أكد عضو مجلس النواب العراقي محمد البلداوي، وجود معلومات تفيد بقيام قوات أميركية بتدريب وتسليح مقاتلين من عشائر محافظة الأنبار، غرب البلاد، في قاعدة "عين الأسد" العسكرية، معتبراً أن هذا الأمر يندرج ضمن مخطط أميركي للعودة الى أخطاء المرحلة الماضية.
وبحسب التقارير التي اطلع عليها البلداوي، فإن القوات الأميركية في الأنبار تسعى إلى استنساخ تجربة مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من قبلها، في العراق، من خلال استدعاء مقاتلين وزعماء قبائل محليين، لتدريبهم وتجهيزهم بالأسلحة في "عين الأسد"، متسائلاً عن وجهة هؤلاء المقاتلين الذين يتلقون التدريب على يد الأميركيين.
ورأى البلداوي، وهو نائب عن كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يوجد انتهاك للسيادة العراقية أكثر من ذلك"، معتبراً أن الأميركيين يقومون بأدوار هي من اختصاص الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب.
وقال النائب العراقي إن الأميركيين يريدون العودة بمناطق غرب العراق الى العام 2006، حين قاموا بتشكيل "الصحوات" العشائرية التي قاتلت تنظيم "القاعدة"، مؤكداً أن واشنطن لن تدع العراق يستقر أبدا من خلال إصرارها على التدخل في شؤونه، كما تتدخل في شؤون دول أخرى مجاورة، كإيران وسورية.
وطالب البلداوي القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بايقاف التدخلات الأميركية، داعياً الى ضمّ مقاتلي العشائر من غير المتورطين بمخالفات قانونية الى المنظومة الأمنية العراقية، لعزلهم عن الأميركيين.
وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن القوات الاميركية تقوم بتدريب فصائل تتبع للعشائر في قاعدة "عين الأسد"، وتقوم بتزويدهم بالاسلحة، مبينة أن مقاتلي العشائر تلقوا عدداً من التدريبات داخل القاعدة خلال الفترة الماضية، مشيرة الى أن الأميركيين يقومون باصطحاب هذه الفصائل عند التجوال بعمليات أمنية في المناطق الصحراوية، دون بقية القوى الأمنية من الجيش والشرطة.
بدوره، انتقد القيادي في مليشيا "الحشد الشعبي" علي الحسيني قيام القوات الأميركية بتدريب فصائل من "الحشد العشائري"، وتزويدها بالأسلحة في محافظة الأنبار، مطالباً بغداد بالرد من أجل توضيح مثل هذه الأنباء، تأكيداً أو نفياً.
وفي السياق، أكد ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، المسؤولة عن أمن غرب الأنبار، أنه لا يمتلك معلومات كافية عما يجري داخل قاعدة "عين الأسد"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد" أن مهمة التشكيلات العسكرية العراقية "تتمثل في توفير طوق أمني لحماية القاعدة، أما ما يجري داخلها فلا يعلمه سوى الأشخاص المخولين بالدخول، وغالباً ما يكونون من القيادات العسكرية العليا، فضلاً عن القوات الأميركية".