وتتناول هذه القمة الثلاثية بالخصوص، تداعيات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، الذي تمخض عنه استفتاء 23 يونيو/حزيران الماضي، والذي أحدث أزمة لا سابق لها في الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يلتقي الزعماء الثلاثة في مدينة نابولي، ثم يتوجهوا إلى جزيرة فونتوتيني التي تحتضن رفات السياسي الإيطالي ألتيرو سبينيلي، أحد رواد المشروع الأوروبي. ولاحقاً ينتقلون إلى حاملة الطائرات الإيطالية غاريبالدي حيث يعقدون محادثاتهم حول عشاء عمل.
وستنصب المحادثات حول التحضير لموقف مشترك خلال القمة الأوروبية الاستثنائية التي ستنعقد في 16 سبتمبر/أيلول المقبل في براتيسلافا والمخصصة لترتيب تفاصيل الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ومؤسساته المختلفة.
كذلك يناقش الزعماء الثلاثة سبل احتواء احتمالات انتقال عدوى "البريكست" البريطاني إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، وبلورة خطة جديدة لتدعيم مؤسسات الاتحاد وتحسين شعبيته لدى الرأي العام الأوروبي خاصة في ما يخص الشق الاجتماعي، إلى جانب تشجيع النمو والاهتمام بقطاع الشباب.
ومن المنتظر أن يناقش هولاند وميركل ورينزي فكرة إنشاء كتيبة أوروبية لحراسة الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق اللاجئين إلى إيطاليا وألمانيا خاصة على ضوء التوتر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، واحتمال تراجع أنقرة عن تطبيق الاتفاق حول الهجرة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الماضي.
وتؤيد كل من فرنسا وإيطاليا تمتين العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي في مجالي الأمن والدفاع، كما تدعوان إلى إنشاء "قوة أوروبية مشتركة" للقيام بمهمات خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يهدد عدداً من دول الاتحاد خاصة فرنسا وألمانيا وبلجيكا.
وعلى الرغم من أهمية هذه القمة المصغرة، غير أن بعض المراقبين قلّل من أهميتها لكون هولاند وميركل ورينزي يواجهون أوضاعاً سياسية داخلية صعبة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلدان الثلاثة بحلول العام المقبل.