لم يكن غياب الفنانة اللبنانيّة، سيرين عبد النور، عن دراما رمضان في الموسم السابق عن عبث. فعلى الرغم من العروض الكثيرة التي قُدِّمت لها، فضّلت سيرين المتابعة من بعيد، والاستعداد لعمل درامي سيكون هذه المرة سوريّاً بامتياز.
في ظلِّ التسابق على الأعمال الدرامية اللبنانيّة الخاصة بموسم رمضان، أو خارج نطاقه، وأمام انتقادات كثيرةٍ تتعرَّض لها هذه الأعمال لفقدانها النصّ والرؤية الدراميّة المطلوبة، تتجِّه بوصلة بعض الممثّلين اللبنانيين إلى دمشق، بعد تعاون بين السوريين واللبنانيين في أعمال درامية خلال السنوات القليلة الماضية. الواضح، أنّ الصراع الذي بدت ملامحه تظهر، سيكون هذه المرة بين مسلسلين، الأول "الهيبة" بطولة تيم حسن ونادين نسيب نجيم، وكتابة هوزان عكو، وإخراج سامر برقاوي، وبين عمل جديد يُعْلَن عنه قريباً سيجمع على الأرجح بين سيرين عبد النور وقيس شيخ نجيب بعنوان "قناديل العشاق".
عبد النور لم تحسِم أمرها بعد، وتوقِّع على عقد بطولة مسلسل "قناديل العشاق" التاريخي، وهي لا تزال تقرأ أحداثَ القصّة للكاتب السوري، خلدون قتلان. ومن المتوقَّع أن تجسِّد عبد النور دور امرأةٍ نزحت من جبل لبنان إلى الشام.
تعودُ أحداث المسلسل إلى عام 1734 إبان حكم العسكر، وقبل دخول أسعد باشا العظم والياً إلى دمشق، وسط أجواء خارجة عن مسلسلات البيئة الشامية. ثمَّة صراعٌ بين السياسة وبين "ماخور" تختاره المُرشَّحة لدور البطولة، سيرين عبد النور، للعمل فيه بعدما فقدت زوجها، وأصبحت مغنّية أمام صراعات عاطفية، لن تغيب عنها السياسة ولا المكائد، ولا حتى الاستعراض. وقد جندت الشركة المُنتجة فريق عمل كبيراً للوقوف على تفاصيل تلك الحقبة التاريخية، من حيث المشاهد وأماكن التصوير. إذْ طلب المخرج، سبيعي، تشييد مدينة متكاملة في قلب دمشق، للمباشرة بالتصوير، إضافة إلى بعض الاستديوهات الخاصَّة. وربَّما للمرّة الأولى سيتم تصوير العمل بالكامل في العاصمة السورية دمشق، على الرغم من أنه من الأعمال التي تُصنَّف بالأعمال العربية المُشتركَة. وعلمت "العربي الجديد" أن الممثّل، قيس شيخ نجيب، قد وقّع قبل أيام بطولة "قناديل العشاق" فيما ستحسم عبد النور أمرها خلال ساعات، بعد تعديلاتٍ طفيفةٍ على النصّ.
دعوة للحب
يؤكد الكاتب، خلدون قتلان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المسلسل هو عبارة عن دعوة للحب، هكذا باختصار، ثمة لعب على الخيال والفكر في طريقة دمج وطرح الشخصيات والأحداث. سندخل ربّما للمرة الأولى في "ماخور" ويفسر الكلمة "بالكاراخانيه" بالمعنى الشعبي، إنّما بنصٍّ يعتمدُ على الشروط الواجبة تجاه المشاهد. لن نخرُج عن إطار الأخلاق والآداب في الطرح. على العكس، الهدف واضح من وراء القصة الخيالية، والاستعراض الحقيقي لمحاولة إيجاد نمط غنائي هادف من خلال مجموعة من الأغنيات الخاصة، والتي ستقدّم في إطار روائي مربوط مع بعض "الاستكتشات" لشخصيات و"كاراكتيرات" تصقل الأحداث، وتجعلها مُنوَّعةً في إطار ممسوك.
"قناديل العشاق" التي ستحاكي حارات الشام العتيقة، لا تنتمي بالضرورة إلى أعمال ما يُسمى "البيئة الشامية"، "هدفي تقديم نموذج آخر عن التاريخ السوري، وواقع يستحقُّ التوقّف عنده اليوم، طالما في رأيي ورأي كثيرين أن التاريخ يعيد نفسه". والقصد من سرد هذا التاريخ هو بعض المواقف التي مرَّت في سنوات الأزمة السورية، وما ترتب على ذلك.
