تدابير احترازية في مارس/آذار الماضي.
وقبل أيام، أعلنت منار الطنطاوي زوجة هشام جعفر، تعرضه للاعتداء بالضرب المبرح بعد وصوله قسم أول أكتوبر وحبسه في زنزانة مغلقة من جميع النوافذ.
وتابعت الطنطاوي عبر حسابها الخاص على "فيسبوك"، أنه بعد تدخلات المحامين تم حل الموضوع و نقل جعفر من زنزانة 3 لزنزانة 5 لمراعاة حالته الصحية.
وعانى هشام جعفر من أزمات صحية متتالية منذ اعتقاله نتيجة للحبس في ظروف غير إنسانية، وقد أدى الإهمال وعدم الاستجابة لطلبات نقله للمستشفى والوفاء بمتطلبات علاجه، إلى مضاعفات تهدد بفقد بصره.
وقضى هشام جعفر فترة حبسه الانفرادي في "سجن العقرب"، وسط ظروف بائسة، وأمضى الأشهر الماضية رهن الحبس الانفرادي. ولم يسمح له بالتريض خارج زنزانته.
وبين الحين والآخر، سمح له حراسه بالمشي في الممر داخل الجناح الذي يحتجز فيه لفترة تتراوح بين 30 و60 دقيقة. أما في أوقات أخرى، ظل حبيس زنزانته طيلة 24 ساعة في اليوم. وطبقاً لأقربائه، لم يكن في زنزانته سرير أو فراش، أو إضاءة وتهوية؛ وكانت موبوءة بالحشرات بسبب تسرب المياه من مجاري الصرف الصحي.