وفي الواقع، لم تتجاوز مدة مشاركة ترامب في اجتماع الناتو سوى 15 دقيقة، وقد كان وقتاً مناسباً له لإطلاق أحكامه بشأن "سخافة" مستوى الاستثمار في الدفاع لبعض أغنى دول الحلف ولتقديم اقتراحه الجديد. ولم تُثر دعوة ترامب إلى زيادة الإنفاق إلى 4% أي رد، باستثناء الرئيس البلغاري، رومن رادييف، الذي اعتبر الاقتراح غير واقعي، بحسب دبلوماسي شارك في الاجتماع.
وفي إعلان القمة، الذي تم إعداده قبل الاجتماع بوقت طويل، لم يرد ذكر هذا الاقتراح. بل أكد الحلفاء بشكل خاص على "التزامهم الراسخ بكل جوانب الاتفاق حول الاستثمار الدفاعي الذي تم تبنيه في قمة ويلز 2014، وتقديم خطط وطنية ذات مصداقية لتنفيذها، بما في ذلك المبادئ التوجيهية بشأن النفقات بحلول عام 2024، والقدرات والمساهمات المخططة".
وقبل انضمامها إلى دونالد ترامب لعقد اجتماع ثنائي، ذكّرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بجهود ألمانيا لزيادة الإنفاق الدفاعي، وبالاستجابة لذلك من دون ذكر الرئيس الأميركي.
وقالت ميركل إن ألمانيا لا تسيطر عليها روسيا وإن الغاز الروسي لا يمثل سوى ثلث إجمالي إمدادات بلادها.
ووفقاً لرئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل، فقد كان هناك "جو محترم جداً حول الطاولة". وأكد ميشيل، الذي تحتل بلاده التصنيف الأخير تقريباً في لائحة الاستثمار الدفاعي، من جديد التزامه بعكس هذا الاتجاه بعد عقود عدة مارست خلالها بلجيكا، مثل دول أخرى، "تعزيز ميزانيتها على حساب قطاع الدفاع".
وقد رحّبت الدول الأعضاء "بالتقدم الكبير الذي تحقق منذ قمة ويلز، إذ ارتفع الإنفاق الدفاعي غير الأميركي بشكل حقيقي لأربع سنوات متتالية"، مشددة، كما جاء في البيان، على أن "جميع الحلفاء بدأوا في زيادة حجم إنفاقهم الدفاعي بالقيمة الحقيقية، وأن نحو ثلثيهم قد وضعوا خططاً على مستوى البلاد لإنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي في مجال الدفاع بحلول عام 2024". وينتهي البيان بوعد "نحن مصممون على تحقيق توازن أفضل في تقاسم النفقات والمسؤوليات بين الدول الأعضاء في الحلف"، من دون أي إشارة إلى هدف جديد.
وقد تبنى الناتو إعلان بروكسل حول الأمن والتضامن عبر الأطلسي في نهاية اليوم الأول من القمة، إذ قال الأمين العام للناتو، ينس ستولنبرغ، خلال الندوة الصحافية التي تلت الجلسة الأولى: "أجرينا مناقشات وكانت هناك خلافات، ولكننا أخيراً اتخذنا القرارات التي تمكن التحالف من التقدم والتطور".
ويهدف إعلان بروكسل إلى تعزيز الردع والدفاع ومكافحة الإرهاب وتحقيق تقاسم للأعباء أكثر إنصافاً.
وقد اتفق الحلفاء على وجه الخصوص على إنشاء ما يسمى بمبادرة الاستجابة الجديدة التي أطلق عليها اسم "4x30"، والتي تحدد هدفاً بحلول عام 2020، بحيث يمكن للأطلسي حشد "30 كتيبة ميكانيكية، و30 سرباً من الطائرات الحربية و30 من السفن الحربية في غضون 30 يوماً"، للتعامل مع حالة الأزمات العاجلة وتبادل المساعدة. كذلك وافقوا على تكييف هيكل قيادة الناتو، كما سيطلق العراق وحلف الناتو أيضًا مهمة تدريب جديدة للقوات العراقية تحت قيادة كندا وسيتم نشر مئات من المدربين. وعلى الرغم من هذه الاتفاقات، فقد خيم توتر كبير بين واشنطن وبقية الحلفاء.