يُؤكِّد قتلان أن المسلسل يطرح قضايا واضطرابات سياسية في واقع اجتماعي. لعل التاريخ في "قناديل العشاق" يُعيد نفسه، لا بل يتقاطع مع واقع سورية اليوم. يضيف: "الحرب، ما الحرب؟ هي الخوف والهجرة والجوع والبحث، والضياع وحتى الغناء، ليست المرة الأولى التي أقدّم فيها تقاطعاً بين أحداث مسلسل وحالنا اليوم. في "بواب الريح" 2014 قدمت مجموعة من الشباب الذين اختاروا الجدران للتعبير عن مكنوناتهم، واليوم أيضاً في "قناديل العشاق" روايات قديمة لقصة العسكر وما عُرف بالانكشارية، حتى دخول أسعد باشا العظم إلى دمشق وتوليه السلطة". ويؤكد قتلان أن الأحداث التاريخية تظهر من باب توثيقي، فقط للمرحلة الزمنية، وكلّ أحداث القصة هي من وحي الخيال، سنكتب ذلك في المقدمة، لنكون أكثر صدقاً مع المشاهد.
اقــرأ أيضاً
وعن اختيارهِ بعض الشخصيّات اللبنانية للمشاركة في العمل، خصوصّاً أنّ هويّة النصّ والإخراج سورية بامتياز يقول: "في تلك الحقبة الزمنية لم يكن أمام لبنان وسورية من حدود". يتابع ممازحاً: "لم تكن اتفاقية سايكس بيكو قد وُقّعت وقسمّت بين البلدين، ما زلت أرى أن لبنان وسورية دولة واحدة، وبيئة واحدة، وثقافة واحدة. معظم السوريين من دمشق كانوا يتجهون إلى موانئ صيدا أو صور وجبيل وعلى الساحل اللبناني للعمل، فهذه المناطق كانت أقرب بالمسافة للسوريين من ساحل اللاذقية. أمامنا قصة تجمع بين اللبنانيين والسوريين بدون حدود، وأعتقد أن لدينا العادات والتقاليد ذاتها، وهذا ما سيحمل البطلة إلى سورية لتكون مغنية استعراضية وتقدم لوحات فنية خاصة". وعن دور قيس شيخ نجيب، يقول: "هو عتّال يعيش حياة الفقر، وتقع "إيف" البطلة في حبه، على الرغم من صراعها مع القامات النافذة".
ويتابع قتلان: "لا نزال في وضع التفاوض مع بعض الممثلين اللبنانيين. ولا أستطيع أن أجزم بأسماء أخرى، لكن الأيام القليلة المقبلة ستُنهي المفاوضات، والانتقال الى المرحلة الثانية، إذْ سنباشِر بتصوير العمل".
وعن تعاونه مع المخرج، سيف الدين سبيعي، يقول: "سيف سبيعي هو ابن هذه البيئة، وله تجارب مهمة على نطاق درامي عربي ناجح".
اقــرأ أيضاً
في ظلِّ التسابق على الأعمال الدرامية اللبنانيّة الخاصة بموسم رمضان، أو خارج نطاقه، وأمام انتقادات كثيرةٍ تتعرَّض لها هذه الأعمال لفقدانها النصّ والرؤية الدراميّة المطلوبة، تتجِّه بوصلة بعض الممثّلين اللبنانيين إلى دمشق، بعد تعاون بين السوريين واللبنانيين في أعمال درامية خلال السنوات القليلة الماضية. الواضح، أنّ الصراع الذي بدت ملامحه تظهر، سيكون هذه المرة بين مسلسلين، الأول "الهيبة" بطولة تيم حسن ونادين نسيب نجيم، وكتابة هوزان عكو، وإخراج سامر برقاوي، وبين عمل جديد يُعْلَن عنه قريباً سيجمع على الأرجح بين سيرين عبد النور وقيس شيخ نجيب بعنوان "قناديل العشاق".
عبد النور لم تحسِم أمرها بعد، وتوقِّع على عقد بطولة مسلسل "قناديل العشاق" التاريخي، وهي لا تزال تقرأ أحداثَ القصّة للكاتب السوري، خلدون قتلان. ومن المتوقَّع أن تجسِّد عبد النور دور امرأةٍ نزحت من جبل لبنان إلى الشام.
تعودُ أحداث المسلسل إلى عام 1734 إبان حكم العسكر، وقبل دخول أسعد باشا العظم والياً إلى دمشق، وسط أجواء خارجة عن مسلسلات البيئة الشامية. ثمَّة صراعٌ بين السياسة وبين "ماخور" تختاره المُرشَّحة لدور البطولة، سيرين عبد النور، للعمل فيه بعدما فقدت زوجها، وأصبحت مغنّية أمام صراعات عاطفية، لن تغيب عنها السياسة ولا المكائد، ولا حتى الاستعراض. وقد جندت الشركة المُنتجة فريق عمل كبيراً للوقوف على تفاصيل تلك الحقبة التاريخية، من حيث المشاهد وأماكن التصوير. إذْ طلب المخرج، سبيعي، تشييد مدينة متكاملة في قلب دمشق، للمباشرة بالتصوير، إضافة إلى بعض الاستديوهات الخاصَّة. وربَّما للمرّة الأولى سيتم تصوير العمل بالكامل في العاصمة السورية دمشق، على الرغم من أنه من الأعمال التي تُصنَّف بالأعمال العربية المُشتركَة. وعلمت "العربي الجديد" أن الممثّل، قيس شيخ نجيب، قد وقّع قبل أيام بطولة "قناديل العشاق" فيما ستحسم عبد النور أمرها خلال ساعات، بعد تعديلاتٍ طفيفةٍ على النصّ.
