قمة قبرصية يونانية إسرائيلية لمواجهة الاتفاق الليبي التركي

02 يناير 2020
سيوقّعون اتفاقاً جديداً لتدشين أنبوب غاز (Getty)
+ الخط -
في خطوة تهدف لمواجهة تبعات الاتفاق بين تركيا وليبيا حول ترسيم الحدود البحرية، تعقد، اليوم الخميس، في أثينا قمة يونانية قبرصية إسرائيلية.

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أنّ الأطراف الثلاثة تهدف، من خلال عقد اللقاء، إلى إرساء حقائق على الأرض، لتقليص آثار الاتفاق الليبي التركي على مصالحها.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، أنّ كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، سيوقّعون، اليوم الخميس، اتفاقاً جديداً لتدشين أنبوب الغاز "East-Med"، الذي يفترض أن ينقل الغاز الذي تستخرجه إسرائيل إلى أوروبا، حيث سيمر هذا الخط في المياه الاقتصادية لكل من قبرص واليونان.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ التئام القمة، يأتي في ظل التوتر بين تركيا وكل من إسرائيل وقبرص، حول عمليات البحث عن الغاز في حوض المتوسط.

وعلى الرغم من أنّ ستة اجتماعات قمة قبرصية يونانية إسرائيلية، عقدت، خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أنّ القمة التي تعقد اليوم في أثينا لم يكن مخططاً لها وجاءت إثر خشية الأطراف الثلاثة من تداعيات الاتفاق التركي الليبي على مصالح إسرائيل.

وكان نتنياهو قد بادر، قبل أسبوع، بإجراء اتصالات مع كل من ميتسوتاكيس وأناستاسيادس لترتيب عقد القمة.

وأشارت وسائل الإعلام ومراكز التفكير الإسرائيلية، إلى أنّ تل أبيب تخشى بشكل خاص أن يؤدي تطبيق الاتفاق بين أنقرة وطرابلس، إلى تمكين تركيا من السيطرة على المياه التي يفترض أن يمر فيها أنبوب "East-Med"، مما يعني أنّ قدرة إسرائيل على تصدير الغاز ستتوقف على الموافقة التركية.

ونظراً لـ"خطورة" التداعيات التي ينطوي عليها الاتفاق الليبي التركي، فقد تعالت الأصوات في تل أبيب التي تنصح بالعمل على إسقاط حكومة "الوفاق" في طرابلس المعترف بها دولياً.

وقال الكاتب الإسرائيلي عوديد غرانوت، إنّ "إسرائيل تتمنى سقوط حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وانتصار قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على اعتبار أن هذا التطور يضمن إسقاط الاتفاق التركي الليبي".

وفي تعليق نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، لفت غرانوت إلى أنّه "على الرغم من أنّ إسرائيل لم تعبر عن موقف واضح من المواجهة الدائرة حالياً بين تركيا من جهة وكل من مصر وقبرص واليونان، إلا أنها تأمل انتصار خليفة حفتر وسقوط حكومة فايز السراج لأنها تفترض أن هذا التطور سيمس بمكانة تركيا".

وأشار إلى أن إسرائيل وقبرص واليونان، ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تشكل "تحالفاً استراتيجياً لمواجهة تركيا"، لافتاً إلى أنّ "السيسي معني بشكل خاص بإضعاف أنقرة بسبب دعمها للمعارضة المصرية".

وكان الدبلوماسي الإسرائيلي إسحاك ليفانون الباحث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، قد دعا أيضاً إلى "تحرك لإسقاط حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي يقودها فايز السراج، على اعتبار أنّ التخلص من هذه الحكومة يجعل الاتفاق التركي الليبي لاغياً".


وعلى الرغم من أنّ الاتفاق الذي سيوقع، اليوم الخميس، هو الثاني الذي سيتم توقيعه لتدشين "East-Med"، إلا أن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قد حذّر، الأسبوع الماضي، من أن هناك شكوكاً في ما إذا كان تدشين هذا الأنبوب ممكناً وذا جدوى.

ويذكر أنّ إسرائيل ترتبط بكل من قبرص واليونان بشراكات استراتيجية وتعاون أمني واقتصادي، حيث نظم الجيشان اليوناني والإسرائيلي، مناورات عسكرية مشتركة في اليونان وإسرائيل، إلى جانب قيام ألوية صفوة ووحدات مختارة في الجيش الإسرائيلي بإجراء تدريبات خاصة في قبرص؛ وضمن ذلك التدرب على عمليات عسكرية داخل لبنان أو محاكاة هجوم جوي على المنشآت النووية الإيرانية.

وفي الوقت ذاته، ترتبط قبرص واليونان وإسرائيل بعلاقات أمنية واقتصادية قوية مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث دشن، العام الماضي، في القاهرة "منتدى غاز الشرق الأوسط"، الذي يمثل إطاراً إقليمياً لتنظيم التعاون في مجال اقتصاديات الطاقة بين هذه الدول ودول أخرى في المنطقة.

دلالات
المساهمون