دعوة للحب
يؤكد الكاتب، خلدون قتلان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المسلسل هو عبارة عن دعوة للحب، هكذا باختصار، ثمة لعب على الخيال والفكر في طريقة دمج وطرح الشخصيات والأحداث. سندخل ربّما للمرة الأولى في "ماخور" ويفسر الكلمة "بالكاراخانيه" بالمعنى الشعبي، إنّما بنصٍّ يعتمدُ على الشروط الواجبة تجاه المشاهد. لن نخرُج عن إطار الأخلاق والآداب في الطرح. على العكس، الهدف واضح من وراء القصة الخيالية، والاستعراض الحقيقي لمحاولة إيجاد نمط غنائي هادف من خلال مجموعة من الأغنيات الخاصة، والتي ستقدّم في إطار روائي مربوط مع بعض "الاستكتشات" لشخصيات و"كاراكتيرات" تصقل الأحداث، وتجعلها مُنوَّعةً في إطار ممسوك.
"قناديل العشاق" التي ستحاكي حارات الشام العتيقة، لا تنتمي بالضرورة إلى أعمال ما يُسمى "البيئة الشامية"، "هدفي تقديم نموذج آخر عن التاريخ السوري، وواقع يستحقُّ التوقّف عنده اليوم، طالما في رأيي ورأي كثيرين أن التاريخ يعيد نفسه". والقصد من سرد هذا التاريخ هو بعض المواقف التي مرَّت في سنوات الأزمة السورية، وما ترتب على ذلك.
يُؤكِّد قتلان أن المسلسل يطرح قضايا واضطرابات سياسية في واقع اجتماعي. لعل التاريخ في "قناديل العشاق" يُعيد نفسه، لا بل يتقاطع مع واقع سورية اليوم. يضيف: "الحرب، ما الحرب؟ هي الخوف والهجرة والجوع والبحث، والضياع وحتى الغناء، ليست المرة الأولى التي أقدّم فيها تقاطعاً بين أحداث مسلسل وحالنا اليوم. في "بواب الريح" 2014 قدمت مجموعة من الشباب الذين اختاروا الجدران للتعبير عن مكنوناتهم، واليوم أيضاً في "قناديل العشاق" روايات قديمة لقصة العسكر وما عُرف بالانكشارية، حتى دخول أسعد باشا العظم إلى دمشق وتوليه السلطة". ويؤكد قتلان أن الأحداث التاريخية تظهر من باب توثيقي، فقط للمرحلة الزمنية، وكلّ أحداث القصة هي من وحي الخيال، سنكتب ذلك في المقدمة، لنكون أكثر صدقاً مع المشاهد.
وعن اختيارهِ بعض الشخصيّات اللبنانية للمشاركة في العمل، خصوصّاً أنّ هويّة النصّ والإخراج سورية بامتياز يقول: "في تلك الحقبة الزمنية لم يكن أمام لبنان وسورية من حدود". يتابع ممازحاً: "لم تكن اتفاقية سايكس بيكو قد وُقّعت وقسمّت بين البلدين، ما زلت أرى أن لبنان وسورية دولة واحدة، وبيئة واحدة، وثقافة واحدة. معظم السوريين من دمشق كانوا يتجهون إلى موانئ صيدا أو صور وجبيل وعلى الساحل اللبناني للعمل، فهذه المناطق كانت أقرب بالمسافة للسوريين من ساحل اللاذقية. أمامنا قصة تجمع بين اللبنانيين والسوريين بدون حدود، وأعتقد أن لدينا العادات والتقاليد ذاتها، وهذا ما سيحمل البطلة إلى سورية لتكون مغنية استعراضية وتقدم لوحات فنية خاصة". وعن دور قيس شيخ نجيب، يقول: "هو عتّال يعيش حياة الفقر، وتقع "إيف" البطلة في حبه، على الرغم من صراعها مع القامات النافذة".
ويتابع قتلان: "لا نزال في وضع التفاوض مع بعض الممثلين اللبنانيين. ولا أستطيع أن أجزم بأسماء أخرى، لكن الأيام القليلة المقبلة ستُنهي المفاوضات، والانتقال الى المرحلة الثانية، إذْ سنباشِر بتصوير العمل".
وعن تعاونه مع المخرج، سيف الدين سبيعي، يقول: "سيف سبيعي هو ابن هذه البيئة، وله تجارب مهمة على نطاق درامي عربي ناجح".